عادت اليوم بأكثر حدة بعد فشل مرشحها في المرور الى الدور الثاني بإعلان المدير السابق لمكتب رئيس الحركة امس عن استقالته وإقرار الوريمي بالتأخر في اتخاذ القرار ...
نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في دورها الاول كان بمثابة الزلزال، احزاب قبلت الهزيمة منذ نشر نوايا التصويت، وأحزاب اخرى ظلت تشكك بهذه النتائج على امل حصول معجزه عند انتهاء هيئة الانتخابات من فرز كل المحاضر وهي حركة النهضة خاصة وان مرشحها عبد الفتاح مورو يحتل المتربة الثالثة بعد قيس سعيد ونبيل القروي وظل عدد من قياداتها يؤكد ان النتائج تعلن عنها هيئة الانتخابات وان معلومات لديها تفيد بوجود حظوظ وافرة لمورو ، وبالإضافة الى خسارة حركة النهضة في هذا الاستحقاق الانتخابي الذي تشارك فيه لأول مرة باعتبار انها لم تقدم مرشحا من داخلها في انتخابات 2014 ... فان الازمة داخل النهضة عادت تطفو بقوة داخلها من جديد ...
النهضة تشبثت بموقفها وعدم اعترافها بنتائج مؤسسات سبر الاراء الى اخر رمق وآخر لحظة، أصدر مكتبها التنفيذي بيانا يوم امس دقائق معدودة قبل اعلان هيئة الانتخابات للنتائج الاولية هنأ فيه الفائزين قيس سعيد ونبيل القروي وشددت على انها ستدرس نتائجها من مختلف جوانبها وستتوقف عند رسائلها .
ما اعلن عنه زبير الشهودي رئيس مكتب راشد الغنوشي سابقا والقيادي بالحركة في نص استقالته من الحركة يعد من بين التصريحات التي كشفت بوضوح عن عدم تجاوز الانقسام داخل النهضة الذي برز بقوة اثر تكوين القائمات الانتخابية التشريعية واستبعاد عدد من القيادات وتغيير المكتب التنفيذي لبعض رؤساء القائمات وأبرزها قائمة تونس واحد التي وضع على راسها راشد الغنوشي والذي اعتبر وقتها مخالفا لإرادة القواعد وما اسفرت عنه الانتخابات المحلية والجهوية ثم الانقسام في المواقف حول المرشح للرئاسية ...
نص استقالة الشهودي والتي اعتبرها انها استجابة للرسالة المضمونة الوصول من الشعب في اعتراف منه بالهزيمة التي لحقت بمورو، هذه الرسالة كانت موجهة ايضا لرئيس الحركة لمطالبته باعتزال السياسة وان «يلزم بيته ومحرابه ويبعد صهره رفيق عبد السلام وكل القيادات التي دلست إرادة كبار الناخبين في اقصاء مباشر لكل المخالفين في الراي من نساء وشباب وقيادات تاريخية» وفي ذلك اشارة الى رفض ترشح الغنوشي من القيادات ...
من جهته علق القيادي بالحركة العجمي الوريمي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي بأن قرار الحركة كان متاخرا في الحسم في مرشحها للرئاسية وقال : عندما تأخر قرار قيادة حركة النهضة ومجلس الشورى في حسم موضوع المرشح الرئاسي للحركة بدأ يتكون رأي عام داخل قواعدها ومناضليها حول «العصفور النادر» ولو أجرت النهضة استفتاء داخليا لكان قيس سعيد يحتل مرتبة متقدمة في نوايا التصويت عند ناخبي النهضة لاعتبارات يطول شرحها...»
ولكن الوريمي يعتقد ان «النبض النهضوي ليس بعيدا عن نبض الشارع بل ان الشارع يتأثر بالصبغة النهضوية في كليات الامور»..