« نحن لم نتجاوز الأزمة» هكذا علق الأمين العام المساعد سامي الطاهري على ما بين الحكومة والاتحاد من خلافات احتدت بعد قرار الترفيع في أسعار المحروقات، بعد ان سربت الحكومة معطيات عن نجاح اللقاء بين يوسف الشاهد رئيسها ونور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد، بل استدلت بالأجواء الطيبة بين الرجلين في افتتاح أشغال الندوة الوطنيّة حول «الاقتصاد التضامني والاجتماعي رافدا للتنمية في تونس» يوم أمس لتبين تجاوز الأزمة.
أزمة قال سامي الطاهري ان الاتحاد ناقشها بصراحة على لسان امينه العام مع رئيس الحكومة وقدم له مطالب الاتحاد مرفقة بنقد لخيارات الحكومة، التي اعلن عنها في بيان أصدره المكتب التنفيذي اثر اجتماعه الثلاثاء الفارط، والتقى اثر صدوره الطبوبي بيوسف الشاهد.
لقاء قال عنه الطاهري، انه على عكس ما تقدمه الحكومة، لم ينته بانتهاء الخلافات، ودليله ان تقاليد الاتحاد تقضي بإصدار بلاغات مشتركة بشأن اي ملف تقع معالجته، وفي ملف الأزمة الأخيرة مع الحكومة لم يصدر عن الاتحاد اي بلاغ مشترك بل ولم يقدم تصريحات في قصر الحكومة كما جرت العادة بعد كل لقاء مع رئيسها.
اللقاء تقول عنه أطراف حكومية طلبت عدم الكشف عن هويتها انه حسم الخلاف وان رئيس الحكومة والأمين العام توصلا الى تفاهمات تمكنهم من تجاوز الإشكال الحاصل، في المقابل يشدد الطاهري على ان لا شيء تغير عن ما قبل اللقاء وان الاتحاد سيتابع إجراءات الحكومة بشأن مطالبه ليعلن عن تجاوز الخلاف.
يشير الطاهري الى ان رئيس الحكومة وعد ببعض الإجراءات التي اعتذر عن الاعلان عنها في انتظار تحقيقها، فالحكومة التزمت سابقا وأخلفت، من هذه النقطة ينطلق الاتحاد الذي قال الطاهري انه «لا يستل السيوف في محادثاته» وانه يعلم أدب المحادثات لكنه حريص على ان لا يلين او يغير مواقفه في الغرف المغلقة.
في الاثناء تسعى حكومة الشاهد الى اغراء اتحاد الشغل ب الاقتصاد التضامني الاجتماعي واحداث المجلس الأعلى للاقتصاد الاجتماعي، بهدف تليين مواقفه وتصنيفه للحكومة وخياراتها الاقتصادية كخيارات ليبرالية، وهو ما تم الاعلان عنه يوم امس.
«بلورة رؤية استراتيجية لسياسات وبرامج للاقتصاد الاجتماعي والتضامني» و«احداث مجلس أعلى للاقتصاد الاجتماعي» هي أبرز القرارات المعلنة خلال الندوة الوطنية حول الاقتصاد والاجتماعي والتضامني «رافدا للتنمية في تونس» التي افتتحها الشاهد وبجانبه نور الدين الطبوبي.