مسيرة احتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة : المطالبة بوضع حدّ للإفلات من العقاب …

بحلول الساعة الخامسة بعد ظهر يوم امس، استعاد شارع الحبيب بورقيبة مشهد الاحتجاجات بتجمع العشرات

من الشباب الذين استجابوا الى دعوة منظمات وطنية للاحتجاج ضد الانتهاكات الصادرة من قوات الامن خلال الايام الفارطة ضد التونسيين.
توافد العشرات يوم امس على شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد تواجدا امنيا مكثفا ومحاولات لاستعراض القوة من جانب افراد الامن الذين تجولوا في الشارع بدراجاتهم النارية معلنين عن وجودهم امام المحتجين الذين تجمعوا امام تمثال ابن خلدون في الشارع الرئيسي للعاصمة.
اعلان عناصر من قوات الامن بدرجاتهم النارية وعتادهم عن وجودهم للمحتجين توقف بانطلاق المسيرة في اتجاه وزارة الداخلية ليختفى العديد من عناصر الامن ويتواروا عن الانظار، بعد ان تاكد لهم ان حجم المسيرة لن يكون بالثقل العددي الذي يستوجب حضورهم الكثيف.
حضور محدود لا يعلم ما اذا كان قد توقعه المشاركون والجهات الداعية للمسيرة ولكنه ورغم ذلك كان كافيا لاعادة الحياة الى الشارع الذي رفعت فيه شعارات مناهضة لممارسات اعوان الامن وللانتهاكات التي جدت خلال الاسبوعين الفارطين.
شعارات تنتقد الامنين وتعلن ان الشارع لا زال ملكا لشبابه الحالم بتونس اخرى تحترم فيها كرامته ولاتنتهك انسانيته من قبل اعوان امن بالزي النظامي او بالزي المدني، تونس اخرى تنهي سياسية الافلات من العقاب التي ساهمت في تكرر التجاوزات وان ينجرف عدد من اعوان الامن في ممارسة عنف همجي على غرار ما حدث في سيدي حسين بتجريد شاب دون السادسة عشرة من ثيابه.
حادثة لم تعتذر عنها الحكومة ولا رئيسها الذي يشغل خطة وزير داخلية بالنيابة الى حد اليوم، وهو ما تطالب به الجمعيات الـ43 التي اصدرت بيانا في 11 جوان دعت فيه الى مسيرة ضد الانتهاكات والتجاوزات الصادرة من الامنين خاصة ضد استمرار سياسة الافلات من العقاب التي استفحلت في السنوات العشر الاخيرة.
مسيرة وان لم تحشد امس المئات من الشباب إلا انها كانت كافية لاستعادة شارع الحبيب بورقيبة من القبضة الامنية التي فرضت عليه الاسبوع الفارط في مواجهة مسيرة سابقة رفعت ذات الشعارات والمطالب.
استعادة الشارع ورفع الشعارات المناهضة للأمنيين نظر للتجاوزات الصادرة عنهم هو النصر الذي حقق امس، في انتظار ان يحقق التونسيون ما يطمحون اليه بوضع حد لسياسة الافلات من العقاب كخطوة اولى في اصلاح المنظومة الامنية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115