الجولة الأولى من المشاورات شملت 8 أحزاب: الرباعي نواة الحكومة القادمة

45 دقيقة هو الوقت الذي خصصه رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ لكل ممثل عن الحزب في أول جولة لمشاورات تشكيل الحكومة،

جولة المشاورات التي انطلقت أمس على الساعة الثانية بعد الزوال شملت 8 أحزاب وأول الواصلين إلى قصر الضيافة كان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فحزب التيار الديمقراطي ممثلا بمحمد عبو ومحمد الحامدي ثم سيف الدين مخلوف عن ائتلاف الكرامة وحركة الشعب وحركة تحيا تونس والاتحاد الشعبي الجمهوري وآفاق تونس لتختتم الجولة الأولى مع حزب البديل التونسي.

أول الواصلين لقصر الضيافة كان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي كان يرافقه عماد الحمامي، الغنوشي وصف في تصريح إعلامي لقاءه الفخفاخ بالأولي حاول فيه رئيس الحكومة المكلف تلخيص برنامجه وأولوياته وعبر عن استعداده للتفاعل مع الساحة السياسية وتعامله مع الأحزاب وليس مع كتل برلمانية وشخصيات وقد انطلق بحركة النهضة باعتباره الحزب الأول، مشيرا إلى أن الفخفاخ حريص على أن تكون لحكومته 6 أولويات رئيسية تحسين ظروف عيش المواطن التونسي وتخفيض الأسعار والقضاء على التهريب واستكمال المؤسسات الدستورية وتفعيل المشاريع وتفعيل ثروة الفسفاط المعطلة، فهو حريص على استهداف نوع محدود من القضايا التي تهم الوضع العام بالبلاد وهو معاش المواطن.

حكومة سياسية
عبرت حركة النهضة وفق الغنوشي عن حرصها أن تكون هذه الحكومة حكومة سياسية بطبيعة الحال وهذا الأمر ليس فيه اختلاف أي أن تكون حكومة أحزاب وليست حكومة أشخاص، حكومة وحدة وطنية مفتوحة أمام الجميع ولا تقصي أحد إلا من أقصى نفسه، ليشدد على أن الحركة عانت من الإقصاء طويلا وبذلك لديها بعض الحساسيات اتجاه أي نوع من الإقصاء، فهي حريصة مثلا على أن يكون حزب قلب تونس ضمن الائتلاف الحكومي من منطلق أن ديمقراطيتنا مازالت ديمقراطية ناشئة وفي وضع يشبه وضع الحركات الوطنية التي تحتاج إلى تعبئة كل قوى الشعب بغض النظر عن الاستقطابات أو التصنيفات يمين أو يسار أو إسلامي وعلماني، تصنيفات لا نحتاجها اليوم بل تعبئة كل القوى دون استثناء من أجل مشروع إصلاحي تخلف القيام به طويلا ولا مجال لإرجائه الآن، هذه نقطة مازالت تشهد بعض الاختلافات حسب تعبير الغنوشي.

25 وزيرا
الغنوشي أوضح أيضا أن رئيس الحكومة المكلف حريص على تكوين حكومة مصغرة في حدود 25 وزيرا والحركة لا ترى مانعا في ذلك بالرغم من أن هذه المسألة ستؤدي إلى إعادة تشكيل الوزارات والتخلص من معظم إن لم يكن كلها من كتابات الدولة، ليشدد على أن الحركة ضدّ إضاعة الوقت في إعادة هندسة الحكومة، وهي واضحة تضمّ تقريبا 25 وزيرا وهو عدد كاف لتسيير دواليب الدولة والقيام بالواجبات، وأوضح أن الحكومة القادمة تستمد شرعيتها من البرلمان لذلك يجب أن تعكس الوضع البرلماني.

الحزام السياسي المبدئي للحكومة
ثاني الواصلين إلى قصر الضيافة الأمين العام للتيار الديمقراطي محمد عبو رفقة محمد الحامدي، عبو أكد في تصريح إعلامي له أن التصور الحالي بخصوص الحزام السياسي للحكومة القادمة يتمثل في عودة الأطراف الأربعة التي شاركت في مفاوضات 21 ديسمبر 2019 والمتمثلة في التيار الديمقراطي وحركة الشعب والنهضة وتحيا تونس إلى المفاوضات كمنطلق أولي مع إمكانية التحاق أطراف أخرى. وأضاف أن التيار سيساند في حال مشاركته في الحكومة المقبلة، تمشي الفخفاخ في الحكم بطريقة مختلفة عما كان سابقا، معربا عن الأمل في أن يتوصل الفخفاخ إلى تحديد الأطراف التي ستشارك في الحكومة بشكل نهائي، والخطوط العريضة لبرنامج عملها في أجال معقولة. كما جدد التأكيد أنه حزبه متمسك بأن يكون في موقع يسمح له بفرض القوانين ومقاومة الفساد، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة لن تكون في حجم الحكومة التي تقدم بها الحبيب الجملي. وبيّن أيضا أن التيار سيمنح بعض المرونة في اختيارات الفخفاخ ولن يضغط بخصوص تحديده للأطراف المشكلة الحكومة القادمة لكن يحرص على أن يكون تمثيله في الحكومة القادمة في موضع يسمح له بتطبيق القوانين ومكافحة الفساد دون الدخول في تفاصيل أخرى. واعتبر أن التوجهات التي استعرضها الفخفاخ مقبولة مبدئيا وتتماشى مع توجهات الحزب.

