تحركت النيابة العمومية يوم الخميس الفارط وفتحت تحقيقا بشأن تصريحات صابرين القوبنطيني التي اتهمت شق من قيادة حزبها السابق بالتآمر على الدولة والمس من أمنها، وهو ما أعتبره سفيان طوبال، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، امرا في صالح الحزب باعتباره سيكشف «الادعاءات الكاذبة» مشددا على ان النيابة العمومية ان وجهت الى النواب بصفتهم شهودا فان الأمر لا يحتاج رفع حصانة فالقانون يسمح بذلك، متعهدا بان النواب سيستجيبون للاستدعاءات ان تمت، سواء كشهود او كمتهمين، مشيرا إلى أن الكتلة ناقشت مسألة رفع الحصانة عن أعضائها واتفقت على ان يقع التصويت برفع الحصانة ضد اي عضو فيها ترد بشأنه مراسلة من وزارة العدل في تهم تتعلق بالفساد، او التآمر على الدولة كما هو الحال اليوم.
طوبال الذي تتهمه القوبنطيني ضمنيا، باعتباره من المشاركين في اشغال الاجتماع الذي تشير القوبنطيني إلى انه ناقش مسائل تصب في خانة التآمر على الدولة، يشدد على ان ما تقوله النائبة التي وقع طردها من كتلة حزبه قبل يومين، «كلام خطير وعليها ان تتحمل مسؤوليتها»، معتبرا انها تمارس المراهقة السياسية ولا تعي خطر ما تقوله.
اتهامات وجهتها القوبنطيني لقادة الحزب كان ردهم عليها التوجه للقضاء، وفق ما أكده طوبال الذي شدد على ان الهيئة القانونية للحزب توجهت الى القضاء لملاحقة صابرين، التي يعتبرونها استهدفت الحكومة باتهامها لقادة الحزب بمناقشة مسائل تصب في خانة التآمر بمشاركة وزراء من الحكومة ومستشارين لرئيس الجمهورية.
ليشن طوبال هجومه على القوبنطني ويشكك في دعمها لحكومة الشاهد كما تقول، ويعتبرها مشاركة في خطة تستهدف حزبه، قائلا ان «صابرين مدفوعة من قبل أطراف حزبية « تريد ان تستهدف النداء وكتلته. وان الحزب «مسرور بفتح النيابة العمومية لتحقيق بشأن التهم التي وجهتها صابرين للحزب» لان ذلك سيكشف من يقف خلفها وزيف الحملة ضد النداء، وفق طوبال.
حملة شدد طوبال انها بمثابة «نيران صديقة في إطار ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية» وفق قوله، الذي شمل إعرابه عن الاستغراب من ان تستهدفهم أطراف حليفة لهم في الحكومة والحال يفترض أنها حكومة وحدة وطنية وان هناك تضامن بين مكوناتها.
ليكشف ان في صلب الحركة رأي يقول بان بعضا من مكونات حكومة الشاهد تحرض الأخير على تجاوز نداء تونس وتأسيس إطار حزبي جديد، لذلك وقع استهداف النداء بحملة «شيطنة»، وهي حملة ينفي طوبال ان يكون رئيس الحكومة مشاركا فيها، على عكس بقية أعضائها، الذين يشير إلى أن الحزب في طور إعداد ملف سيقدم للإعلام يكشف عن هويتهم وعن تفاصيل الحملة التي تستهدف النداء. هنا يشدد طوبال ان الحزب ان كشف بالأدلة تورط أطراف في الحكومة في الحملة ضده سيطالب بمراجعة تركيبة الحكومة.
في مواجهة الازمة الحالية اختار النداء استراتيجية هجومية، تقوم على استهداف خصومه واتهامهم بانهم خلف حملة تستهدفه، وهي إستراتيجية قد تكسب له بعض الوقت لإعادة تحديد خياراته في التعامل مع التطورات الاخيرة التي فرضتها الحملة على الفساد التي توشك ان تودع أسبوعها الثاني.