ليبيا: الجيش يعلن بداية التحرك نحو سرت.. البدايات والاستراتيجيات

أعلنت أمس الخميس القيادة العامة للجيش التابع لرئاسة أركان طبرق إعطاء الأوامر والتعليمات لقواتها البحرية والبرية بالتحرك نحو مدينة سرت لمحاربة داعش الإرهابي والتي أطلق عليها اسم القرضابية 2 وقبل ذلك الإعلان كان الناطق باسم القيادة العامة العقيد أحمد المسماري

أشار إلى أن القيادة العامة أعدت 30 ألف عسكري للعملية يمثلون كافة المناطق بما فيها طرابلس ومصراتة ووفق العقيد المسماري فإن القوات سوف تتحرك من الزنتان والرجبان غربا والكفرة ومزرق جنوبا وأجدابيا والقبة وطبرق شرقا لتقتحم كلها سرت من كافة المحاور مع سد المنافذ البحرية في ما يقوم سلاح الجو بتغطية قوات الجيش وقصف مواقع الدواعش.

بداية الحرب يمكن القول أنها ستكون خلال ساعات لا أكثر باعتبار وجود طلائع الجيش على بعد مائة كلم و170 كلم فالقوات القادمة من الغرب والجنوب متواجدة في بلدة زلة على بعد مائة كلم بينما تتواجد القوات القادمة من الشرق في مدينة أجدابيا 170 كلم عن سرت. علما كذلك أن آمر القوات الخاصة الصاعقة العقيد ونيس بوخمادة وصل منذ صباح أمس إلى مدينة أجدابيا وقد عقد فور وصوله اجتماعا مغلقا مع قيادة القاطع الحدودي الذي يشرف عليه العقيد البشير بوظفيرة.

وبعدما ضمنت قوات الجيش دعم ومساندة قبائل المغاربة في أجدابيا والعواقير والعبيدات في طبرق والقبة يكون الجيش قد مهد لالتحاق عدد كبير من شباب تلك القبائل بصفوفه. معطى آخر على غاية من الأهمية ويتمثل في دعم أهالي سرت للجيش وهم الذين عانوا الويلات من وحشية داعش.

يجمع الخبراء العسكريون على أن القوات الخاصة الصاعقة وفرقة الضفادع البشرية سيكون لها كلمة الفصل في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي باعتبار الكفاءة القتالية العالية لديها والتجربة التي اكتسبتها خلال حرب بنغازي.
جانب ثان مهم أيضا وهو المتعلق بوجود عناصر المخابرات التابعة والموالية للجيش داخل سرت وخاصة في منطقة بوهادي والحي السكني 2 وهراوة والنوفلية. كما يتوقع أن يلعب سلاح الجو لدى حفتر دورا في تدمير مواقع الدواعش أما القطع البحرية فمهمتها بالأساس سد المنافذ البحرية أمام الدواعش لإفشال أي عملية فرار أو هروب من المدينة.

أي دور لفجر ليبيا؟
ولحظة الصفر قد اقتربت لبدء الحرب ضد «داعش» الارهابي في سرت طغى على السطح سؤال مهم ومفاده أي دور لقوات فجر ليبيا وكتائب مصراتة التي ترابط بدورها عند منطقة الهبشة ؟ وقبل الإجابة حري بنا الإشارة إلى اشتباكات مسلحة حدثت أول أمس في بلدة زلة بين الجيش وكتائب من مصراتة قادمة من الجفرة انتهت بسيطرة الجيش على زلة وانسحاب قوات مصراتة.

تطورات توحي بأن أطرافا من مصراتة تسعى لعرقلة تقدم الجيش نحو سرت، اشتباكات الجيش مع كتائب مصراتة لاقت استنكارا كبيرا لدى أهالي الجفرة وزلة الذين تظاهروا ضد تواجد تلك الكتائب وأعلنوا دعمهم للجيش الوطني وعملية الكرامة. ويتهم الجيش كتائب مصراتة بدعم مجلس شورى بنغازي ودعم سري لداعش سرت اتهام يغذيه ويدعمه ما حدث مساء أمس الخميس حيث تم تداول أنباء مفادها سيطرة داعش سرت على منطقة ‹الهبشة› غرب سرت وعلى الطريق المؤدي إلى مصراتة وبني وليد وزليتن. هذه المستجدات تذكرنا بتفاصيل سيطرة «داعش» على سرت قبل سنة حيث انسحبت الكتيبة التابعة لفجر ليبيا لتسهيل احتلال داعش للمدينة ومساء أمس تكررت الصورة في «الهبشة» غرب سرت. دوافع احتلال داعش للهبشة هي توفير ممر آمن من الناحية الغربية لسرت للدواعش في حال سلموا بالهزيمة أمام الجيش.للتذكير فإن المحور الغربي لسرت هو المحور الوحيد الذي لا يمكن للجيش التواجد فيه تحاشيا لأي اصطدام مع كتائب مصراتة.

