بريطانيا تقبل دفع 50 مليار يورو مقابل طلاقها من الإتحاد الأوروبي: الطريق مفتوحة نحو إبرام اتفاق شامل

قبلت الوزيرة الأولى البريطانية تريزا ماي دفع مبلغ يقارب 50 مليار يورو مقابل التزام بريطانيا بميزانية الإتحاد الأوروبي لسنوات 2019 - 2020

بعد أن اقترحت على كبير المفاوضين ميشال بارني 20 مليارا في شهر سبتمبر. وأمام رفض بارني و صلابة موقفه يبدو أن تريزا ماي رضخت لإملاءات أوروبا بالرغم من معارضة وزراء في حكومتها.

لم يكن أمام الحكومة البريطانية سوى القبول بالشروط الأوروبية لتتمكن من الدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات حول العلاقات الجديدة بين الطرفين. ذلك لن يفرح الوزراء المساندين ل «بريكست صلب» تجاه الإتحاد مثل بوريس جونسن و مايكل غوف و ليام فوكس المعروفين بمعارضتهم لمفاوضات لينة و سلسة مع الإتحاد الأوروبي. و بعد قبول تريزا ماي بحل مسألة المقيمين الأوروبيين في بريطانيا تبقى قضية الحدود بين أيرلندا الشمالية و جمهورية أيرلندا في انتظارها لحل يرضي الطرفين.

تهديد أيرلندي
مع دخول البريكسيت حيز التنفيذ في مارس 2019، لا بد لبريطانيا أن تكون قد قبلت بمبادئ العلاقة الجديدة مع الإتحاد الأوروبي لضمان نمو اقتصادي يبعدها من منطقة الخطر. لذلك أقدم المفوض السامي الأيرلندي المسؤول عن الزراعة فيل هوغن على تحذير بريطانيا من مغبة التغافل عن حل مسألة الحدود بين ايرلندا و بلفاست. و هدد روجرس الوزيرة الأولى تيريزا ماي باستخدام أيرلندا حق الفيتو في المرحلة الثانية من المفاوضات في صورة أصرت بريطانيا على فرض حدود بين البلدين.

ويعتقد الملاحظون في بريطانيا أن مسألة الحدود مع أيرلندا هي من أصعب المسائل التي تواجهها تريزا ماي التي تحالفت مع حزب الوحدة الأيرلندي المعارض لجمهورية أيرلندا لتشكيل حكومتها. و أنها تخشى من سقوط حكومتها بخروج الحزب الأيرلندي منها. وهي فرضية تضعف موقف تريزا ماي في التفاوض مع الإتحاد الأوروبي. ولكنها تأمل أن تصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف قبل انعقاد القمة الأوروبية يومي 14 و 15 ديسمبر القادم.

إملاءات المفوضية الأوروبية
ذكرت جريدة «الأنديبندانت» اللندنية أنها حصلت على وثائق أوروبية داخلية تم تسليمها للجانب البريطاني ترمي إلى إملاء شروط أوروبا في مسألة خروج بريطانيا من الإتحاد. و ذكرت الصحيفة أن كبير المفاوضين ميشال بارني يريد منح بريطانيا ظروف سهلة للخروج من الإتحاد شريطة قبول الحكومة البريطانية بالمبادئ الأساسية التي يضعها الإتحاد في التفاوض. وهو ما يهدد أيضا توازن الحكومة البريطانية الحالية.

من جهته وجه السفير البريطاني السابق لدى الاتحاد سير إيفان روجرس تحذيرا لتريزا ماي في صورة ترتكز على اقتناعها بأن أوروبا سوف «تتسامح» معها في مفاوضات الانفصال. و أوضح في خطاب ألقاه في جامعة أوكسفورد تناولته الصحف البريطانية بالتحليل أن السوق المشتركة الأوروبية معقدة جدا و أن أمل الحكومة البريطانية في الخروج منها بمخططها الحالي هو تحضير لأزمة قوية. و أوضح أنه على الحكومة أن تتوخى أسلوبا سلسا لضمان خروج من السوق على أسس لا تهز التوازنات البريطانية خاصة أنه يعتقد أن الإتفاق بين الطرفين يحتاج إلى عامين على الأقل من التفاوض بعد 2019 و أن كامل الإشكاليات العالقة لا يمكن حلها بالكامل للتوصل إلى ضمان توازن جديد للاقتصاد البريطاني قبل 2030 .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115