ان كتب لها ان ترى النور، ستطرح بعد عيد الفطر للفاعلين الاساسيين في النداء وذلك بعد استكمال صياغتها وتوضح نقاطها. مبادرة تراهن على متغيرات عدة اولها حكم المحكمة الادارية وثانيها تطور عمليات الانصهار التي تعيش على وقعها الأحزاب المنبثقة عن النداء.
منذ أكثر من أسبوع كشف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي انه يتوجه لطرح مبادرة سياسية جديدة بهدف إعادة بناء حركة نداء تونس، حركة قال ان الاوضاع داخلها فرضت عليه التقدم للعب دور بعد ان التزم بالحياد منذ مؤتمر الحزب في افريل الفارط.
دور سيحتم على الرئيس تقديم نقاطه المقترحة لتجاوز أزمة حزبه، وهذه النقاط أكدت مصادر من الرئاسة انها ستكشف في جوان القادم، دون تحديد موعد دقيق، اذ اقتصر المصدر على القول ان المبادرة ستطرح على العموم اثر عيد الفطر، كما كشف وجود مساع ومشاورات غير رسمية تمهيدا لطرح المبادرة.
هذه المبادرة التي قد يقع الكشف عنها قبل 16 من جوان القادم، كشفت بعض من نقاطها الرئيسية وهي بالاساس ستنطلق من نتائج المؤتمر ولكن ليس كلها، فهي ستعتمد على النتائج التي افرزتها انتخابات اللجنة المركزية وستنطلق منها لتستكمل مسار انتخاب بقية الهياكل والقيادة الجديدة للحزب. مسار قال الباجي انه سينطلق بدعوة كافة اعضاء اللجنة المركزية للحزب، من شق الحمامات والمنستير، للانعقاد وانطلاق عملية اختيار قيادة جديدة بالانتخابات التي ستكون تحت إشراف الرئيس الطامح لتوحيد العائلة الندائية.
طموح جعله يعلن عن نيته لعب دور الحكم، في المرحلة القادمة، مع التشديد على انه قادر على لعبه ولن ينحاز الى نجله حافظ قائد السبسي، الذي لم يكشف بعد عن موقعه في المبادرة الجديدة التي لم يعرب عن رفضه لها ايضا. والرفض لم يصدر عن اي من الجهات المعنية، اذ حرص كلاهما على التنويه بالرئيس ودوره مع الاشارة الى انهم ينتظرون طرح المبادرة للتفاعل رسميا معها.
في انتظار ذلك لايتوانى الطرفان عن الاشارة الى انهما يبحثان مثل الرئيس عن بناء النداء وتوحيده، طموح يتقاسمه ثلاثتهم وخاصة الرئيس الذي كشف عن مبادرته المنتظرة قبل 8 ايام من اعلان حكم المحكمة الادارية بخصوص من يمثل حركة نداء تونس قانونيا، وهو حكم اعلن امس عن نصفه الاول المتعلق بقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القاضي بإسقاط قائمتي الحزب المترشحتين لخوض الانتخابات البلدية الجزئية بباردو انظر (مقال دنيا حفصة).
هذا الحكم الذي سيتبعه حكم ثاني يحدد من له حق التمثيل القانوني للنداء، حكم تنظر إليه الرئاسة على انه حجر الأساس لتقدم مسار مبادرتها، فهي تنتظر ان يساعد الحكم في انفتاح طرفي الازمة في الحزب على مبادرتها، اذ تعتبر ان الشرط الأساسي لنجاحها هو قبول الطرفين بكافة بنودها ومراحلها دون تحفظات.
بنود تتضمن عدم اقصاء اي طرف، وهذا البند ينظر اليه على انه فصل لصالح نجل الرئيس، ثاني البنود ان تكون صفة التمثيل القانوني للحزب خارج راسي النزاع الاساسيين ومنحها لشخصية ثالثة يرجح انها سلمى اللومي. اما المراحل فالرئيس ولدى كشفه عن مبادرته في حوار سابق اشار الى انها تنطلق باجتماع للجنة المركزية وتنتهي بتوحيد النداء ومنه يقع المرور لمرحلة التحالفات.
موقف طرفي النزاع ليس هو فقط ما يؤرق الرئاسة ويتحكم في مبادرتها التي قد تتعثر قبل ظهورها، فهي تراهن على التطورات التي تعيش على وقعها الاحزاب، وخاصة المنبثقة عن نداء تونس وعمليات الانصهار التي تعيش على وقعها، اذ ان هذه التطورات قد تعسر عملية قبول المبادرة التي لم تتضح كافة عناصرها بعد الا لدى الرئيس الذي يتكتم عليها حتى مع اقرب مستشاريه.