الطبوبي بعد لقائه رئيس الجمهورية وخلال الندوة الوطنية بالحمامات: وصلنا إلى نقطة اللّاعودة.. وإضراب عام مرتقب في المؤسسات والمنشآت العمومية

• الطاهري لـ«المغرب» وثيقة قرطاج 2 سابقة لأوانها ومن الصعب إحياء الموتى..ونتمسك بالتغيير الحكومي في أسرع وقت

تسارعت الأحداث مع انطلاق شهر سبتمبر الجاري بشكل متصاعد، حراك غير مسبوق ولقاءات متتالية على أعلى مستوى واجتماعات حزبية تمت منذ بداية الأسبوع الجاري بما يوحي أن البلاد قادمة على تحوير حكومي آخر باعتبار أن النقطة 64 من وثيقة قرطاج 2 كانت أبرز المحاور، فبعد اللقاء الذي جمع أول أمس رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والذي التقى بدوره في نفس اليوم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، لقاء آخر عقد أمس وجمع رئيس الجمهورية والطبوبي، وبالتوازي مع هذه اللقاءات فقد عقدت قيادة نداء تونس اجتماعا مع أعضاء الحكومة المنتمين للحزب ورئيس الكتلة النيابية بدعوة من المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، أسفر عن تفويض وزراء وكتاب الدولة الندائيين قيادة الحزب لاتخاذ القرارات السياسية المناسبة فيما يتعلق بالمسألة الحكومية، أي الاستقالة من عدمها.

لقاءات متتالية واجتماعات تزامنت مع الندوة الوطنية التي ينظمها قسم الدواين والمنشات العمومية صلب الاتحاد العام التونسي للشغل بالحمامات على امتداد 3 أيام حول مشروع الحكومة الخاص بإصلاح وحوكمة المنشات العمومية، ندوة أقرت مبدأ الإضراب العام في المؤسسات العمومية في انتظار المصادقة عليه خلال اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية المزمع عقدها في 13 سبتمبر الجاري، ندوة أعاد من خلالها الطبوبي خطابه التصعيدي ضدّ رئيس الحكومة وخاصة وزير الإصلاحات الكبرى بسبب اعتزامهم التفويت في المكاسب الوطنية، مشددا على أن كل المؤسسات العمومية باتت اليوم مستهدفة، والوضع بات خطيرا وخطيرا جدا والاتحاد لا يمكنه السكوت على ذلك، فالاتحاد حاول أن يبحث عن حدّ ادنى من الاستقرار و لكن الطرف المقابل فهم الرسالة عكسيا وبالتالي قرر المجمع العام الدخول في إضراب عام وهذه الندوة الوطنية سيكون لها صيغة استشارية وتقريرية.

رفض المشاركة في لقاءات عقيمة
أكد الطبوبي في تصريح له أن لقاءه برئيس الجمهورية أمس والذي كان بدعوة من الباجي قائد السبسي قد تناول بطبيعة الحال الأوضاع الحرجة الاجتماعية بسبب الزيادات المتتالية في عديد المواد والتي أثقلت كاهل المواطن وفقرت هذا المجتمع، مشيرا إلى أن «الأزمة سياسية بامتياز وكان قد حذر في السابق من الوصول إلى نقطة اللاعودة .. وفعلا أصبحت الأجواء متوترة جدا.. والسنة الاجتماعية صعبة للغاية على جميع المستويات». وأضاف الطبوبي أنه عبر لرئيس الجمهورية أن الاتحاد العام التونسي للشغل صحيح هو قوة خير يسهم في إيجاد الحلول وإذا وجد إرادة وطنية وأناسا في مستوى تحديات طبيعة المرحلة لكنه يرفض المشاركة في لقاءات عقيمة لصور إعلامية ولبعض الآراء ليس إلا، مشددا على أن الوضع في البلاد لم يعد يحتمل واليوم كل طرف عليه أن يتحمل مسؤوليته الكاملة التاريخية أمام أبناء الشعب.

ماذا طلب رئيس الجمهورية من الغنوشي ؟
وفق تصريح الأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري لـ«المغرب» فإن لقاء الأمين العام برئيس الجمهورية يأتي في إطار المشاورات حول الأزمة الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة بحلّ وزارة الطاقة واتهام الوزير بالفساد وإقالته رفقة عدد من المسؤولين، والتي زادت في توتر الوضع، مشيرا إلى أنه تمّ أيضا التطرق إلى الوضع السياسي الذي مازال يراوح مكانه وبالعكس زاد تعفنا وتمّ التشاور حول هذا الموضوع وتمّ إعلام الأمين العام بطلب رئيس الجمهورية من رئيس حركة النهضة اتخاذ موقف واضح من الحكومة وقد عبر الاتحاد مرة أخرى عن تمسكه بضرورة التغيير الحكومي في أسرع وقت، فالوضع لا يحتمل مزيد التعطيل والتأخير. كما أضاف الطاهري أن الاتحاد لم يتلق دعوة لاستئناف مشاورات وثيقة قرطاج 2 وبالنسبة للاتحاد فإن وثيقة قرطاج 2 سابقة لأوانها ومن الصعب إحياء الموتى، مشددا على أنه لم يتم التطرق إلى هذه النقطة في لقاء أمس.

