في اليوم العالمي لحرية الصحافة : نشر الاتفاقية الاطارية المشتركة في الرائد الرسمي اليقظة والحذر ضروريان من أجل عدم التراجع عن مكسب حرية الصحافة

بمناسبة احياء اليوم العالمي لحرية الصحافة امس تعرضت نقابة الصحفيين ومختلف الشركاء في القطاع الى واقع الصحافة

اليوم الذي ما يزال يعاني عديد الاشكاليات والصعوبات والتحديات وضرورة المحافظة على مكسب حرية الصحافة ، في الان نفسه تم نشر الاتفاقية الاطارية المشتركة في الرائد الرسمي

نقيب الصحفيين ناجي البغوري استهل كلمته بالتأكيد على اهمية ومسؤولية الصحافة في نقل المعلومة الصادقة والحرص على تقديم فضاء اعلامي يحتضن النقاش متنوعا ومتعددا، البغوري يعتبر ان وضعية القطاع في تونس ليست الاسوأ وان حرية التعبير هي نقطة الضوء التي قدم الشعب تضحيات من اجلها ولكنه ما يزال هشا وارفع من خيط العنكبوت وطريق النضال من اجل عدم التراجع وضمان استمرارية هذه الحرية متواصل.

نقيب الصحفيين تطرق الى الاشكاليات القائمة الى حد الان بالرغم من مرور كل هذه السنوات على الثورة على غرار اشكالية الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري وما يتعلق بالمرسوم 115 و116 وعدم وجود رؤية واضحة في الوقت الي تستعد فيه البلاد الى تنظيم انتخابات من جهة ومحاولات من اجل السيطرة على المشهد الاعلامي من جهة اخرى ، الى جانب عدم النظر في مشروع قانون الاشهار العمومي ... لكن في الجانب الاخر فانه من المنتظر اطلاق مجلس الصحافة قريبا من اجيل التعديل الذاتي .. كما اعتبر ان اتمام الإجراءات الإدارية لصدور الاتفاقية الاطارية المشتركة في الرائد الرسمي امس يعد انتصارا تاريخيا للصحفيين التونسيين

بالرغم من التنصيص على رفض غلق او محاولة غلق اي مؤسسة اعلامية لما لذلك من تداعيات على المشهد الاعلامي وعلى العاملين في القطاع ولكن نقيب الصحفيين قال انه كان يتمنى لو ان الاصوات التي نددت بتطبيق القانون من قبل الـ«هايكا» عند حجز معدات قناة نسمة تحركت ايضا عندما اغلقت نجمة اف ام والشعانبي اف ام وغيرها وان يكون المبدأ واحد والقانون فوق الجميع وهو ما يحيل على مسالة تمويل القنوات وعدم وجود ارادة سياسية من الحكومة او الاحزاب الحاكمة من اجل عدم الرجوع بالمكتسبات الى الوراء على غرار مواصلة هيئة الاتصال السمعي والبصري لمهامها بعد مرور ست سنوات وتعطيل مشروع القانون الجديد او ايجاد حل وبالتالي فان العاملين في القطاع على وعي بان المعركة لم تنته، صحيح نحن احرار ولكن الى متى ؟ على حد تعبير البغوري وهو ما يحتم الحذر واليقظة ...

رئيس الجامعة التونسية لمديري الصحف الطيب الزهار شدد بالمناسبة على ان قطاع الصحافة في ازمة خانقة وكبيرة رغم الوعود المتكررة من اجل وعود اعتبرها بسيطة ترتكز على الشفافية والعدالة في الاشهار العمومي، فضلا عن دعم الصحافة الالكترونية ، وبالتالي لا توجد حرية صحافة ان لم تكن هناك موازنات مالية للمؤسسة ..
القنوات التلفزية وفق رئيس الغرفة الوطنية النقابية للقنوات التلفزية الخاصة ليست بمنأى عن الوضع العام للمؤسسات الاعلامية الاخرى حتى انها من الممكن ان تنهار في أية لحظة نتيجة الوضع المادي المتردي التي تعاني منه ولم تستجب السلطة منذ اشهر لمطلب عقد مجلس وزاري حول هذه الوضعية، رئيس الغرفة عرج على قضية قناة نسمة بالرغم من انها لا تنتمي للغرفة حيث شدد على ان غيابها على المشهد الاعلامي يعد كارثة إلا ان ذلك لا يمنع من المناداة بتطبيق القانون والالتزام به وان ما يقوم به صاحب القناة من دعاية مخل بأخلاقيات الصحافة ...

المادة 19 اهتمت في مداخلتها على لسان سلوى الغزواني بوضعية الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري هذا المكسب الذي تحقق في 2013 والذي يصبح اليوم يمثل اشكالا وفراغا والأخطر هو التشكيك في هذه الهيئة وحملات التشويه التي تطالها ووضعها في قفص الاتهام ، ودعت الغزواني باعتبار ان هذه السنة هي سنة انتخابية واهمية دور الهيئة في تعديل المشهد السمعي والبصري هي ادراج فصل وحيد يكون عن طريق مبادرة تشريعية ينص على استمرارية عمل اعضاء الهيئة الى حين المصادقة على القانون الجديد متمنية ان يتم تدارك هذا الامر في اسرع وقت..

من ناحية اخرى وبخصوص ما جاء في التقرير السنوي لواقع الحريات الصحفية في تونس تم تسجيل خلال الفترة الممتدة من 1 ماي 2018 الى 30 افريل 2019 19 اعتداء طال 200 صحفي ، كما ارتفعت نسبة تتبع المعتدين عبر تقديم 13 شكوى ضد المعتدين من اصل 54 اعتداء يستحق الملاحقة ، وما تزال الاطراف الرسمية هي الاكثر انخراطا في الاعتداء على الصحفيين .

هذا وتواصل هشاشة القطاع وحالات الطرد حيث تم طرد اكثر من 150 عامل من القطاع بصفة تعسفية خلال 2019 ، واكثر من 400 حالة عدم خلاص فضلا عن تاخر في خلاص الاجور خاصة في المؤسسات المصادرة ومواصلة الوضعية الهشة للمراسلين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115