خلال تقييم موضوعي ودراسة معمقه لتطوير النظام البرلمانى لا لتغييره.
في خضم الاستعداد للإعلان عن التركيبة الجديدة للحكومة بعد التحوير الوزاري وسد الشغورات يوم امس، نشرت جريدة الصحافة حوارا مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تناول فيه عدة مواضيع عن الشأن الاقتصادي الذي وصفه بالصعب رغم التحسن النسبي في المؤشرات والوضع الاجتماعي الذي طغت عليه المطلبية المشطة في بعض الاحيان وصولا الى الوضع السياسي «المنفلت والمفتت» مما يؤكد ان النظام السياسي المنبثق عن الدستور الحالي يشكو من هنات شلّت العمل الحكومي وانه قد حان الوقت لتقييم المنظومة الدستورية الحالية وتدارك نقائصها وتجاوز المطبّات الّتي تضمنها الدستور.
في تعليقه على ما صرح به رئيس الجمهورية افاد القيادي في حركة النهضة والنائب بمجلس نواب الشعب عن حركة النهضة عبد اللطيف المكى لـ«المغرب» ان الدستور الحالي لتونس هو دستور جديد ومن الطبيعي ان يمر بفترة تجربة في الواقع واختبار خاصة في دولة عاشت طلية سنوات على وقع نظام رئاسي وبالتالى ليس من السهل التأقلم مع نظام سياسي جديد ، وأضاف المكي ان النظام البرلماني المعتمد بعد هذه السنوات يمكن تقييمه من خلال تكوين لجنة او من قبل البرلمان في حد ذاته لان النواب المؤسسين اختاروا النظام البرلماني لوعيهم ان النظام الرئاسي لم يعد ناجعا.
رئيس الجمهورية شبّه النظام السياسي الحالي بانه نظام سياسي «شاذٍّ» فيه مِنَ «الحِرْصِ» على استقلالية عمل المؤسّسات حَدّ التّعطيل والشّلل وفيه كذلك مِنْ إِفْرَادِ بعض الهيئات المستقلّة بصلاحيات استثنائية حَدّ التغوّل على الدولة وعلى المؤسسات الدستوريّة ذاتها بما فيها مجلس نواب الشّعب صاحب السّلطة الأصلية والأمّ في النظام السياسي الحالي، وكلّ ذلك كان يتمّ تحت شعار الاستقلالية، فبحيث نكاد نقول أنّ الأمور عندنا ينطبق عليها المثال الشعبي «العَزْرِي أَقْوى مِنْ سِيدُو».
في الوقت الذي يرى فيه رئيس الجمهورية انه لابدّ من اعادة النّظر في كلّ هذه الأشياء، بَدْءًا من طبيعة النظام السّياسي الذي يسود الاجماع بأنّه مُعَطَّلٌ وغير قابل للاستمرار ومرورا بما في الدستور من نقائص كشفتها الممارسة ووصولا الى هذه الهيئات الّتي تهَدّد تماسك الدولة ووجودها، فان القيادي بحركة النهضة يعتبر انه اذا كان هناك مجال لتدارك نقاط الضعف للنظام السياسي يجب ان يكون في اطار تقييم موضوعي للنظام البرلماني لتطويره لا لتغييره وبعد دراسة معمقة .
وبخصوص الصلاحيات الاستثنائية «حد التغول «لبعض الهيئات المستقلة شدد المكي على ان ذلك من المكاسب التى تحققت وانه من الطبيعي ان تتمتّع بالاستقلالية نظرا لحساسية القطاعات التي تشرف عليها على حد تعبيره.
تعرض ايضا رئيس الجمهورية في حواره الى التحالف الحكومي والى حركة النهضة التي دخلت في هذا التحالف «ليس بشروطها، وقلنا على الأقلّ نسَاهِمُ بذلك في جَلْبِهَا الى خانة «المدنية» ولكن يبدو أنّنا أخطأنا التقييم» وفق قوله، في المقابل شدد القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي على ان حركة النهضة مدنية «بطبيعتها» وهي تجذب الاخرين الى المدنية.