التحضير لتحرك وطني
وبالنسبة للندوة الوطنية، أشار الطاهري إلى أنها تأتي في إطار التحضير لتحرك وطني في القطاع العام للدفاع عن المؤسسات العمومية بعد أن اتخذت الحكومة سياسة الهروب إلى الأمام من خلال الانطلاق في مفاوضات مع الاتحاد وقطعها بإصدار أوامر وقرارات ترتئي إلى التفويت في المؤسسات العمومية، مضيفا أن مجمع القطاع العام في اجتماعه الأخير اتخذ توصية بالإضراب العام وهذه الندوة ستقوي وتساند موقف المجمع في انتظار الهيئة الإدارية الوطنية المقرر عقدها يوم 13 سبتمبر الجاري.

«الشيطان يكمن في التفاصيل بين السطور»
بالعودة إلى خطاب الطبوبي الذي كان أكثر حدة وتصعيدا من سابقيه، فقد أكد أن كل المؤسسات العمومية باتت مستهدفة من «عصابة» لا تفقه قيمة الدولة وليس لنا اليوم رجالات دولة بمفهوم الدولة الحقيقية تتسم بروح المسؤولية العالية ولهم بعد نظر ويدافعون عن استحقاقات الشعب التونسي الكل يلهف ما وراء البحار ويتسول لإرضاء المؤسسات الدولية والقوى النافذة ولا يستمد قوته من الشعب وإنما من القوى النافذة. وشدد على أن الاتحاد لا يمكن له أن يتعامل مع أطراف لها عقلية التسويف والمماطلة وتجربة الـ90 لن تمر كلفه ذلك ما كلفه، وهذا ليس مجرد شعار بل هي قناعة راسخة لما لهذا القطاع من أهمية قصوى، قائلا « وزير الإصلاحات الكبرى هو وزير تخريب البلاد، فالوضع خطير جدا ولا يمكن السكوت عنه، وقد مدّ الاتحاد يديه لبناء البلاد ولكن لم يجد غير البحث عن بيع المؤسسات وليس إصلاحها ليشدد على أن البلاد وصلت إلى نقطة اللاعودة وان الاتحاد بحث عن الحد الأدنى لتحمل المسؤولية والبحث عن حلول لكن الطرف المقابل فهم الرسالة عكسية .
وفيما يتعلق بلقائه برئيس الجمهورية، أفاد الطبوبي»النقطة 64 فيها جزآن..كان بودي أن أرسل رسالة إيجابية للشعب لكن للأسف الشديد هناك رئيس احد الأحزاب يدعو إلى التوافق والوحدة الوطنية… لكن الشيطان يكمن في التفاصيل بين السطور.. الأول يتعلق بتغيير رئيس الحكومة وتعيين حكومة جديدة ولكن تكون غير معنية بالتجاذبات وهذا فيه منطق…والجزء

الثاني الإبقاء على رئيس الحكومة في منصبه والتزامه بعدم الترشح للانتخابات لسنة 2019.. لماذا ؟ هل أنا شرطي مرور لأمنعه من الترشح؟ وهذا دستوري ومن حقه أن يترشح وليس لي الحق لمنعه..ومشكلتي ليست في يوسف الشاهد إن ترشح أم لا بل في التقييمات وهناك وضع لم يعد يستقيم وجلّ الوزراء يصرحون أنهم لا يقومون بشيء وهناك 4 ذري في رئاسة الحكومة هم الذين يسطرون البرامج.. وقيادات الاتحاد أحرار و لا يقبلون المساومة».

المنشآت العمومية التي تريد الحكومة التفويت فيها
إقرار الإضراب العام حسب الاتحاد سيكون في المؤسسات والمنشآت العمومية، علما وأن من المنتظر أن يعقد مجمع الوظيفة العمومية اجتماعا يوم الاثنين القادم بمقر الاتحاد لمزيد التشاور حول آخر التطورات والمستجدات، ويشار إلى أن قائمة المنشآت العمومية التي تسعى الحكومة إلى التفويت فيها في إطار تنفيذ إستراتيجيتها الإصلاحية وفق ما تمّ عرضه أمس في الندوة الوطنية تضمّ كلا من بنك الإسكان وشركة البنيان والشركة الوطنية لتوزيع البترول والشركة التونسية للتنقيب وشركة إسمنت بنزرت وشركة الترفيه السياحي والشركة التونسية لسياحة الشباب وشركة اللحوم وشركة معرض نابل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115