على هيكلة العمل السياسي وأقرّت حزمة من اللوائح التي أعدتها الهيئة المركزية للحزب تحت قيادة الرئيس سي جين بينغ الذي تم انتخابه أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني بعد أن نجح في تغيير قانونه الداخلي الذي يفرض ولايتين فقط للرئيس متمكنا بذلك بالحصول على ولاية ثالثة على رأس الدولة.
تغيير المسؤولين السياسيين في هياكل الدولة يخدم مباشرة القبضة الحديدة التي فرضها الرئيس سي جين بينغ منذ توليه الحكم عام 2013 بعد أن أزاح عدة وجوه سامية من أجهزة الحزب والدولة وعلى رأسها هو جين تاو الذي أدار شؤون البلاد من 2002 إلى 2012. وسوف تطال يد التغيير رئاسة الحكومة حيث ستنتهي ولاية الوزير الأول كي كيكيانغ الذي قضى 10 سنوات في نفس المنصب. وينتظر أن يحل محله لي كيانغ، المقرب من الرئيس الصيني، والذي جاء في المرتبة الثانية بعد سي جين بينغ في انتخابات القادة خلال المؤتمر المنعقد في أكتوبر 2022.
تغييرات حساسة
التغييرات المعلنة تتعلق بتجديد واسع في الطبقة السياسية وفي أعضاء الحكومة والبنك المركزي وفي بعض هياكل الحزب. وقد أعلن الرئيس سي جين بينغ خلال اجتماع البرلمان عن اعتماد "مخطط موجه وقوي وواسع النطاق يمس مصالح جد منغرسة". في هذا الإطار سوف تحول مهام إدارة وتنفيذ المخططات المالية والاستثمارية من الحكومة إلى هياكل الحزب والتي يتحكم فيها أنصار الرئيس سي جين بينغ. وذلك حسب الخبراء في الشأن الصيني مخالف لما كانت عليه الأمور منذ ولاية الرئيس دانغ سياو بينغ. في نفس الإتجاه سوف يكلف ها ليفانغ، المقرب من الرئيس بمسؤولية إدارة البنك المركزي.
وحسب تسريبات للصحافة المحلية تأكد إدماج وجوه شابة في المناصب الحكومية جميعها تنتمي لتيار سي جين بينغ السياسي داخل الحزب. وسوف يتم تغيير عد كبير من المناصب في هياكل الدولة والإدارة باستخدام مبدإ الإحالة على التقاعد. كل هذا المخطط من شأنه أن يدخل في هياكل الدولة ديناميكية جديدة تنخرط في الإستراتيجية التي أسسها الرئيس سي جين بينغ منذ 2013 والمتمثلة في إرساء طرق الحرير الجديدة كوسيلة لتنمية الاقتصاد الصيني وتوسيع رقعة نفوذه في العالم من أجل الارتقاء بالصين إلى المرتبة الأولى في الاقتصاد العالمي.
من المنافسة إلى المواجهة
وأعلن كين غانغ وزير خارجية الصين الجديد يوم الثلاثاء 7 مارس في مؤتمر صحفي أمام مراسلي الصحافة الدولية على هامش اجتماع الجمعية الوطنية الشعبية أن بلاده "تشجب استراتيجية المواجهة" التي تتخذها واشنطن تجاه الصين. وندد بمحاولات واشنطن "احتواء وإزاحة الصين" من محيطها الطبيعي. وأضاف قائلا: "إذا لم تقم الولايات المتحدة بكبح الجماح ومواصلة السرعة في الطريق الخطأ لا شيء يمكن إيقاف الخروج عن السكة، حينها سيحل الصدام والمواجهة. حينها سيتحمل التبعات الكارثية؟" واتهم الولايات المتحدة بإشعال الأزمات في مناطق عدة من العالم.
في خصوص مسألة تايوان، ندد وزير الخارجية الصيني بالموقف الأمريكي متهما واشنطن باستخدام مكيالين: "لماذا تتحدث الولايات المتحدة على احترام سيادة أوكرانيا على أراضيها ولا تتحدث على سيادة الصين على أراضيها في المسألة التايوانية؟" وندد بمواصلة واشنطن مد أوكرانيا وتايوان بالأسلحة والاعتراض على مد بيكين لروسيا بالأسلحة" معتبرا أن تايوان مقاطعة متمردة لا بد أن ترجع للتراب الصيني وأن "ذلك أول خط أحمر وجب عدم تخطيه". وهو في حد ذاته خطاب هجومي يضع لأول مرة منذ تولي سي جين بينغ الحكم المعادلة بين الصين والولايات المتحدة في وضع "المواجهة" المحتملة. رسالة مضمونة الوصول أطلقها النظام الصيني من أجل محاولة احتواء الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية تضمنها تهديد صريح باستخدام نفس التوجه الأمريكي و الإقدام على مد موسكو بالأسلحة الصينية التي طالب بها الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمر شانغهاي الأخير.