الذي راهن على أنّ يكون هذا الاجتماع هو نقطة التحول في الصراع بينه وبين يوسف الشاهد، فإن نجح في مخططه يكون قد أخمد «التمرد» المطالب برحيله عن دفة القيادة.
لا يبدو ان احدا من بين المجموعة التي تتجاوز 30 فردا، قد يقتنع او ينظر الى دعوة المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي على انها محاولة لحل الأزمة بالحوار مع كل الفرقاء في الحزب، خاصة بعد فشل الأخير في توجيه كتلة حزبه للتصويت ضد منح الثقة لوزير الداخلية.
دعوة المدير التنفيذي التي بلغت يوم الخميس أصحابها عبر رسالة نصية على الهاتف، كانت مقتضبة تعلم الجميع بالموعد وجدول أعماله، المتكون من نقطتين، إلحاق عضوين وطرد ثلاثة، وينتهي الأمر عند هذا الحد، أي إلحاق النائب الفاضل بن عمران ورضا بلحاج بالهيئة كخطوة اولى في مشروع اعادة هيكلة الحزب. وهذا سيحسم بالتصويت.
مراد حافظ من عقد اجتماع الهيئة السياسية، في أول لقاء يدعو اليه هو منذ سنة ونصف، هو اعادة رسم ملامح الهيئة لضمان دعمها له في بقية أطوار صراعه مع الشاهد، فنجل رئيس الجمهورية يدرك ان الهيئة السياسية المتكونة من 32 عضوا، تنقسم الى ثلاث مجموعات، الاولى تدعمه والثانية تدعم الشاهد والثالثة لا تدعم أيّا منهما.
انقسام الهيئة السياسية أغرى المدير التنفيذي بتنزيل خطته واستثمار نوع من القطيعة بين الداعمين للشاهد والفريق الثالث قد تكون سببا في التحاقهم به في مسعى إضعاف خصم مشترك، وهو 11 عضوا عقدوا اجتماع هيئة سياسية جويلية الفارط.
مجموعة الـ11 هي العدو الذي يسعى قائد السبسي الابن الى محاصرته وإضعافه اما بطرد احد أعضائها المنصف السلامي او باستمالة البعض الاخر، وقلب الكفة لصالحه لضمان المرور الى الخطوة الثانية وهي إلحاق كل من بلحاج وعمران، ليتعزز فريقه عدديا.
لكن ما يطمح اليه المدير التنفيذي من هذه الخطوة هو استعادة زمام الامور في الحزب ليواجه تمرد الشاهد الذي بات يستميل عددا غير محدود من انصار المدير التنفيذي السابقين، فهؤلاء يعتبرون الشاهد ورقتهم الرابحة بعد ان احترقت البقية، وان طموحهم يتحقق ان التحقوا بمشروعه الإصلاحي للحزب .
لكن طموح المدير التنفيذي يصطدم بتماسك نسبي في جبهة مجموعة الـ11، حيث تتوفر معطيات اولية تفيد بان المجموعة لاتزال موحدة في مواقفها من سبل حل الازمة في الحزب، وهو ابتعاد نجل الرئيس عن قيادته وعقد مؤتمر في اقرب فرصة.
وتعتبر ان اللقاء الذي جمع كتلة الحزب برئيس الدولة الاسبوع الفارط انتهى الى مباركة توجهاتها مع التنصيص على ضرورة توحيد الصف دون اقصاء، وهذا ما ستستغله المجموعة للضغط في الاجتماع – المنعقد الى غاية ساعة متاخرة من يوم امس، لفرض خيارات مناقضة لخطة الانقلاب عليهم من قبل المدير التنفيذي.
هذا هو رهان يوم امس في نداء تونس، استعادة قائد السبسي الابن لزمام المبادرة في الحزب أم تدعم كفة الشاهد اكثر. اهمية الرهان تفسر سبب استمرار انعقاده الى ساعات متأخرة ورفض كل الاطراف فيه تقديم اية معطيات اولية نظرا لاحتدام النقاشات بينهم وعدم وضوح كيف سينتهي اللقاء.