وقد نجحت في اقناع التيار بعد ان قُدم له مقترح جديد قريب جدا من الشروط التى وضعها من الوهلة الاولى، هذه الاتصالات واللقاءات كانت ايضا مع الطرف الاخر المتحالف مع التيار والقريب منه وهو حركة الشعب وهما يعملان تحت راية «الكتلة الديمقراطية» في المجلس ومع ذلك لم تقدم النهضة او رئيس الحكومة المكلف اي مقترح جديد للحركة وهو ما قد يؤثر على هذا التحالف في الغد في صورة قبول التيار للمقترح والدخول إلى الحكومة مقابل عدم دخول حركة الشعب للحكم.
أكدت كل من حركة الشعب وحزب التيار الديمقراطي ان التحالف في كتلة موحدة يعنى التشاور بين الطرفين لا على المستوى البرلمانى فقط بل على المستوى الحكومي والسياسي ايضا وعلى مستوى مشاورات تشكيل الحكومة وان اي مقترح لطرف يعنى بصفة غير مباشرة الطرف الاخر وان التنسيق بين الطرفين متواصل على جميع الاصعدة لذلك ترى قيادات حركة الشعب ان النهضة سعت إلى الفصل بين الحزبين بالتوجه للتيار فقط.
هيكل المكي النائب في الكتلة الديمقراطية عن حركة الشعب والقيادى بالحركة اكد في تصريح لـ«المغرب» انه -الى حد الان- لم يرد على الحركة اي مقترح جديد لا من حركة النهضة ولا من قبل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مشددا على ان حركة النهضة تريد ان تفصل حركة الشعب عن التيار لانها لا تريد ان يكونا معنا لا في الحكم ولا في المعارضة، مضيفا ان العرض الذي قُدم للتيار لا يعنى سوى التيار وان الحركة تحترم قرار الحزب ولكن من المؤكد وفق المكى ان التيار سيناقش مدى فاعلية المقترح بالنظر الى تحالفه مع حركة الشعب موضحا ان التشاور بين الحزبين لم ينقطع وحتى المقترح الذي قدم للتيار تمت مناقشته وان المكتب السياسي للحركة طرحه للنقاش إلى ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء.
ويرى المكي ان قوة التيار وحركة الشعب في توحيد مسارهما سواء أكان ذلك في المعارضة او في الحكم، مشددا على احترام حركة الشعب لقرار التيار مهما كان، وان الحركة ستتفاعل معه على ضوء التطورات الحاصلة، حركة الشعب ان الحقائب لا تعنى شيئا في ظل غياب البرنامج الحقيقي والاعلان السياسي للحكومة والذي سيحدد اهداف الحكومة المقبلة...
شروط او مطالب التيار مشروعة بل هي ضمانة للتيار وللتونسيين ودون اعلان سياسي ستتخبط الحكومة عشوائيا في جميع الاتجاهات على حد قول القيادى بحركة الشعب والاعتماد على «التلفيق» من هنا وهناك من اجل ارضاء جميع الاطراف لم ينجح سابقا ولن ينجح ...
وعن موقف الحركة الرسمي بعد مناقشة الامر قال المكى ان الحركة متأكدة ان التيار يهمه ان تكون حركة الشعب معه سواء في الحكم او في المعارضة ولكن العرض قدم للتيار فقط وحركة الشعب ليست معنية وحتى الشرط البسيط الذي اقترحته لم ياخذ بعين الاعتبار ، كما ان الحركة متاكدة من ذكاء وحنكة التيار الذي لا يقبل عرض دون تكون حركة الشعب فيه»وعموما سنحترم قرار التيار ولكل حادث حديث».
مستقبل الكتلة الديمقراطية التى اصبحت في المرتبة الثانية بعد كتلة حركة النهضة قد يشهد تغييرا ، المكى يقول في هذا الصدد «لكل حادث حديث» مشددا على ان النهضة تعمل في نفس الخط الذي رسمته وهو اقصاء حركة الشعب هذا الحزب المزعج لها وهي تسعى إلى تركه وحيدا في المعارضة والاستفراد بالتيار في الحكومة، المكى اكد مرة اخرى ان حركة الشعب لن تصوت لحكومة برنامجها ملفق وأهدافها غير واضحة.