سفير اندونيسيا في تونس زهير المصراوي لـ«المغرب»: اندونيسيا اطلقت مبادرة سلام في قمة الـ 20 من أجل وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا

تطرق سفير اندونيسيا بتونس زهير المصراوي في حوار مع «المغرب» الى المبادرة التي أعلن عنها الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو من اجل السلام بين روسيا واوكرانيا وذلك بدعوة الرئيسين الروسي والاوكراني لحضور قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الرائدة في العالم المقررة في بالي في نوفمبر المقبل . واكد مصرواي ان بلاده تدعم السلم العالمي وتبذل جهودا حثيثة من أجل انجاح قمة بالي على مختلف المستويات .
• تحتضن اندونيسيا في الشهر القادم قمة مجموعة العشرين فما أهم الملفات والتحديات المطروحة ؟
أهم الملفات المطروحة في قمة العشرين تتعلق بمجال الصحة العالمية خاصة بعد وباء كوفيد وما تركه من آثار وتداعيات سلبية في العالم . ومجموعة دول العشرين تهتم بالشأن الصحي العالمي وتهتم بمسار الاصلاحات الصحية وهي من الأولويات في القمة . وثانيا وجود مجال الاقتصاد الالكتروني خاصة أمام هذا التطور الهائل في مجال التكنولوجيا الرقمية وغيرها . واندونيسيا تعدّ من أكبر الاقتصاديات في العالم بعد الصين في هذا المجال في ما يتعلق بتحقيق التنمية والنمو السريع ، خاصة ان هناك مشاركة شعبية كبيرة في مجال الاقتصاد الالكتروني في اندونيسيا. وثالث أولويات القمة التغير المناخي الذي فرض نفسه بقوة في العالم ونحن اليوم نهتم جدا بمجال الطاقة المتجددة واندونيسيا تعمل بجدية للتقدم أكثر في هذا المجال. وهنا أشير الى ان قمة المناخ التي تنعقد بالتزامن في مصر وتطرح ملفات هامة ايضا . وبالتالي التغير المناخي والطاقة المتجددة من المواضيع المهمة التي تشغل بال جميع الدول . كما ان هذه القمة تعقد في وقت تتواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية . ونحن دعونا الرئيسين الروسي والأوكراني لحضور القمة والدخول في حوار من اجل الوصول الى نقاط تفاهم على كلمة سواء ومن أجل السلام العالمي .
• وما تطلعاتكم من هذا اللقاء المرتقب في قمة بالي بين الرئيسين الروسي والأوكراني خاصة وان الحرب أثرّت كثيرا على السلم العالمي وكانت لها تداعيات قاسية على الأمن الغذائي والطاقي العالميين؟
انا متفائل جدا بالحوار من أجل السلام العالمي فالحرب بين روسيا واوكرانيا أحدثت نوعا من الاستقطاب العالمي على غرار ما حصل في زمن الحربين العالميتين الاولى والثانية . والحوار مهم جدا في هذا الصعيد ويجب على الدول في افريقيا واوروبا والهند والدول العربية ككل والأفارقة والدول المشاركة في قمة العشرين ان تهتم بالسلام العالمي وان تبذل جهودا لإنجاح هذا الحوار الروسي الأوكراني. وقد اكد الرئيس الاندونيسي ان الرئيسين بوتين وزلنسكي سيحضران قمة بالي . وقبل يومين تحدثت مع السفير الاوكراني في تونس وأكد ان الرئيس زيلنسكي سيحضر القمة في آخر نوفمبر في بالي . و اندونيسيا كبلد لها رؤية خاصة من أجل تحقيق السلام والازدهار العالمي ونحن نريد وقف هذه الحرب الروسية الأوكرانية كذلك نريد العمل من أجل مجابهة تداعيات كوفيد 19 وتعزيز الاقتصاد العالمي ودعم مجال الطاقات المتجددة لمجابهة التغير المناخي.
• كيف تطورت العلاقات التونسية الاندوسية خلال الفترة الأخيرة وكيف يمكن تطوير التعاون في شتى المجالات ؟
من جهة اندونيسيا نحن منفتحون على تونس لتكثيف صادراتها الى اندونيسيا وخاصة التمور . وباعتباري سفيرا لاندونيسيا في تونس سأعمل على فتح الباب لتصدير زيت الزيتون خاصة ان تونس دولة صديقة وتجمعنا بها أواصر صداقة قديمة . كما ان آفاقنا وقلوبنا وأسواقنا مفتوحة لتونس لترفيع صادراتها الى اندونيسيا والكرة الآن في الملعب التونسي ونحن نترقب كيفية تفاعل الجانب التونسي مع دعوتنا من أجل حثّ رجال الأعمال من تونس على تصدير المنتجات التونسية الى السوق الاندونيسية.
واندونيسيا تبذل دائما جهودا كبيرة من أجل السلام العالمي ومن اجل ازدهار الدول الشقيقة والصديقة . وانا كسفير لبلادي في تونس أتفاعل مع كل المعنيين والمسؤولين في تونس ثقافيا وسياسيا واقتصاديا من أجل تطوير العلاقات بين بلدينا خاصة وان هذه العلاقات عريقة وتمتد لسنوات طويلة .
• تمثّل اندونيسيا نموذجا رائدا في النمو الاقتصادي والابتكار وتحتل مراتب عليا عالميا في عديد المجالات فما فلسفة هذا التقدم؟
فلسفة النجاح في اندونيسيا تقوم على العمل ثم العمل ثم العمل. فالنمو الاقتصادي مهم جدا من أجل الوحدة الوطنية والسلام العالمي .ونحن كأندونيسيين نعمل على أمرين مهمين، الأول هو الوحدة الوطنية وهي مسألة مهمة بالنسبة لأدونيسيا باعتبارها دولة كبيرة جدا من حيث العدد فهي تضم حوالي 280 مليون نسمة وتضم أديانا ومعتقدات متعددة ، وهذا العدد والتنوع يحتاج الى الوحدة الوطنية . وثانيا نحن نؤمن بالمشاركة الشعبية باعتبار أننا دولة ديمقراطية كبيرة وأكبر ديمقراطية اسلامية . وبالتالي المشاركة الشعبية في النمو الاقتصادي مهمة جدا وتجد دعما كاملا من قبل الحكومة . الاقتصاد الاندونيسي مبني على الاقتصاد الشعبي فنحن نهتم بدعم الفئات الكادحة والفقيرة والتي تقطن في الأرياف ولها مخصصات خاصة من حيث الميزانية والكفاءة .