الارهابيتين اللتين شهدتهما تونس العاصمة الأسبوع الفارط. كما تمّ الكشف عن مخبأ للمتفجرات بجامع الغفران بمنطقة حي الانطلاقة.
على بعد بضعة أمتار من المكان الذي قام العنصر الإرهابي أيمن السميري بتفجير نفسه بمواد متفجرة بعد ان فشل في الوصول الى دورية أمنية تابعة الى الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجريمة المنظمة والماسة من سلامة التراب الوطني، تم الكشف عن كمية من المتفجرات بأحد المساجد بالجهة من ذات النوع تقريبا من المواد التي تم استعمالها في الحزامين الناسفين اللذين تم استعمالهما الاسبوع الفارط في عمليتي « القرجاني» و»شارل ديغول» وفي المتفجرات التي استعملها أيمن السميري أول أمس خلال تفجير نفسه بالانطلاقة ، .
الكشف عن كمية من المتفجرات
كشفت الأبحاث والتحريات في عملية تفجير العنصر الإرهابي أيمن السميري، خلال الليلة الفاصلة بين أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، عن كمية من المتفجرات بجامع الغفران بالانطلاقة. ووفق ما أكدته مصادر أمنية لـ«وات» فان كمية المتفجرات كانت مُخبّأة بإحكام تحت جذع شجرة مغروسة بساحة جامع«الغفرا» بحي الانطلاقة. وقد قامت الوحدات الأمنية المختصة بنقلها وإخضاعها للتحاليل الفنية.
وقد تم تم فتح تحقيق في الغرض للتثبت من إمكانية ارتباط المواد المحجوزة بالتفجيرات الإرهابية الأخيرة التي جدت الأسبوع الفارط بشارع شارل ديغول والقرجاني وأول أمس الثلاثاء بالانطلاقة.
كان يخطّط لتنفيذ عملية انتحارية
في عملية أمنية قضائية وصفت بالناجحة، تمكنت أول أمس الثلاثاء الوحدات الأمنية من القضاء على العنصر الإرهابي أيمن السميري بحي الانطلاقة بتونس وفق ما اكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الاول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي لـ«المغرب».
واكد بان المعطيات التي توفرت لدى الوحدات الأمنية والسلطات القضائية المتعهدة، على خلفية التحريات والأبحاث في عمليتي التفجير اللتين جدّتا الأسبوع الفارط بالعاصمة وأسفرتا عن استشهاد امني من الشرطة البلدية وإصابة 8 آخرين من بينهم 3 مدنيون، تؤكد انّ المدعو ايمن السميري كانت بحوزته كمية من المتفجرات، كما انه كان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية.
«تحديد المكان والمحاصرة»
من جهة اخرى فقد أكد السليطي انه ومنذ ان تمّ نشر البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية، بالتنسيق مع النيابة العمومية، الاثنين الفارط تم تحديد مكان العنصر الإرهابي.
وبتضييق الخناق عليه من قبل الوحدات الامنية التي كانت متواجدة بالمكان قرب محطة المترو الخفيف بحي الانطلاقة. وبتفطنه الى الدورية الأمنية لوحدات القرجاني حاول الارهابي استهدافهم وذلك عبر تفجير نفسه، الاّ أن هذه العملية باءت بالفشل، علما وانه لم يتم تسجيل اية اضرار سواء في صفوف الأمنيين او في صفوف المواطنين .
ووفق السليطي فقد تم نقل أعوان الدورية الامنية (وهم أربعة أشخاص) الى المستشفى وتبين انهم بصحة جيدة، علما وان ممثل النيابة العمومية قد قام بزيارة الأعوان بالمستشفى وتثبت من سلامتهم.
وأكد ان ما تم تداوله حول تخفي الإرهابي بزي نسائي لا أساس له من الصحة، كذلك الأمر بخصوص ما تم تداوله من ان المعني بالأمر قد نزل من سيارة وتمكن طرف آخر من الفرار غير ثابتة الى حد كتابة الأسطر.
«استعمال متفجرات»
شدد المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي على أن المدعو أيمن السميري قد استعمل متفجرات أثناء تنفيذ عمليته الانتحارية، مؤكدا انّ المعني بالأمر كان يحمل معه حقيبة.
وأفاد محدّثنا بانّ حملة الإيقافات انطلقت منذ السبت الفارط وقد شملت العديد من الأطراف التي كانت على علاقة مباشرة او غير مباشرة بالعمليات الإرهابية الانتحارية التي جدت بـ«شارل ديغول» و«القرجاني» و«الانطلاقة» ونفّذتها عناصر إرهابية، مؤكدا ان الأبحاث ما تزال جارية للكشف عن كافة العناصر والخيوط الأخرى.
«العقل المدبر» للعمليات الانتحارية
اكد سفيان السليطي ان المدعو ايمن السميري على علاقة وطيدة بمنفذي عمليتي «شارل ديغول» و»القرجاني»، مشيرا الى انه «يعتبر من الفاعليين الأصليين والرأس المدبر في الأحداث المذكورة، الاّ انه كان متحصنا بالفرارا». واكد بان ممثل النيابة العمومية كان قد تحول على عين المكان وعاين جثة الارهابي المذكور واذن بالقيام بجملة من التساخير الفنية ليتم التعرف بصفة رسمية على العنصر الإرهابي المذكور عن طريق البصمة.
واوضح محدّثنا بان العملية الاستباقية التي نفذتها الوحدة المختصة، اول أمس الثلاثاء، قد كشفت عن العديد من الاطراف الاخرى التي لها علاقة بالعمليات الانتحارية الثلاث.
امّا في ما يتعلق بـالكشف عن مخبر لصناعة المتفجرات، فقد ذكر السليطي انّ الوحدات الامنية، واثناء مداهمتها لمنزل احد العناصر الارهابية بباب جديد، عثرت على مخزن للمتفجرات، وهو بمثابة مخبر لصناعتها. وقد تم حجز كمية المتفجرات، علما وانها تعتبر شديدة الخطورة وذات فاعلية كبيرة جدّا.