السنة جرت خلالها النهضة وكتل الاغلبية الى مربع «الفرجة» ونقل المعركة الى مراحل اخرى استخدم فيها القانون والعنف المادي.
لا يمر يوم دون ان تطل عبير موسي رئيسة الدستوري الحر عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي في بث مباشر لتثبت معاركها او تحركاتها في مجلس النواب. وضع يبدو ان حركة النهضة -اساسا- لم تعد قادرة على تحمل نتائجه على صورة البرلمان الذي تريده له ان يتفرغ لخوض معاركه مع رئاسة الجمهورية.
الحرص على هذه المهمة دفع امس بكتلة حركة النهضة الى ان تطل في ندوة صحفية لتعلن فيها عن موقفها المعلوم من رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسى ومما تأتيه في البرلمان وهو ما يصفه قادة النهضة بـ «الإجرام» اذ يقول عماد الخميري رئيس كتلة النهضة ان كتلته تريد ان «تحيط الرأي العام بالجرائم التي تقوم بها عبير موسي والاعتداءات على مؤسسة البرلمان». جرائم يقول الخميري وعدد من اعضاء كتلته انها شملت الكل بمن في ذلك الموظفون والعملة . كما ان هذه الجرائم «غير المسبوقة» وفق توصيف النهضة موثقة في التسجيلات المصورة التي تنشرها عبير موسى. وهي تسجيلات تريد الحركة ان تتخذها كـ«دليل ادانة» من قبل النيابة العمومية التي تطالبها النهضة مرة اخرى بفتح تحقيق في الجرائم وتتبع عبير موسى وباقى اعضاء كتلتها.
وكانت موسي امس تحت نيران النهضة التي استهلت مواجهتها لموسي بندوة صحفية تحدثت فيها عن البطش والسلوكيات غير القانونية والاخلاقية التي تاتيها عبير وتستوجب ان تتوحد كتل البرلمان مهما كانت « الخلافات والتباينات» ، لوقف الانتهاكات كما انها اعتبرت ان حماية البرلمان من مسؤولية رئيسه المطالب بأن يفعل كل الإجراءات القانونية.
وقد كانت هذه الخطوة، الخطوة الاولى في المواجهة اما الثانية فتركت لمكتب المجلس الذي انعقد واصدر قرار بمنع عبير موسي من المشاركة في اشغاله وهو ما اعلنه ماهر مذيوب مساعد رئيس مجلس نواب الشعب المكلف بالإعلام والاتصال في ندوة صحفية.
مذيوب الذي قدم قرارات المكتب حرص على ان يبرز ان المعركة ليست بين كتلته (كتلة حركة النهضة) وكتلة الدستوري الحر. اذ ان كل الكتل وأبرزها الكتلة الديمقراطية تتخذ ذات الموقف من ممارسات موسى وهنا استشهد بكلمات سامية عبو في اجتماع المكتب.
عند هذا الحد تتحرك حركة النهضة ومن خلفها البرلمان ضمن تمش يرغب في محاصرة موسي وإبرازها كعنصر «توتير» و«مثبط» لعمل البرلمان. لكن هذا لم يستمر طويلا اذ اقدم النائب عن حركة النهضة ناجي الجمل على الاعتداء على زميلته بالبرلمان زينب السفاري. اذ هاجم الجمل زميتله في كتلة الدستوري الحر وافتك هاتفها وصفعها لدى تفطنه بانها تستعمل هاتفها لتسجيل الاحداث في بهو البرلمان.
يوم كان كسابقيه في مجلس النواب: صراع لا ينتهى تدفع اليه كتلة الدستوري الحر ورئيستها عبير موسي التي تجعل من معاداة النهضة ذريعة لتبرر بها سلوكها السياسي الذي فاقم من ازمات البرلمان. لكن موسي ليست الوحيدة التي تتحمل المسؤولية اذ يبدو ان حركة النهضة فقدت قدرتها على ضبط النفس وباتت تعتبر انها في وضعية حرجة بسبب تعدد الخصوم فلجأت الى ما قام به النائب عنها ناجي الجمل.
عنف واعتداء وتدافع وصراخ وفوضى واحتجاجات ذلك ما بات عليه الامر في البرلمان الذي تنقل الاحداث فيه في بث مباشر يطلع عليه الالاف من التونسيين.