لا شيء بخير في حزب حراك تونس الارادة، فالحزب الذي لم يحدد قادته بعد ان كانوا سيشاركون في الانتخابات البلدية وكيف سيكون ذلك، وجد نفسه يصارع لمنع الأزمة الداخلية التي تعصف به من ان تكمل على ما تبقى من الحزب الذي عانى منذ مؤتمره الأول من استقالات لعدد من قادته ووجوهه الإعلامية.
لكن لم يصل الأمر بان تقدم 12 عضوا في الهيئة السياسية باستقالة جماعية كما كان الأمر هذا الأسبوع بعد ان دفعهم قرار رئيس الحزب المنصف المرزوقي بتسمية سامي بن عمارة مديرا تنفيذيا جديدا للحزب عوضا عن غسان المرزوقي.
استقالة عبر عنها الحراكيون في بيان مشترك بينهم جاء فيه ان استقالتهم سببها استحالة مواصلة العمل ضمن هياكل الحركة بسبب انفراد «مجموعة مضيقة» بالقرار وتوجيه الحزب رغم «الأخطاء المتتالية والفشل الواضح في إدارة مراحل سابقة والدفع نحو منهجية الفوضى والارتجالية» وفق نص البيان الذي تضمن التاكيد على «اعتماد بعض قيادات الحزب آليات عمل ممنهج لإقصاء كفاءاته وغلق المجال أمام كفاءات جديدة في محاولة لتحويل وجهة المشروع خدمة لمصالح شخصية». قبل ان يتختتم البيان بذكر الاعضاء 12 المستقيلين وهم زهير إسماعيل ومبروك الحريزي وإبراهيم بن سعيد وصبري دخيل وغسان المرزوقي وربيع العابدي وعياض اللومي وياسين أمية وزياد سلطان وسامي ايلاهي وليلى السبري وكريم الهمامي.
استقالة تجنب قادة الحراك التعليق عليها بالنفي او التأكيد، مكتفين بتصريح مقتضب للناطقة الرسمية تعلن فيه ان هياكل الحزب لم تتلق بعد استقالات مكتوبة من الحزب وما ان انتهت أشغال مؤتمره في افريل الفارط حتى شهد موجة من الاستقالات والانسحاب الهادئ من قبل قيادات كانت من المقربين من المرزوقي.
هذه القيادات خيرت ان تبتعد بعد تعذر الوصول إلى اتفاق مع المرزوقي ينهي هيمنة شق ثاني على الحزب وينهي الخلافات التي تعمقت أكثر مما دفع بكل من عدنان منصر وطارق الكحلاوي وغيرهم الى الابتعاد عن المشهد مخيرين الانسحاب والضغط الى حين الوصول الى اتفاق او حل ينهى أزمة الحزب.
حزب باتت الأصوات ترتفع فيه وتنتقد خياراته وإستراتيجيته، اذ اعتبر قيادي من المنسحبين طلب عدم ذكر اسمه، ان الحزب فقد بوصلته وان انشغال بقية القادة بانتخابات 2019 وتحديدا الرئاسية افقدهم القدرة على المبادرة والفعل السياسي.
ولا يقتصر الامر على الغضب من انشغال الحزب بتوفير ظروف مناسبة لترشيح رئيسه للانتخابات الرئاسية القادمة، بل بات قادة من الحزب استقالوا او انسحبوا يشيرون صراحة الى «غياب ثقتهم في نية رئيس الحزب، المنصف المرزوقي»