وتباينها في ظل الصراعات بين القائمين على شؤون الحكم وقد تعمقت الأزمة اكثر فأكثر بقبول رئيس الجمهورية مبادرة جديدة للحوار الوطنى مقترحة من قبل وزير المالية السابق نزار يعيش.
عبر رئيس الجمهورية منذ اشهر عن تفاعله مع مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اقترح إشرافه عليها، وظلت حبرا على ورق الى غاية كتابة هذه الاسطر نتيجة الخطوط الحمراء ضد بعض الاطراف وتمسك كل جهة بموقفها امام تنامى القطيعة بين قصر قرطاج وقصر القصبة ومجلس النواب فتوجه الاتحاد مع شركائه السابقين في الحوار الوطنى ومنظمات اخرى نحو إيجاد حل بديل وقد اعرب رئيس الجمهورية عن استعداد رئاسة الجمهورية للإشراف على تنظيم حوار وطني بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، بما يُمكّن من بلورة مقترحات ومطالب تنطلق من المستوى المحلّي ثمّ تتمّ صياغتها لاحقا من قبل مختصين في كافة المجالات على المستويين الجهوي والوطني للتوصّل إلى مخرجات متناغمة ومتناسقة.
ما قبله رئيس الجمهورية اثار ردود افعال مختلفة بين الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين بين قابل للفكرة وبين رافض لها منذ الوهلة الاولى وهو ما يجعل المبادرة كغيرها من المبادرات السابقة خاصة وان هذه المبادرة -وفق صاحبها- تعتمد اساسا على تجاوز التجاذبات السياسية، حيث اكد الناطق الرسمي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهرى على عدم علم المنظمة بهذا الحوار مشددا على ان في ذلك عدم احترام للدولة، باعتبار ان الاتحاد قدم مبادرة وأعلن عن تبنيه لها ولا علاقة للاتحاد بالمبادرة الجديدة .
واعتبر نواب اخرون ان ما اعلن عنه رئاسة الجمهورية يوم الاربعاء الفارط لن يؤدى الى حل الازمة وقد تكون لها مبررات أخرى ورغبات في الاستعداد للمستقبل على مستوى الانتخابات وتجنيد الشباب لمعارك مستقبلية.على غرار ما صرح به النائب مبروك كرشيد في تصريح لاذاعة «موزاييك» من جانبه اعتبر حسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح بالبرلمان ان المبادرة لن يكتب لها النجاح لغياب شروط منها عدم وجود جهة لتنزيل مخرجاته والسبب ان الرئيس تعمد اقصاء الجميع وفق اشارته.
صاحب المبادرة نزار يعيش وزير المالية السابق قدم لرئيس الجمهورية رؤية تتمحور حول 3 اهداف وفق التصريح الاعلامي الذي عقب اللقاء ونشر على موقع رئاسة الجمهورية في المحور الاول عرض مفصل حول وضعية الاقتصاد والمالية العمومية والميزانية وفي المحور الثانى مقترحات للخروج من الازمة قال انها افكار يمكن ان تكون ميثاقا وطنيا تشارك فيه جميع الاطراف وهي حلول عملية ملخصة في 25 محور استراتيجي حول الجانب الاقتصادى والاجتماعي والمالي والجانب السياسي .
الجانب السياسي وفق يعيش مهم جدا وقد دعا الى «تهدئة الاجواء» لان الحل سياسي والجلوس الى طاولة الحوار، والتجاذبات السياسية تمس من الامن القومي والواقع ان الوضع السياسي في البلاد اليوم يعطل مختلف المبادرات.
الجانب الثالث والذي لم يقدم حوله اكثر تفاصيل على غرار بقية المحاور هو منظومة إعلامية تونسية جديدة متطوّرة تُمكّن من طرح هذه التصوّرات وغيرها في إطار حوار وطني، بمشاركة واسعة من الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة، بما يُمكّن من بلورة مقترحات ومطالب تنطلق من المستوى المحلّي ثمّ تتمّ صياغتها لاحقا من قبل مختصين في كافة المجالات على المستويين الجهوي والوطني للتوصّل إلى مخرجات متناغمة ومتناسقة، والملاحظ ان هذه الفكرة تتقارب مع فكر قيس سعيد في الانطلاق من المحلي الى الجهوى الى المركزى.
حوار وطني: تبنّى رئيس الجمهورية لمبادرة جديدة يعمق الأزمة
- بقلم كريمة الماجري
- 13:15 26/03/2021
- 1197 عدد المشاهدات
تعددت المبادرات لتنظيم حوار وطني للخروج من الازمة التى تمر بها البلاد لكن جلها لم تر النور لتناقض المواقف