حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في حوار مع «المغرب» الذي افاد انه لا يزال التيار معني بمشاورات تشكيل الحكومة على قاعدة شروطه القديمة رغم اعتقاده ان حركة النهضة تفتح مفاوضات متوازية كما حصل خلال الفترة السابقة بعقد اتفاق مع حزب قلب تونس بالتوازي مع التفاوض مع حركة الشعب والتيار الديمقراطي، وفق الشواشي.
• اثر المستجدات داخل البرلمان من اتفاق النهضة وقلب تونس واختيار النهضة لمرشحها لرئاسة الحكومة، هل لا زال التيار معني بمشاورات تشكيل الحكومة ؟
اعتقد انه بعد السقطة الاخلاقية والسياسية التي اقترفتها النهضة في حق نفسها وفي حق قواعدها وحق شركائها المحتملين بالتحالف في الخفاء مع قلب تونس الذي كانت تتهمه بالفساد وتعتبره خط احمر وتؤكد انها لن تجلس او تتحاور معه، لتتحالف معه في النهاية ليس للاستفادة من اصوات نواب كتلة قلب تونس لصالح رئيس النهضة راشد الغنوشي وتوليه رئاسة البرلمان انما تحالف بتصويت نواب النهضة لفائدة مرشحة قلب تونس لخطة النائب الاول لرئاسة البرلمان.
بالتالي نحن امام تحالف برلماني بين النهضة وقلب تونس وهو ما جعل النهضة تعسر تكوين حكومة بمشاركة التيار الديمقراطي وهي صعبة بطبيعتها، ولكن نحن امام مصلحة البلاد دائما نترك بابا مفتوحا وسنتفاعل مع مرشح حركة النهضة لرئاسة الحكومة وفق رؤيتنا القائمة على ضرورة ان يكون مستقلا عن النهضة وفي حال دعتنا النهضة الى الحوار حول تشكيل الحكومة سنذهب على قاعدة شروطنا المعروفة والتي لن نتنازل عنها الا في حال كان التنازل في اطار رؤية كاملة لمنح اكثر نجاعة للحكومة القادمة.
• النهضة تبرر تحالفها مع قلب تونس بغلق التيار وحركة الشعب لابواب التفاوض ؟
هذا كلام غير مسؤول وغير جدي، نحن في اول اجتماع مع حركة النهضة ممثلة في راشد الغنوشي وعلي العريض ونور الدين العرباوي اتفقنا على تلازم المسارين البرلماني والحكومي، اي مسار تشكيل الحكومة ومسار انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه وخلال اللقاءات التي عقدناها ركزت النهضة على مسار تشكيل الحكومة دون البرلماني وهو خطأ فادح في تقديرنا.
وفي آخر اجتماع جمعنا بممثلين عن النهضة ليلة انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه طلبوا منا التصويت لفائدة رئيسها راشد الغنوشي ومواصلة مناقشة ملف تشكيل الحكومة بعد الجلسة العامة، ونحن رفضنا ذلك اولا لان المنهجية خاطئة وثانيا لاننا اتفقنا منذ البداية على تلازم المسار الحكومي والبرلماني لكن كما يعلم الجميع ان النهضة حزب المناورات بامتياز ولديها دائما خطط متباعدة ومتناقضة حيث كانت لهم خطة أ بالتفاوض مع التيار وحركة الشعب وخطة ب باللجوء الى قلب تونس.
• يعني ان التفاوض مع قلب تونس كان بالتوازي مع التفاوض معكم ؟
نعم يبدو انه كان هناك مسارين تفاوضيين، الاول مع التيار وحركة الشعب والثاني مع قلب تونس وذهبت حركة النهضة في المسار الثاني خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان بمعنى ان الحديث عن اتفاق في الساعات الاخيرة بين النهضة وحزب قلب تونس لا يستوي ومغالطة خاصة اننا اعلننا عن الاتفاق وتعرضنا لحملة ممنهجة لكن في النهاية رأينا اتفاقا مضبوطا ومحبوكا بين النهضة وقلب تونس ولم يكن اتفاق الساعات الاخيرة.
• هل انتم مستعدون للحوار او التفاوض بخصوص الحكومة على طاولة واحدة مع قلب تونس ؟
مستحيل ان نجلس مع قلب تونس ولن ندخل مفاوضات يكون قلب تونس احد مكوّناتها ولن نشارك في حكومة يكون قلب تونس احد مكوّناتها...ولكم ان تقارنوا بين التيار الديمقراطي والنهضة.
• هل تقاسمكم حركة الشعب نفس الموقف ؟
بحكم التنسيق الدائم مع حركة الشعب في كل الملفات المتعلقة بالمسار البرلماني الذي كنت اتحدث عنه والمسار الحكومي فانا اعتقد ان حركة الشعب لها نفس الموقف من قلب تونس، اي الرفض القطعي للجلوس والتفاوض معه.