تعكس الأرقام تأزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية: خلال شهرين ونصف وصل 870 مجتازا غير نظامي إلى السواحل الإيطالية ..

عن مقاومة هذه الظاهرة وهي تدل من جهة اخرى على تأزم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفقدان الامل في العيش الكريم.
قدم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية امس بمقر نقابة الصحفيين التونسيين بالعاصمة تقريره حول الهجرة غير النظامية حيث وصل في ظرف شهرين ونصف من سنة 2022 الى السواحل الايطالية حوالي 870 مجتازا فيما تمكنت السلطات التونسية من ايقاف 2722 شخصا مع احباط 254 عملية اجتياز.
في السنوات الاخيرة تعدى حلم الوصول الى السواحل الايطالية الشباب ليشمل القصر الذين يكونون دون أي مرافقة فقد افاد الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر أن 5509 من القصر دون مرافقة و1335 من القصر مع مرافقة وصلوا الى السواحل الايطالية خلال السنوات الخمس الأخيرة، علما بان عدد الواصلين إلى السواحل الإيطالية منذ 2017 بلغ 42703، فيما بلغ عدد المهاجرين الذين تم منعهم في نفس الفترة 53524 شخصا أكثر من 25 ألف منهم سنة 2021.
وقد أشارت الندوة الى ان نسبة بطالة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة ارتفعت خلال الثلاثي الثالث من سنة 2021 لتبلغ 42.4 % مقابل 41.7 % خلال الثلاثي الثاني من نفس السنة، وتقدر هذه النسبة ب42.8 لدى الذكور و41.7 % لدى الإناث ، كما سجل التقرير انخفاض نسبة السكان النشيطين في تونس وفق المسح الوطني حول التشغيل الخاص بالثلاثي الثالث للعام الماضي واعتبر التقرير أن هذه الأرقام تعكس الوضع «المأزوم» في البلاد في سياق ارتفاع عدد الإصابات والوفيات جراء كورونا وعجز المنظومة الصحية العمومية خاصة خلال فترة ما قبل 25 جويلية 2021 كذلك شلل القطاع السياحي وتعطل القطاع الفلاحي والصيد البحري وتنامي الفساد وصعود وتيرة التحركات الاحتجاجية.
كما وقعت الإشارة في هذا الصدد الى انه تم ايقاف 632 من أبناء حي التضامن والملاسين وفوشانة والسيجومي وطبربة من قبل المؤسسة الأمنية في جانفي 2021 و 200 من الإيقافات يوم 20 من نفس الشهر جلهم من القصر و242 حالة ايقاف يوم 22 من نفس الشهر ومثّل انتهاك الحريات و قمع الحركات الاحتجاجية والمعطيات الاقتصادية حافزا وفق التقرير لارتفاع الهجرة غير النظامية بتونس منذ سنة 2020 بعد تراجعها من حيث عدد الواصلين الى ايطاليا خلال 2019 مقارنة بعام 2018.
وتعتبر تونس بلد عبور وبلد مغادرة ونقطة وصل في منطقة المتوسط، اذ تسجل وزارة الداخلية سنويا دخول بين 70 و80 جنسية الى البلاد بطريقة غير نظامية وخاصة جنسيات أصيلة جنوب الصحراء التي تتخذ من تونس معبرا ليتوزع المجتازون خلال 2021 الى 44.6 % تونسيين و55.4 % غير تونسيين.