نسبيا، حيث يبين توزع القائمات وانتمائها، الخارطة السياسية في انتظار ان تكشف النتائج عن الخارطة الانتخابية، ومما تكشفه القائمات ان الجنوب تتنافس فيه ثلاث قوى أساسية، دون المستقلين، هي حركة النهضة والنداء والحراك.
تكشفت معطيات متفرقة نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على موقعها، عن المشهد الانتخابي في كل الدوائر البلدية بالجنوب التونسي، حيث تتوزع 84 دائرة انتخابية على 7 ولايات، هي صفاقس، بدائرتين جهويتين، قفصة، توزر، قبلي، قابس،تطاوين ومدنين.
84 دائرة انتخابية تقدمت لها 496 قائمة انتخابية، تتوزع على 215 مستقلة، 28 ائتلافية، و284 حزبية. هذه القوائم جميعها تسعى لاقناع 1.181.423 ناخب بالتصويت لها، وسيكون امامها 22 يوما،آجل الحملة الانتخابية، للقيام بذلك قبل ان يسحم الصندوق الامر في الـ6 من ماي القادم .
هذا المشهد العام في الجنوب، بدوائره البلدية وبناخبيه وعدد القائمات، يقدم مؤشرات ونسب، أولها ان عدد القائمات المقدمة به يمثل 23.91 % من القائمات على المستوى الوطني، كما يمثل الناخبون به 22 % من الجسم الانتخابي، فيما تنتشر 24 % من الدوائر البلدية في الجنوب، وقد سجل المعدل العام لعدد القائمات المترشحة وهو 5.9 التساوي مع المعدل الوطني .
مؤشرات تبين ان التنافس الانتخابي في الجنوب، الذي يوجد به خمس الوزن الانتخابي و القائمات المرشحة، ستكون متشابهة لها في بقية البلاد، مع اختلافات قد تكون جوهرية في تحديد الخارطة الانتخابية، من ذلك الكشف عن المتنافسين الرئيسين لتمثيل الناخبين في الجنوب.
هؤلاء المتنافسون، ككيانات سياسية هم بالأساس ثلاثة قوى احتلت الترتيب الاول من حيث نسبة المشاركة، اولها حركة النهضة التي غطت كل الدوائر البلدية، يليها ثانيا نداء تونس الذي ترشح في 81 دائرة، (بعد ان اسقطت 3 قائمات) من اصل خمسة تم اسقاطها من قبل الهيئة، تقدم بها في كل من شنني نحال، بقابس، والقلعة بقبلي، والبئر الأحمر بتطاوين.
المرتبة الثالثة كانت من نصيب حراك تونس الارادة الذي تقدم في 26 دائرة بلدية، جلها كانت في ولاية قابس، تطاوين ومدنين، حيث غطى الحراك فيها اكثر من ثلث دوائرها البلدية. وهذا يعكس نسبيا انتشار الحزب ميدانيا، اذ ان القائمات التي قدمها في الجنوب تمثل ثلثي قائماته وطنيا.
اختيار حزب حراك تونس الارادة ان تكون جل قائماته في الجنوب يبدو ان المراد منه توفير ضمانات تحقيق نتائج ايجابية، خاصة وان الحزب اتبع الخارطة الانتخابية الرئاسية وتوزع الأصوات فيها، حيث كان الجنوب نقطة قوة رئيسه المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية السابق.
مراهنة الحراك وبروز أهمية الجنوب له يقابله، ضعف تواجد الجبهة الشعبية نسبيا، رغم تقدمها بـ20 قائمة انتخابية، لتغطي اقل من ربع الدوائر، الا انها لم تقدم اية قائمة في كل من تطاوين ومدنين وقبلي، فيما اكتفت بقائمة في قابس ومثلها في قبلي.القائمات الـ18 للجبهة توزعت بالاساس على صفاقس وقفصة.
وفي الجنوب تبرز حركة الشعب أيضا كقوة سياسية خامسة، اذ تقدمت الحركة بـ18 قائمة وهو يمثل نصف عدد قائماتها على صعيد وطني، فيما ياتي التيار سادسا، بتقديمه لـ16 قائمة تليه حركة مشروع تونس بـ11 قائمة، ثم بني وطني، تحت اسم (فك بلاصتك) بـ5 قائمات، فآفاق تونس بثلاثة وهو ذات الرقم لقائمات الدستوري الحر.
الأحزاب- باستثناء النهضة والنداء- تغيب عن بعض الدوائر، فالقائمات الحزبية غير قائمات النداء والنهضة ، التي يبلغ عددها 88 ، تتوزع بدرجات مختلفة على الدوائر ليسجل غياب اية قائمة حزبية، غير النهضة والنداء في 29 دائرة انتخابية، جلها تتنافس فيها الحركتان مع المستقلين الذين لم يغطوا بدورهم كل الدوائر، ففي 9 بلديات لم يتقدم مستقلون.
لكن في المقابل تجد النهضة نفسها في مواجهة مع المستقلين فقط في دائرة وحيدة وهي البئر الأحمر بولاية تطاوين، حيث تنافسها 3 قائمات، فيما ينافسها في كل من القلعة بقبلي، كل من الحراك وقائمة مستقلة، وينافسها شنني نحال، كل من التيار وقائمة مستقلة.
وسيكون المستقلون المنافسون المباشرون لحركة النهضة والنداء، في ظل عدم قدرت الاحزاب والائتلافات عن تغطية كل الدوائر، 215 قائمة مستقلة ستنافس الحركتين، فيما يبلغ عدد القائمات غير المستقلة 116، من بينها 7 قائمات للاتحاد المدني وقائمة للقوى الديمقراطية، وقائمة حزبية باسم البناء الوطني.
في قراءة اولى للمعطيات تبين ان الجنوب التونسي سيكون مجالا لتنافس انتخابي حاد بين النهضة والنداء والحراك، الذي يبدو انه قد يربك حملات الحركتين بخطابه الناقد لهما في ظل مناخ عام متعطش له.