عشرات من المحتجين تنقلوا ليلة الثلاثاء الفارط إلى منطقة «ام الشياه» لإغلاق مضخات النفط وفق ما كشفته الصفحة الرسمية لاعتصام العرقوب دوز /قبلي، وهو ما اكده فاخر العجمي في تصريح لـ«المغرب» كشف فيه تفاصيل التحرك الذي انطلق ليلا.
أول التفاصيل تعلقت بتجاوز المخطط السابق للتحرك الشعبي، فبعد ان اعلن ان ساعة تجمع المحتجين ستكون العاشرة والنصف من ليلة الثلاثاء بساحة الشهداءـ تغير المكان وانطلق من حضر إلى منطقة ام الشياه بدوز.
قرار جاء مغايرا لما أعلن عنه المحتجون ليلة الاثنين الفارط من عزمهم على التوجه نحو حقول البترول المنتصبة بكل من «طوال الهذاليل -قصر غيلان -بير السلطان - الباقل 1 - الباقل 2 « لغلقها. من اجل ان تستجيب الحكومة لتحقيق مطالبهم المتمثلة في «تأميم الثروات الطبيعية» و«الحق في التشغيل والتنمية» و«مناب الجهة من عائدات الشركات البترولية بالمنطقة».
تغير خطة التحرك فرض على المحتجين وفق ما تظهره به الصور المنشورة عن لقاء الثلاثاء، فضعف عدد المشاركين نسبيا، مقارنة بتطاوين، وغياب الدعم دفع بهم الى التوجه الى اقرب منطقة تنتصب فيها شركات البترول وهي منطقة «ام الشياه» الواقعة على مسافة 50 كلم عن دوز.
هناك دخل المحتجون في مفاوضات مع الوحدة العسكرية التي تحرس المنشأة النفطية وفق ما اكده فاخر العجمي، المتحدث باسم الاعتصام، الذي اكد لـ«المغرب» ان تحركهم امس «انطلق على غير الصيغة المقرر لها» ولكن ذلك لم يحل دون ان يغلقوا انبوب الضخ المار من المنطقة كخطوة اولى سيعقبها تصعيد في الايام القادمة وفق قوله.
فالمحتجون الذين أغلقوا «الفانة» وتجولوا في مقر الشركة المنتصبة في المنطقة وعاينوا غياب العمال واطاراتها، ووقفوا على انقطاع الضخ في الانبوب الذي أغلقوه رغم ذلك تحت انظار الجيش التونسي، بعد جلسة تفاوض شارك فيها العجمي وأكد أنها كانت «في اجواء طيبة» وان الجيش كان متفهما لمطالبهم.
قرار غلق مضخة ام الشياه وان كان فرض في ساعته الا ان المحتجين يعتبرونه خطوة رمزية، فالأنبوب المار من المنطقة يجمع أنابيب النفط الخارجة من الكامور بتطاوين و العرقوب بقبلي، وغلقه هو بمثابة رسالة من وجهة نظر المحتجين للحكومة بان الكامور استأنفت.
استئناف يؤكد فاخر انه رمزي فمطالب معتصمي عرقوب وان تتقاطع مع مطالب معتصمي الكامور فإن خياراتهم مختلفة ومسارهم لن ينتهي كما انتهى مسار الكامور، رغم إقرار العجمني انهم يتفهمون خيار وقف الاعتصام والقبول بمقترحات الحكومة بعد وساطة الاتحاد.
وساطة قال ان معتصمي العرقوب يرفضونها اليوم من الاتحاد، الذي اتهم العجمي فرعه المحلي بانه تجاهلهم كما تجاهلتهم الحكومة في ما يتعلق بالمجلس الوزاري المخصص للجهة، واعتبر ان التجاهل سيولد رد فعل تصعيدي من قبلهم، ممهلين الحكومة 3 ايام للتفاوض معهم بشأن مطالبهم.
مهلة الايام الثلاثة التي تتزامن مع بداية ايام العيد، يعتبرها العجمي كافية للحكومة لاتخاذ قراراها، مشيرا الى ان نتائج المجلس الوزاري لن تغير موقفهم، فهم يرفضون ان يتفاوض اي طرف وان كان الاتحاد باسمهم كما يرفضون ان يجالسوا الحكومة في ظل وساطة اي جهة.
يبدو ان تعثر المرحلة الاولى من التحرك الاحتجاجي لمعتصمي العرقوب يجب ان ينظر اليه لا كعامل اخماد للتحرك وانما كعامل تصعيد قد يدفع بالمعتصمين الى اتخاذ خيارات رادكالية قد ينخرط فيها بقية سكان الجهة ان وقع الانزلاق الى الحل الامني من قبل الحكومة التي باتت مهمتها في الجنوب كمهمة رجل الاطفاء، اخماد حرائق سرعان ما تشتعل أخرى.