انخراط في المسار الثوري
اللقاء الثالث كان مع وفد من ائتلاف الكرامة يضم كلا من سيف الدين مخلوف وعماد دغيج، لقاء عبر فيه الوفد عن مساندة الائتلاف للحكومة المقبلة شرط انخراطها في المسار الثوري والقطع مع منظومة 2019/2014، وفق تصريح سيف الذين مخلوف الذي أشار أيضا إلى أن الائتلاف سيختار المعارضة في صورة ما لم تنخرط الحكومة في المسار الثوري وتقطع مع منظومة ما بعد سنة 2014، معربا عن تخوفه من أن تكون الحكومة المقبلة امتدادا للحكومة السابقة التي استعملت وسائل الدولة لضرب خصومها ولمساندة حزب ومرشح معينين، وتابع قوله «قدمنا لرئيس الحكومة المكلف برنامج الائتلاف الذي يعتزم التفاوض بخصوصه والمتعلق بمقاومة الفساد وفصل الأمني عن الإداري وإلغاء الإجراءات الظالمة وإعادة كرامة التونسيين وفتح ملف المشاريع الكبرى التي لم تنجز وتصفية تركة الاستعمار ولم يبد الفخفاخ معارضة لهذه التصورات». واعتبر أن أولوية الائتلاف تتمثل في برنامج الحكومة ورجوع «الطرح الثوري».

3 مراحل في مسار تشكيل الحكومة
حركة الشعب هي رابع حزب يلتقي معه الفخفاخ أمس، وقد صرح الأمين العام للحركة زهير المغزاوي أنه تمّ خلال اللقاء الحديث عن الحزام السياسي للحكومة وبرنامجها وهيكلتها، وسيشمل مسار تشكيل الحكومة 3 مراحل وسيخصص الأسبوع الأول لتحديد الحزام السياسي والأسبوع الثاني للبرنامج في حين سيخصص الأسبوع الثالث لهيكلة وتركيبة الحكومة، وذكر بأن حركة الشعب أول من دعا إلى حكومة الرئيس وقد تحقق المسار الأول بتعيين رئيس حكومة مكلف من قبل رئيس الجمهورية في انتظار الخطوة الثانية والأهم في علاقة ببرنامج الحكومة، وشدد على أن الحركة تدافع عن الدولة الديمقراطية الاجتماعية، كما كشف المغزاوي أنه حسب حديثهم مع الفخفاخ فإن الحزام السياسي للحكومة سيبدأ بالأحزاب الأربعة التي التقت رئيس الجمهورية قيس سعيد وهي حركة الشعب والتيار الديمقراطي وحركة النهضة وتحيا تونس مع الانفتاح على بقية المكونات وسيسعى إلى أن تكون للحكومة حزام سياسي واسع، وبين أن رئيس الحكومة يجب أن تكون لديه شخصية قوية ومحايدة وحامل لبرنامج اجتماعي. وقد قدمت الحركة اقتراحاتها وسيتم الأسبوع القادم صياغة وثيقة، مشيرا إلى أن المجلس الوطني للحزب سينعقد الأحد القادم لتقديم التقرير والنظر في إمكانية المشاركة في الحكومة من عدمها. وشدد على أن الخطوة الايجابية هو أن العملية السياسية باتت قيادتها جماعية وليست من قبل حزب سياسي وحيد في انتظار نجاح المضمون.

رفض إقصاء أي حزب
اللقاء الخامس كان مع وفد من حركة تحيا تونس ضم كلا من سليم العزابي ومصطفى بن أحمد وهشام بن أحمد، وقد أكد العزابي أن اللقاء كان أوليا مع الياس الفخفاخ وكان فرصة لتبادل الرؤى حول المنهجية التي سيتوخاها في المرحلة القادمة، ليشدد على أن التونسيين ينتظرون تشكيل الحكومة وطالب بالتسريع في تشكيلها لكن دون تسرّع، مضيفا أن الحركة اطلعت على رؤية الفخفاخ ومنهجيته وهيكلة الحكومة المقبلة كما دعت إلى توسيع الحزام السياسي دون إطالة المشاورات، وأن تكون الحكومة القادمة حكومة وحدة وطنية لمواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وعلى الجميع التوحد مع الحكومة ومع انتظارات التونسيين ، هذا وأكد العزابي أن الحركة ترفض إقصاء حزب قلب تونس من المشاورات وتدفع نحو تشكيل حكومة متكونة من أوسع حزام سياسي ممكن.

انطباع ايجابي
الاتحاد الشعبي الجمهوري كان له لقاء مع الياس الفخفاخ وحسب تصريح إعلامي للناطقة الرسمية باسم الحزب مريم الفرشيشي أن الحزب سيصوت للحكومة السياسية التي ستتشكل بنية دعم المسار ومحاولة إخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها، مشيرة إلى أن مشاركة الحزب في الحكومة القادمة ستحدّد بعد الرجوع إلى المكتب السياسي وقواعد الحزب. وأضافت أن الانطباع الأولي للحزب كان ايجابيا وليس له أي تحفظ على أي حزب. هذا وضمت قائمة الجولة الأولى من المشاورات حزبي آفاق تونس والبديل التونسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115