شهر من إقرار الإجراءات الاستثنائية والعمل عن بعد: البرلمان أمام تحدي احترام علنية اجتماعات هياكله وضمان حق النفاذ إلى المعلومة

يبدو أن الإجراءات الاستثنائية التي أقرها البرلمان تتحول تدريجيا إلى عائق أمام توفر المعلومة حول أنشطة مجلس نواب الشعب المتمثلة أساسا

في اجتماعات اللجان التشريعية القارة والخاصة وفحواها في ظل غياب بث مباشر على قناة البرلمان على اليوتيوب أو تسجيل لها في عديد الأحيان، خلافا للجلسات العامة وجلسات الحوار التي تعقدها خلية الازمة البرلمانية مع الحكومة التي تبث مباشرة.
منذ انطلاق مجلس نواب الشعب في تطبيق الإجراءات الاستثنائية لمنع تفشي فيروس الكورونا خاصة تلك المتعلقة بإمكانية عقد الاجتماعات عن بعد، عقدت اللجان التشريعية القارة والخاصة 21 اجتماعا إلى حدود امس الجمعة، تم فقط بث 8 اجتماعات منها بصفة مباشرة ونشر 4 تسجيلات لاجتماعات اللجان فيما بقيت تمت مخالفة مبدإ علنية الـ9 الاجتماعات الأخرى، وفق ما كشفته ممثلة منظمة «بوصلة» عن مشروع مرصد عزة الصيادي لـ«المغرب».

كما أن ّالإجــراءات الاســتثنائية المتخــذة فسحت المجال أمــام تقليــص اجــال النشــر والاعلام ممـا انتج عـدم الإعـلان عـن انعقـاد جلسـات اللجـان بصفة مسبقة لينضاف إلى غياب بث مباشر للاجتماع في عديد الحالات رغم دعوة مكتب المجلـس للمجتمـع المدنـي ووسـائل الاعـلام منذ 16 مارس الماضي تقريبا بضـرورة التقليـص مـن الحضـور في المجلــس مــع التعهــد بتوفيــر المعلومــة.

لكن علــى الرغــم مــن تأكيد المجلس توفــر الوســائل التقنيــة لتأمين المعلومة خاصة عبر البث المباشـر لجميـع اجتماعـات اللجـان إلا أن توفير المعلومة اقتصـر علـى منشـورات تلخص اجتماعات اللجان بعد انتهائها ب24 ساعة في بعض الأحيان أو تسجيلات فيديو للاجتماعات بعد انتهائها كذلك بالإضافة إلى أن آجال نشر اللجان لمحاضرها لم يقع اختصارها لتبقى شهرا مما يجعل الحصول على فحوى مفصلا لاجتماعات اللجان صعبا.

صعوبة توفر المعلومة
ممثلة منظمة البوصلة عن مشروع مرصد مجلس عزة الصيادي أكدت في تصريح ل»المغرب» أنه منذ الانطلاق في تطبيق الإجراءات الاستثنائية يوم 17 مارس الماضي واعتماد آلية الاجتماعات عن بعد أصبح رصد أنشطة هياكل مجلس نواب الشعب صعبا خاصة على مستوى فحوى اجتماعات اللجان التشريعية القارة والخاصة، خلافا للجلسات العامة وجلسات الحوار التي تعقدها خلية الازمة البرلمانية مع الحكومة التي تبث مباشرة.

فوفق ممثلة منظمة البوصلة خالف البرلمان مبدا احترام مبدأ علنية اجتماعات اللجان التشريعية القارة والخاصة التي عقدت أكثر من نصفها تعقد وسائل التواصل عن بعد دون بثّ مباشر لأشغالها أو حتى تسجيل على قناة يوتوب للمجلس ينشر بعد انتهاء الاجتماع وهو ما من شأنه أن يحول دون امكانية النفاذ الى أشغال مجلس نواب الشعب ومتابعتها و تقييم أدائه في ظل الإجراءات الاستثنائية.

كما أن أحد وسائل النفاذ إلى فحوى اجتماعات اللجان والمتمثلة في المحاضر الرسمية لأعمال اللجان لا تزال تنشر وفقا للنظام الدّاخلي العادي في أجل شهر من انعقاد الجلسة، وهي آجال تعتبرها ممثلة منظمة البوصلة مطولة في الأوضاع العادية علاوة على أنه لا يتم احترامها فيما كان الاسلم التقليص في هذه الآجال مثل ما تم التقليص في آجال أخرى كالدعوة للجلسات العامة أو آجال نشر نتائج التصويت.

وطالبت ممثلة البوصلة رئاسة مجلس النواب الشعب ورؤساء اللجان الى العمل على ضمان البث المباشر والتسجيل لجميع الاجتماعات ونشرها على قناة يوتوب الرسمية ضمانا للحق الدستوري في النفاذ الى المعلومة.

احترام علنية الاجتماعات وعوائق
الكاتب العام لمجلس نواب الشعب عادل الحنشي أكد في تصريح ل»المغرب» أن البرلمان مطالب بتطبيق علنية اجتماعات اللجان وهو ما كرس كل إمكانياته المتاحة لاحترامه في هذه الفترة التي انتقل فيها البرلمان وادارته إلى العمل عن بعد الذي ظهرت ثغراته بممارسته منذ 17 مارس الماضي والتي تتمثل أبرزها في غياب الامكانيات التقنية لبث مباشر لاجتماعات متوازية للجان التشريعية القارة والخاصة.

حيث اعتبر الكاتب العام لمجلس نواب الشعب أن إدارة البرلمان تعمل بكل مجهودها لتوفير المعلومة للمجتمع المدني والصحفيين والمواطنين، لكن في بعض الحالات تصطدم المجهودات بعوائق تقنية أو غياب الموارد البشرية في ظل الحجر الصحي والإجراءات الاستثنائية التي اتخذها مكتب البرلمان في علاقة بالموظفين والتقنيين.
لكن تلك الهنات التي ظهرت بعد شهر من اتاحة العمل عن بعد للبرلمان صاحبتها جوانب ايجابية تتمثل أساسا في مشاركة أكثر للنواب في اجتماعات اللجان والتصويت صلبها أو خلال الجلسات العامة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115