في أول رد رسمي لها أعلنت الكتلة البرلمانية لحركة نداء تونس أنها والحزب يتعرضان إلى «حملة ممنهجة» وهي حملة «معادية للخيار الوطني والإصلاحي»،موقف صدر اثر اجتماع عقده المدير التنفيذي للحركة حافظ قائد السبسي بعد عودته من الصين، وقالت عنه هالة عمران، القيادية بالحزب وعضو مجلس النواب انه خصص لمناقشة الاستعدادات لاجتماع الكتلة مساء الاثنين بمجلس نواب الشعب.
وتضمن جدول أعمال اللقاء، الذي شارك فيه قياديون من الحركة ووزراؤها في حكومة الشاهد، جردا للأحداث منذ يوم الثلاثاء الفارط، تاريخ انطلاق الحملة، الى غاية الأحد والتطورات التي جدت أثناء غياب كل من المدير التنفيذي ورئيس الكتلة سفيان طوبال لسفرهما الى الصين.
اجتماع الكتلة، المفترض ان أشغاله انتهت في في ساعات مبكرة من فجر اليوم، قالت عنه هالة عمران في تصريح لـ«المغرب» انه مخصص لاتخاذ كافة التدابير اللازمة وتحديد المواقف النهائية من الحملة التي يتعرض إليها أعضاء مجلس نواب الشعب بصفة عامة وأعضاء كتلة النداء بصفة خاصة.
فلقاء الأحد هو «اجتماع مضيق» وفق وصف عمران، خصص لإعلام المدير التنفيذي بكل التطورات وللاستعدادات لاجتماع الكتلة دون اتخاذ اي قرار، مع التشديد على كل أعضائها بضرورة الحضور، فالكتلة من وجهة نظرها تتعرض لـ«حملة مدروسة» هدفها تشويه الحزب قبل الانتخابات البلدية. حملة لم تكشف عمران عن عمن يقف خلفها مقتصرة على الإشارة إلى وجود أحزاب فقط، أحزاب تقول انها قد تكون على علاقة بشفيق جراية، بقولها ان « شفيق لا يتعامل مع نداء تونس فقط بل مع مختلف الأحزاب». هذا الربط من قبل هالة عمران، لم يغب عنه نفي مشاركة شفيق في اية اجتماع رسمي لهياكل الحزب، حيث أكدت عمران أنها لم تلتق به في أي لقاء وهي عضو في عدد من الهياكل الحزبية. مشيرة الى ان شفيق له «علاقات بمختلف الأحزاب والأطياف السياسية» وان من يريد حصر علاقته بنداء تونس فقط «يبحث عن شيطنة الحزب». دون أن تذهب بعيدا في نفي أية علاقة قد تجمع بين شفيق بعدد من قادة الحزب او نوابه، بقولها انه «من الممكن ان تكون له علاقات»، باعتبار ان الحزب كبير وانتمى إليه العديدون من «الجيدين والسيئين» لكنها هنا لا تتنصل من الدفاع عن قادة الحزب ونوابه ضد تهم الفساد بالقول أن من يتهم نائبا او قياديا في حزبها او اي حزب اخر عليه ان يثبت اتهاماته.
فإثبات الاتهام سيساعد الكتلة والحزب على اخذ موقف صريح ، وهو ان من «تتعلق به شبهة فساد عليه ان يتحمل مسؤوليته» وان أراد البقاء في الكتلة والحزب عليه « ان يثبت العكس»، فنداء تونس وكتلته يدعمون حكومة الشاهد في حربها على الفساد، وفق النائب.
دعم قالت هالة عمران انه سيتجدد في اجتماع الكتلة، الذي سيتطرق الى علاقة شفيق جراية بعدد من النواب، وان تبين ان احدهم مورط في الفساد فسيتحمل مسؤوليته كاملة، فالحزب والكتلة لن تتستر على اي شخص مورط في الفساد.
تأكيدات عمران جاءت بعد ان طلب وجّهه المدير التنفيذي للحركة من نواب الكتلة بالتحرك ضد «حملة تشويههم بالفساد»، وهو ما اعتبرته هالة عمران تدخلا لامتصاص الغضب، بعد حالة من التشنج أصابت النواب بسبب اتهامهم بتلقي الأموال من شفيق جراية، ونشر اخبار عن صدور بطاقات جلب ضدهم. توتر الأجواء اجبر المدير التنفيذي على التدخل وطمأنة النواب ودعوتهم للهدوء لمناقشة الحملة وكيفية مواجهتها، وهنا تقول هالة عمران ان حافظ قائد السبسي طلب من النواب ان يكونوا يدا وحدة للدفاع عن الحزب مشددة انه لم ينف إمكانية استدعاء اي نائب بقولها انه «لم يقل انه لن يقع استدعاء نواب».
حملة لم توجه هالة عمران اتهاما لأية طرف بشكل صريح على العكس من الطيب الميداني، النائب عن الحزب بمجلس نواب الشعب، الذي اتهم الكتلة الحرة وحركة مشروع تونس بالوقوف خلف الحملة، بل واعتبر أن حملة الإعراب عن عدم الاعتراض على رفع الحصانة «تمثيل» يستهدف حزبه والشعب التونسي.