ووضعية المؤسسات الصحية العمومية بصفة عامة.
وقد دخل الأطباء الشبان منذ الاسبوع الماضي في سلسلة من التحركات الاحتجاجية اثر وفاة زميلهم الطبيب الجراح بدر الدين العلوى بسبب سقوطه فضاء مصعد المستشفي الجهوي بجندوبة المعطل، وقد تم تعليق كافة الانشطة الاستشفائية والتكونيية والطلابية بما فيها حصص الاستمرار منذ يوم الجمعة الماضي ثم جاء اقرار تنظيم يوم غضب وطنى من قبل المنظمة التونسية للأطباء الشبان وساندت هذا القرار مختلف النقابات والقطاعات الطبية الاخرى من مهنيي الصحة والأطباء والصيادلة وإيقاف كل الانشطة امس.
وبالرغم من القرارات التى اتخذتها وزارة الصحة ففي نهاية الاسبوع وجملة الاقالات للمسؤولين الجهويين لم تتراجع الاطارات الطبية وشبه الطبية عن المضي قدما في التعبير عن غضبهم في مختلف الولايات «تحت شعار منع سبيطارك انقذ حياتك» وقد انطلق الاطباء والإطارات الطبية وشبه الطبية في القطاعين الخاص والعام امس للتعبير عن غضبهم بوقفة احتجاجية امام كلية الطب بتونس ثم تحولت المسيرة نحو وزارة الصحة رافعة شعارات منها «وحدة قطاعية» ويا شهيد ارتاح سنواصل الكفاح «والصحة العمومية ثروة وطنية» منع سبيطارك انقذ حياتك ووزير بلاقرار يمشي يشد الدار .. لا حياة ولا صوت في سبيطارات الموت... الشعب يريد الصحة من جديد»، لا لحلول ترقيعية.. الصحة مسالة وطنية تهم الجميع .
وشدد المحتجون الذين رفعوا شعار «ديقاج» امام وزارة الصحة على عدم تراجعهم عن مطالبهم منتقدين في الان نفسه اختيار طبيب من المؤسسة العسكرية لإصلاح مستشفي جندوبة، ونادوا باستقالة وزير الصحة فوزي المهدى او اقالته من قبل رئيس الحكومة، كما طالب المحتجون اولا «بمحاسبة المسؤولين الفعلين عن التقصير والاهمال اللذين كانا سببا في فقدان الطبيب الجراح بدر الدين العلوي لحياته وهو بصدد تأدية واجبه المهني، الى جانب ارساء هيئة عليا لاصلاح الصحة العمومية في مدة زمنية محددة فضلا عن الترفيع في ميزانية المستشفيات وضمان الحق في الصحة والسلامة المهنة ومقاومة الفساد داخل القطاع .
وعلى اثر هذا التحرك وجه رئيس الحكومة هشام المشيشي دعوة لاستقبال وفد يمثل المحتجين لقطاع الصحة الى جلسة تفاوضية بقصر الحكومة فتوجه ممثل عن كل نقابة من النقابات المحتجة على غرار فوزي الشرفي الممثل التنفيذي للنقابة التونسية لأطباء الإختصاص والممارسة الحرة وعثمان جلولي الكاتب للجامعة العامة للصحة وجاد الهنيشري كاتب عام المنظمة التونسية للأطباء الشبان و محمد هادي السويسي الكاتب العام لنقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان للصحة العمومية و أحلام بالحاج الكتابة العامة لنقابة الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة الاستشفائين الجامعين.
وبخصوص مخرجات الاجتماع مع رئيس الحكومة افاد الدكتور فوزي الشرفي لـ«المغرب» ان رئيس الحكومة كان متفهما وتم طرح الاشكاليات المتعلقة بالقطاع الصحي الذي كان موحدا امس ومن بين المطالب رد الاعتبار المعنوي والمادي لعائلة الفقيد الطبيب بدر الدين العلوي ثم ضرورة الكشف عن كل المسؤولين في حدوث هذه الفاجعة .
كما التزم رئيس الحكومة بعقد جلسة عمل مطولة مع مختلف الاطراف المعنية بالقطاع الصحي في الاسبوع الثالث من الشهر الجاري.
وتم الاتفاق اولا على اعتبار الصحة اولوية وطنية من حيث الانتدابات والتمويل والشروع في الاصلاحات الضرورية للقطاع وإحداث مجلس وطني او هيئة وطنية يتم الاتفاق علي اسمها من قبل ممثلي القطاع من اجل وضع استراتيجية وطنية واضحة تطرح فيها كل المشاكل واليات معالجتها ومراقبة هذه الاصلاحات وتنفيذها وشدد الحاضرون على ان تكون الاتفاقات الحاصلة قابلة للتنفيذ لا مجرد وعود وان تكون نقطة البداية اعتبار الصحة العمومية اولوية وطنية.
ومن المنتظر عقد مجلس وزاري في هذا الاسبوع وفق ما صرح به رئيس الحكومة إلى الوفد وستطرح مختلف المقترحات خلال المجلس.