انطلقت أمس بمدينة سوسة أشغال المؤتمر بانتخاب هشام بن احمد رئيسا للمؤتمر ومريم الفطناسي وخليل الغانمي نائبين للرئيس و كل من آمنة هميلة ومنير عبد الله مقررين.
وقد تم استعراض التقريرين المادي والأدبي ومناقشتهما والمصادقة عليهما قبل المرور الى مناقشة اللوائح المتمثّلة في ميثاق الحزب واللائحة السياسية، واللائحتين الاقتصادية والاجتماعية ولائحة الشباب ولائحة الشؤون الخارجية.
في أشغال اليومين الماضيين يحرص القائمون على حزب افاق تونس على ان تظل خلافاتهم الداخلية شأنا خاصا بهم لا يجد طريقه للعلن، لكن هذه المرة وجد الخلاف طريقه المارة من حملات المرشحين لرئاسة الحزب، ياسين ابراهيم وفوزي عبد الرحمان، اللذين سيحسم الأمر اليوم بشأن من منهما سيكون الرئيس.
من اجل هذا المنصب تبنى كل منهما خطابا يعكس انقسام الحزب على جناحين، جناح لفوزي عبد الرحمان والأخر لياسين إبراهيم الذي قال لـ«المغرب» انه لا توجد اجنحة في الحزب وانه كرئيس للحزب جميع التيارات أكد أنها متغيرة وفق الملفات المطروحة للنقاش.
إبراهيم حرص في رده على السؤال ان ينفي وجود أجنحة في حزبه واعتبر ان الحزب لم يصل بعد الى مرحلة الخلافات الكبرى التي تفرض وجود أجنحة او تيارات متصارعة. لكن إبراهيم وهو يستعرض خطابه الانتخابي كشف عن فروق بينه وبين منافسه في الانتخابات، فعماد حملته، هو الاستمرارية في النجاح، اذ يعتبر ان الحزب حقق الكثير معه.
من اجل الحفاظ على هذا النسق يجب الإبقاء عليه في رئاسة الحزب والإبقاء على نهجه السياسي، الذي يجد معارضة من شق ثان وجد في ترشح فوزي عبد الرحمان مناسبة لمزاحمة ياسين إبراهيم في نفوذه المعنوي على الحزب.
اذ ان فوزي عبد الرحمان اعتمد خطابا سياسيا يقوم على ان الحزب فقد الكثير من نجاحاته في السنتين المنقضيتين بسبب خيارات سياسية خاطئة لم تجعله يلعب الدور المطلوب منه بل وعادت عليه بالضرر بسبب تعثر ارساء المؤسسات الدستورية والانتعاش الاقتصادي.
لكن بين الخطاب المعلن وما يقال في كواليس الحزب هناك فرق، اذ ان المجموعة المساندة لياسين ابراهيم لا توجه اي انتقادات مباشرة لفوزي عبد الرحمان سوى انه «مفكر» اكثر منه رجل تنفيذ، وتعتبر ان عبد الرحمان مثل رهانا جيدا لبعض «الغاضبين» من ياسين إبراهيم لذلك توجهوا لدعمه.
دعم لعبد الرحمان مرده ان مجموعة تقارب ثلث الحزب تعتبر ان ياسين ابراهيم احتكر ادارة الحزب وجعل منه مؤسسة اقتصادية وليس كيانا سياسيا، انتقادات هي عمود الحملة الانتخابية التي تتزين بالاشارة الى ان ابراهيم يتجه الى استغلال نفوذه في الفترة اللاحقة لفتح الحزب امام منتسبين سابقين للتجمع المنحل.
انتقادات يرفض ابراهيم ان يعلق عليها كما يرفض مناصروه الرد عليها بشكل صريح لكنهم في المقابل يعتبرون ان من يروج لهذا القول هم ممن لم يستطيعوا مجاراة نسق الحزب فباتوا في الهامش وهذا ما جعلهم غاضبين.
غضب تم كبته لاكثر من سنة ووجد في المؤتمر طريقه للتنفس، لكن المخاوف صلب «الآفاقيين» اليوم هي في تداعيات الحسم الانتخابي وما سيلاحقه هذا من تغيير في قيادة الحزب، تغيير قد يدفع بالبعض الى الخروج من الحزب وهذا ان تم فانه سيحمل تداعيات خطيرة. يحاول الحزب اليوم تقليل أضرارها.