ترتيبات لعقد جلسة البرلمان
على الصعيد السياسي ذكر فرج أبو هاشم المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب بأن الترتيبات جارية في مدينة غدامس لاحتضان جلسة المصادقة على حكومة السراج. أبو هاشم أضاف أنه يجوز للنائب الأول والنائب الثاني لرئيس البرلمان ترؤس تلك الجلسة أو سواها من الجلسات في تلميح لإمكانية تغيب رئيس مجلس النواب والطاعنين في شرعية انعقاد الجلسة.

ويرى متابعون لمسار تنفيذ بنود الاتفاق السياسي أن مسألة منح الثقة للحكومة أصبحت تمثل أكبر مشكلة لحلحلة الأزمة السياسية المتشعبة يوما بعد آخر.

فقد مضى الآن خمسة أسابيع على دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية لطرابلس لكن دون تحقيق شيء يذكر على الأرض ولئن حاول فايز السراج إنجاز خطوات وبعث رسائل للداخل الليبي لإيجاد نوع من الثقة والتواصل فإنه وبالنظر للواقع يبدو أن المجلس الرئاسي ورئيسه السراج اصطدما بعقبات وعراقيل حالت وتحول دون إنجاز أي تقدم. أولى تلك العقبات ممانعة رئاسة مجلس النواب في انعقاد جلسة المصادقة على الحكومة تحت قبة البرلمان وتلويح رئاسة البرلمان حاليا بالطعن في دستورية وقانونية عقد جلسة المصادقة في غدامس.

معلوم أن البرلمان ناقش الأسبوع الفارط البند المتعلق بعقد جلسات مجلس النواب خارج طبرق وتم الاتفاق على إمكانية نقل تلك الجلسات إلى مكان واحد فقط وهو مدينة بنغازي وفق الإعلان الدستوري وبالتالي فنقل الجلسة إلى غيرها من المدن يستوجب قانونا تعديل الإعلان الدستوري.

لقد عجز المجلس الرئاسي عن حل إشكالية منح الثقة لحكومته من البرلمان بسبب عدم جدوى الضغوطات الدولية على البرلمان خاصة والمعرقلين عموما. علما بأن أكثر من مسؤول غربي أكد في أكثر من مناسبة عدم امتلاك عصا سحرية للضغط غير المباشر على الأطراف المعرقلة لإجبارها على منح الثقة للحكومة.

المعطى الإيجابي الوحيد كان عندما وقع 101 عضو من مجلس النواب المؤيدين للحكومة حيث أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما واعترافهما وحذا حذوهما المبعوث الدولي ودعوا جميعهم لاعتماد تلك التوقيعات. لكن بعد ذلك صمتت تلك الأطراف وجددت مطالبها للبرلمان وناشدته التسريع بالمصادقة على الحكومة. غير أن البرلمان ومن خلال رئيسه عقيلة صالح ومن يدعمه من النواب تمادوا في العرقلة ولتقوية جبهة الرفض لتمرير الحكومة بادر رئيس مجلس النواب بعقد عدة اجتماعات مع مشايخ القبائل وأعيانها وآخر تلك اللقاءات الاجتماع التي جرى في القبة بمشاركة مشايخ العواقير، المغاربة والعبيدات. للإشارة فإن عقيلة صالح وقبل انتخابه رئيسا للبرلمان كان شيخ قبيلة.

والسؤال المطروح هل ينجح المؤيدون للحكومة وهم الأغلبية في تجاوز لاءات وعرقلة الأقلية الرافضة للمصادقة على الحكومة خلال جلسة غدامس المرتقبة وما هو موقف الكتلة الرافضة وعقيلة صالح شخصيا وهل يتم رفع الخلاف للمحكمة الإدارية عبر الدائرة الدستورية وفي حال تعثر عقد جلسة غدامس الحاسمة ما هي التداعيات السياسية وما تأثير فشل انعقاد الجلسة على مستقبل الاتفاق السياسي وهل يؤثر ذلك على موقف المجتمع الدولي بحيث يمكن أن يتراجع اعترافه بالمجلس الرئاسي؟

وفي محاولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة أعلن النائب مصباح دومة أن نواب الجنوب تحولوا أمس الخميس إلى طرابلس حيث اجتمعوا مع المجلس الرئاسي وقدموا مقترحات من شأنها حل الأزمة السياسية والتسريع بالمصادقة على الحكومة. دومة أضاف أن أحد المقترحات تتعلق بتوسعة تركيبة الحكومة. وكانت مصادر مقربة من النائب الأول لرئيس البرلمان محمد شعيب ذكرت أن الأخير متواجد في طرابلس وهو يدعم مبادرة نواب الجنوب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115