اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الولايات المتحدة تسليم الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في بنسيلفانيا الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب العام الماضي، مقابل الإفراج عن قس أمريكي محتجز في تركيا.
وأوقفت السلطات التركية القس أندرو برانسون في أكتوبر 2016 بتهمة الانتماء إلى شبكة غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999.
وطالبت أنقرة الولايات المتحدة مرارا بتسليمها غولن لمحاكمته بتهمة التخطيط لـمحاولة الانقلاب في 15 جويلية 2016، الأمر الذي ينفيه الأخير بشكل قاطع.وقال أردوغان في خطاب نقله التلفزيون «يطلبون إعادة القس. لديكم الداعية غولن هناك. سلموه إلينا وسنحاكم برانسون ونعيده إليكم».
وأوقف القس الإنجيلي مع زوجته نورين للاشتباه بقيامهما بأنشطة «ضد الأمن القومي»، قبل الإفراج عن الزوجة بعد فترة قصيرة وتوجيه التهمة إلى الزوج في ديسمبر بالانتماء إلى حركة غولن.وكان الزوجان يشرفان على كنيسة في مدينة إزمير على ساحل بحر إيجه.
أردوغان يرد على الانتقادات
ورد أردوغان على انتقادات موجهة إلى الجهاز القضائي التركي بعد مناشدة عدد من المسؤولين الأمريكيين أنقرة عدم الخلط بين قضيتي برانسون وغولن.
وقال الرئيس التركي بنبرة تهكم جلية «ما معنى ذلك؟ أيعني أن لديكم جهازا قضائيا نفتقر نحن إليه؟»وتابع أن «الشخص المعني يخضع للمحاكمة. لكن الذي لديكم هناك لا يمثل أمام محكمة! بل يقيم في قصر في بنسيلفانيا».
أضاف أردوغان أنه «من الأسهل أن تقوم الولايات المتحدة بتسليمه إلينا، يمكنكم ترحيله فورا».وصدر مرسوم في أواخر اوت يجيز لأردوغان مبادلة أجانب محتجزين في بلاده مقابل أتراك موقوفين أو محكومين في دول أخرى «عندما يكون ذلك ضروريا للأمن القومي أو يصب في مصلحة البلاد».
وفي مارس الماضي، التقت نورين برانسون التي تقيم مع زوجها في تركيا منذ أكثر من 20 عاما وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أثناء زيارته إلى أنقرة.وفي الشهر الماضي اعتبر تيلرسون أن برانسون «مسجون بغير وجه حق» في تركيا.
وكانت أنقرة تأمل في تحسن العلاقات مع واشنطن، حليفتها ضمن الحلف الأطلسي، بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة.لكن التوتر ما زال سائدا بينهما بسبب عدد من الخلافات وخصوصا بشأن الدعم الأمريكي لمجموعات كردية مسلحة تعتبرها تركيا «إرهابية».
اعتقال 117 جنديا
في الاثناء قالت مصادر أمن تركية، امس الجمعة، إن مدعين أصدروا مذكرات اعتقال بحق 117 من أفراد الجيش بسبب مزاعم عن صلاتهم برجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العام الماضي.
وأضافت المصادر أن شرطة مكافحة الإرهاب في إقليم إزمير بدأت عملية في وقت مبكر، امس الجمعة، لاعتقال الجنود الذين خدم بعضهم في وحدات مهمة بالقوات المسلحة.وتقول تركيا إن أنصار غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ 1999 مسؤولون عن محاولة الانقلاب التي قتل خلالها 250 شخصاً. وينفي غولن ضلوعه في المحاولة.
وذكرت المصادر أن الجنود الذين صدرت بحقهم مذكرات الاعتقال كانوا على تواصل عبر الهاتف مع مسؤولين كبار من حركة رجل الدين بين 2010 و15 جويلية 2016 عندما وقعت محاولة الانقلاب.
ومنذ ذلك الحين سجن أكثر من 50 ألف شخص في انتظار محاكمتهم بسبب صلات بغولن بينما أقيل 150 ألفاً أو أوقفوا عن العمل من وظائف في القطاعين العام والخاص للسبب ذاته.