ان بيان حكومته قد يكون مخالفا لما سبق وقدمه الرجل في اطلالته، سواء ندواته الصحفية او كلماته من قصر قرطاج التي قدم فيها اولوياته ومشروعه السياسي.
يعكف الياس الفخفاخ في ساعاته الاخيرة قبل التوجه الى البرلمان على صياغة اولى كلماته امام مجلس النواب، الذي ضمن نظريا منحه الثقة لكنه سيقدم له اولويات حكومته في المرحلة القادمة ومشاريعها وبرنامجها.
كلمة الفخفاخ المنتظرة يبدو انها لن تحمل مفاجآت عدة، فالرجل اقرب الى ان يعيد صياغة ما أعلنه في اكثر من مناسبة خلال شهر المشاورات، رؤيته السياسية برنامج حكومته مشاريعها الكبرى وغيرها من النقاط التي كشفها كلما تطرق الى الامر خلال الفترة السابقة اوفي برنامج حكومته.
اذ يتجه الفخفاخ في كلمته الى التذكير بسير المشاورات وبحزامه السياسي وبعلاقته سواء بمن يشاركون في حكومته او من ظلوا خارجها، وسيتحدث عن الانتخابات ونتائجها وقراءته لها باعتبارها رسالة من التونسيين لسياسيين بما يرونه اولويات ومطالب، كتعزيز الحقوق والحريات والمساواة، وحياد الادارة واستكمال تركيز المؤسسات الدستورية ومسار اللامركزية.
من هذه النقطة سينتقل الفخفاخ ليتحدث عن ضرورة استقرار المناخ السياسي وتوفير دعم لحكومة مهمتها الاصلاح وتحسين حياة التونسيين، وهذا قد يدفعه لطرح بعض الافكار او التوجهات لتحقيق الاستقرار المنشود.
استقرار سيعتبره الفخفاخ ضروريا لتنفيذ أولوياته سواء المتعلقة بسير حكومته او بالدولة والوضع الاقتصادي والاجتماعي، والتي يصنفها الرجل على انها اولويات عاجلة تتعلق بالامن وبالقدرة الشرائية وانعاش الاقتصاد ومعالجة اسباب الاحتقان الاجتماعي.
اولويات الفخفاخ تشمل ايضا صنفا متوسط المدى يبدو انه سيتعهد باسم حكومته على تحقيقها واولها اعادة رسم مخططا لاستثمارات الإستراتيجية التي تندرج ضمنها 7 مشاريع اطلق عليها الرجل مشاريع وطنية. سيتطرق على ما يبدو اليها في كلمته امام المجلس كما سيقدم بعض الارقام والمؤشرات لكيفية تحقيق هذه المشاريع.
كلمة الفخفاخ وان كان من الممكن توقعها وفقا لما نطق به من قبل، فان مجال المفاجآت لا يزال واردا بها، خاصة ان اختار الرجل الذهاب بعيدا في رسم المشهد السياسي وتطرق الى العلاقة التي يرغب ان تكون عليها حكومته بمجلس النواب، وهو يدرك ان ما بين المجلس ورئيس الدولة صراع مقبل، يجب عليه ان يختار تموقعه فيه.
تموقع سيبحث عن رسمه الفخفاخ في كلمته التي ستبحث عن مهادنة المجلس لا معاداته، كما سيحرص على ان يكون خارج الصراع بين الطرفين، في كلمته على الاقل وفي محاولته الى رسم محيط الداعمين للحكومة، عبر مغازلة كتل يدرك انها لن تمنحه الثقة في جلسة الغد ولكنه يراهن على دعمها لاحقا في مشاريع او قوانين.
محاولة ارضاء الجميع قد لا تعني ان الرجل لن يتخذ مواقف صرامة من قضايا معينة او لن يحاول خلق تشابه بين خطابه وخطاب سعيد ان تعلق الامر بضرورة التغيير وأخلقة العمل السياسي ومنح التونسيين الامل.
كلمة منتظرة سيحدد من خلالها الفخفاخ مسار حكومته وكيف ستتعاطى مع ملفات عدة في ان واحد، فان رسم الرجل مقاربته التقنية وحدد اشكاليته الا ان البعد السياسي سيكون محدّدا لذلك سياخذ حيزا من الكلمة.