بها ويدافعون عنها رغم النكسات والهزات التي يراد ان تحمّل هي اوزارها، 10 سنوات لثورة لازال أبناؤها متمسكين بأمل احيته فيهم بان تونس اخرى ممكنة وحتمية ولو تأخر موعدها إلا أنهم سينتظرون .
تحل اليوم الذكرى العاشرة للثورة التونسية ، في مناخات يغلب عليها التشاؤم والغضب والحنق وتطلع جزء من التونسيين لما قبل الثورة والحنين الى الماضى، 10 سنوات مرت على سقوط نظام زين العابدين بن على والتجمع الدستوري الديمقراطي وبداية مسار الانتقال الديمقراطي في تونس لم تحمل من وجه نظر جزء من الشارع التونسي اي خير وأية فائدة لهم في ظل تدهور الاقتصاد والاحتقان الاجتماعي الناجم عن الازمات السياسية المتكررة خلال عقد ما بعد سقوط بن علي.
غضب وحنق سببه ارتفاع منسوب اليأس لدى شريحة واسعة من التونسيين في أن تتغير الاوضاع وتتحسن حياتهم وهم الذين استقبلوا يوم 15 جانفي 2011 الثورة بكل احتفاء وآمل بان تونس اخرى باتت امام مرمى العين وطوع البنان، لكن للأسف تتالى الخيبات والنكسات خلال السنوات الاولى للثورة ولم يصمد الامل طويلا لدى شريحة رفعت سقف توقعاتها عاليا فعادت خالية الوفاض.
مرت 10 سنوات للثورة ولا نكاد تجد ما يدل على ان البلاد والعباد يحيون هذه الذكرى التي باتت «شؤما» للبعض ممن يرون ان الاوضاع العامة تتدهور سنة بعد سنة، لذلك فهم يحملون الثورة ورز ما باتوا فيه، ولا يمكن لومهم طالما انهم كانوا ضحايا خطاب طبقة سياسية جعلتهم يرفعون من سقف احلامهم وأمانيهم المشروعة ولكن سرعان ما سقط ذلك بعد ان اهملت هذه الطبقة الاهم والمهم وانشغلت بصراعات سياسوية وحزبية ادت بنا الى هذا الوضع.
طبقة سياسية قد يكون الوضع الوبائي والحجر الصحي العام الذي ينطلق اليوم حفظ ماء وجهها بان جنبها حرج حصد ما صنعته يداها حينما تقف لتسأل عما حققته خلال عقد باكمله للتونسيين. بعيدا عن خطابات التآمر وصراعات الهوايات الزائفة واللطميات والوعود بان «غدا افضل».
غد افضل لم يعد التونسيون يثقون انه ممكن لذلك فان جزءا منهم بات يلعن الثورة التي يعتبر انها المسؤولة عن كل الشرور والمساوئ لانها افرزت طبقة سياسية جزء منها انشغل بكل ما هو جانبي عن المسائل الاساسية والجوهرية التي تتعلق بمصائر التونسيين.
لكن لئن كان الغضب مشروعا ولا يجادل، فان الصاق كل شيء بالثورة واعتبارها اصل الشرور وفقدان الآمل في التغيير وتونس اخرى هو الذي يؤاخذ عليه هذا الجزء من التونسيين، الذين فقدوا ايمانهم بالثورة وبالغد وغفلوا عن الصورة الاعم .
ثورة في خضم الحنق يغفل عن انها حررت التونسيين وفتحت الفضاء العام لهم ليمارسوا فيه حياتهم وحريتهم وانها كسرت الخوف الذي جثم على صدورهم، والاهم من هذا انها كسرت حالة الجمود التي باتت عليها البلاد وأحدثت رجة وحركية قد تكون بشائرها الاولى سلبية لكنها وفي النهاية ستحقق ما يأمل فيه التونسيون بان يكون لهم بلد يضمن لهم الحرية والكرامة والرافه، حتمية لا مناص منها.
فعشر سنوات من الثورة وان كانت الصورة الطاغية عليها هي الصراعات السياسوية والحزبية والمطلبية الاجتماعية والقطاعية إلاّ ان الصورة تحمل في طياتها «الأمل» بان تونس افضل مما هي عليه اليوم ليس مطلبا او حلما وانما هو حتمية.