قال الكاتب العراقي نصيف الخصاف في حوار لـ»المغرب» انّ مقترح كردستان تجميد نتائج الاستفتاء هو خيار دبلوماسي حاولت من خلاله اربيل الابتعاد عن خيار الالغاء التام لنتائج الانفصال . وأضاف أنّ الاستفتاء كان خطوة متعجلة وغير مدروسة من قبل رئيس الاقليم مسعود برزاني اراد من خلالها استثمار انشغال بغداد بمحاربة داعش ليفرض نوعا من التفاوض من موقع القوة والتسليم بالأمر الواقع.
كيف ترون المشهد العراقي عقب التطوّرات التي أحدثها استفتاء انفصال اقليم كردستان؟
الاستفتاء كان خطوة متعجلة وغير مدروسة من قبل رئيس الاقليم مسعود برزاني وكان يريد استثمار انشغال بغداد بمحاربة داعش وسيطرة البيشمركة على بعض المناطق بعد تحريرها من داعش ليفرض نوعا من الامر الواقع والتفاوض على استقلال كردستان من موقع القوة والتسليم بالأمر الواقع .وقد ورط بعض «المستشارون» الاجانب رئيس الاقليم بالذهاب الى هذا الخيار مثل بيتر وغالبريث ، وبرنار ليفي، وزلماي خليلزاده.
وهؤلاء لا يكترثون كثيرا لمصالح الاكراد او العراقيين بصورة عامة بل هم يبحثون عما يكرس بقاءهم كمستشارين لرئيس الاقليم ومديرين للوبي مؤثر في كل من الولايات المتحدة وفرنسا .
لا ننسى ان الخطاب السياسي لقوى الاسلام السياسي والقوى الكردية كان متعصبا قوميا وطائفيا ما اوجد بيئة اجتماعية متطرفة بدورها متقوقعة في هوياتها الفرعية (القومية او الطائفة) فكان نتيجة ذلك الخطاب الطائفي ظهور داعش .
وكان نتيجة الخطاب القومي المتطرف لبعض القوى الكردية ظهور نزعة الانفصال لدى جمهورها الحزبي المتطرف ،فضلا عن ان الدستور العراقي مليء بالمطبات التي تتيح تعدد القراءات لبعض بنوده ، كما ان بعضها يحمل بذرات تفتيت الدولة العراقية.
هل ساهم هذا الاستفتاء في تغذية النزعة الانفصاليّة والتعصّب الطّائفي في العراق؟
«حرب الأقليّات’’ موجودة قبل الاستفتاء ، وقد اوجدها خطاب سياسي يستخدم مفردة «المكونات»بطريقة فجة وغير واعية ما ادى الى تقوقع الاقليات نحو نفسها.
وبالتالي فهي شأنها شأن «السنة» و»الشيعة» تبحث عن موطئ قدم في السلطة التي بنيت -خطا- على اسس اثنية.فهذه الحروب الداخلية اوجدها خطاب سياسي فارغ من اي محتوى عدا الشحن الطائفي والقومي.
كيف ترون دعوة واشنطن لطرد الفصائل الايرانية من العراق ؟
بالنسبة لدعوة واشنطن لطرد الفصائل «الايرانية» فغير مفهومة بدقة ،فليس ثمة على الارض فصائل «ايرانية» قد يكون هناك مستشارون عسكريون شأنهم شأن الاميركان والبريطانيين.
اما اذا كان المقصود بالمليشيات المدعومة ايرانيا فإنّ مسعى حكومة د.حيدر العبادي بعد القضاء على «داعش» هو نزع اي سلاح خارج اطار الدولة الذي اوجدته ضرورات الحرب على داعش حينها.
ماذا عن خطوة تجميد الاستفتاء التي اقترحتها اربيل ، هل ستكون كافية لاعادة الامور الى نصابها ؟
تجميد نتائج الاستفتاء هي خطوة دبلوماسية اخف وطأة من الغاء نتائج الاستفتاء وكان يمكن ان تكون اكثر مقبولية لو استبدلت بعبارة « اعادة الامور لما قبل الاستفتاء».قد تكون مناسبة لإعادة الامور الى نصابها فيما اذا قبلت الحكومة هذه الصيغة كمدخل مقبول.
وكيف ترون موقف تركيا والعراق من ذلك؟
موقف تركيا والعراق رافض لغاية الآن لهذا الطرح لكن ثمة موقف امريكي راغب بتجاوز الأزمة والذهاب نحو المفوضات تحت سقف الدستور قد يساهم هذا الموقف بتليين المواقف الاخرى.
كيف ترون مستقبل المنطقة في ظل هذا التوتر والاصطفاف ؟
المنطقة تجاوزت المرحلة الأصعب وثمة انفراجة بالعلاقات العربية العربية وكذلك المشاكل المستعصية مثل سوريا وداعش في طريقها للإنتهاء.
كما ان هناك تقاربا بين ايران وتركيا اوجدته المصالح المشتركة للطرفين فيما يتعلق بالاستفتاء وسوريا ، رغم انه ليس هناك تطابق تام لكن العلاقات اخذة بالنمو.لا يوجد مايعكر المزاج السياسي الحالي غير «اسرائيل» التي تشعر انها لم تحقق سيناريوهات التقسيم في العراق وسوريا.