وقعّت الفصائل الفلسطينية، وثيقة «إعلان الجزائر» للمصالحة وذلك في اختتام أعمال مؤتمر «لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية»، بمشاركة الرئيس عبد المجيد تبون الذي وصف فيه هذه اللحظة بـ «التاريخية».
وقد أعرب أمين سر حركة فتح في تونس مطيع كنعان في حديث لـ«المغرب» عن شكره للجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية معتبرا ان هذا الاتفاق خطوة هامة نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأوضح كنعان في حواره :«نتمنى أن يتم تنفيذ الاتفاق الذي كنا بحاجة اليه وبهذه المناسبة أود ان أشكر الدولة الجزائرية رئيسا وحكومة وشعبا على اهتمامها بهذا الموضوع والجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية لإصلاح ذات البين بين الفصائل الفلسطينية». وقال ان هذا الانقسام ظل يمثّل الجرح النازف في الجسد الفلسطيني وأثرّ على تقدم القضية الفلسطينية بشكل كبير سواء على المستوى الداخلي او على الصعيد الخارجي أو لدى المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية . حتى ان العدو الصهيوني كلما تم الحديث عن مفاوضات كان يقول ان هناك انخراما في شرعية التمثيل الفلسطيني ، بان يقول مثلا «ان قطاع غزة تحت سلطة حماس والضفة تحت سلطة فتح ويستعملها حجة للتهرب من مسؤولياته ، كذلك بالنسبة للمفاوضات على الصعيد الداخلي .
وتابع محدثنا :«من خلال الأحداث والمقاومة البطولية التي يخوضها أبناء شعبنا في الضفة الغربية خاصة في جنين ونابلس وفي الخليل وفي كل أماكن الضفة الغربية ، نجد أن الشعب موحّد ، وان المقاومين بغض النظر عن انتماءاتهم انصهر جميعهم في بوتقة واحدة ووضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا وهو مقاومة الاحتلال. يعني ان الشعب الفلسطيني يجسّد الوحدة على الأرض. حتى وان كان هناك اختلاف على مستوى القيادات مما يعني ان الشعب الفلسطيني يسبق قيادته دائما وهذه ظاهرة جد ايجابية بالتأكيد ستدفع بالقادة السياسيين من كافة الفصائل الى النزول عند رغبة الشعب» . وأضاف :«هناك جهود كبيرة بذلت لإنهاء مسألة الإنقسامات مثل اتفاق القاهرة ومكة والعديد من المناسبات التي تمت فيها مفاوضات في هذا الموضوع ، وآن الأوان بالجهود المباركة والصادقة للحكومة الجزائرية لطيّ هذه الصفحة من أجل قطع الطريق على كل المتربصين بالقضية الفلسطينية ، خاصة العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية الذين وضعوا نصب أعينهم دائما تصفية المشروع الوطني الفلسطيني» . وأردف بالقول :«الوحدة الفلسطينية ظاهرة صحية على الصعيد الداخلي وكذلك على الصعيد الخارجي. وهي تحقق للشعب الفلسطيني التقدم في مسيرته نحو تحقيق حلمه الوطني بإقامة الدولة الفلسطيني المستقلة وعاصمتها القدس . كذلك على الصعيد الخارجي، من المهم تنفيذ هذه الوحدة للذهاب الى أي مسألة موحدين ومنظمين وان تجتمع كل هذه الفصائل على هدف وطني واحد من أجل استعادة كل الحقوق الفلسطينية كاملة».
يشار الى ان السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة، قبيل التوقيع، قرأ نص «إعلان الجزائر»، المكون من 9 بنود. وثمن أبو عيطة خلال كلمته الجهود الجزائرية التي أفضت إلى «إعلان الجزائر» الذي ينهي الانقسام الفلسطيني ويحقق المصالحة الوطنية. وشكر رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون كل «المسؤولين الفلسطينيين الذين لبوا رغبة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والشتات». وأضاف تبون في كلمة مقتضبة: «أتمنى عن قريب أن نرى قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة الأركان في حدود عام 67 وعاصمتها القدس».
ونوه تبون الى أنه «منذ أربعين سنة وفي نفس القاعة وتحت نفس السقف أعلن ياسر عرفات عن قيام دولة فلسطينية، مرت بنكسات ومشاكل ومؤامرات، وهذا اليوم يوم تاريخي، وقد رجعت المياه إلى مجاريها».