نقابة التعليم الثانوي والوزير: ترحيل أزمة وبداية أخرى وأحزاب الحكم لا موقف لديها

ظاهر الامور يختلف عن جوهرها واصلها، وهذا ما ينطبق على قرار ترحيل تعليق الدروس الى شهر افريل القادم من قبل النقابة العامة للتعليم الثانوي، التي لم تقم إلا بتأجيل الصدام ومنح القليل من الوقت لبقية الأطراف للاستجابة لمطالبها

ووفق شروطها، التي تقتضي ان يقال وزير التربية ناجي جلول قبل 15 افريل القادم، في ظل مشهد سياسي لا احد من الفاعلين فيه، حكومة وأحزاب سياسية، يرغب بعد التطورات الأخيرة في ان يصدر موقف بقبول هذا الطلب او يرفضه.

ملف ازمة التعليم الثانوي، التي باتت بعد أكثر من 6 أشهر على تجددها، أزمة هددت العلاقة بين الحكومة والاتحاد لتنتقل أخر الأسبوع الفارط لتكون ازمة داخلية في منظمة الشغالين، لم يقع تجاوزها بالقدرة الذي أجلت فيه وولدت تجليات جديدة تعبر عنها.

هذه التجليات لا تتعلق فقط بموقف الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي، يوم امس، بل في الخطاب الرسمي للمكتب التنفيذي الموسع للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي حرص فيه على ان يكون في ثوب المعارض للخيارات الاقتصادية لحكومة الشاهد، بل وتخلى عن قبوله الضمني لتوافقات سابقة هي بالأساس تتعلق بقانون الشراكة بين القطاع العام والخاص (PPP).

رفض لقانون قالت عنه قيادة الاتحاد انها ستجعله محل تطبيق بالتصدي لأية شراكة بين القطاعين العام والخاص وأنها أيضا ترفض التفويت في المؤسسات العمومية، ومن أهمها البنوك التي تعتبرها ضرورية اليوم في ظل تباطيء نسب النمو وضعف مؤشرات الاستثمار. موقف يراد منه أيضا إيضاح موقع المركزية النقابية من الصراع بين نقابة التعليم والحكومة، بعد ان رفعت النقابة من سقفها وباتت تخاطب رسميا رئيس الحكومة.

هنا الكل يرحّل أزمته للطرف المقابل إليه، وبات الأمر أشبه بتقاذف بحارة لإصبع ديناميت لا احد يريد أن ينفجر في وجهه والحال أن المركب سينفجر ويغرق بالجميع، بمن فيهم من يرفض أن يكون له دور.

فالأحزاب السياسية خاصة الداعمة لحكومة الشاهد والممثلة فيها بأعضاء تتجنب اليوم ان تقدم أي تعليق كان على تطورات الأزمة وفترة الإمهال التي قدمتها نقابة التعليم الثانوي وبداية خلافات جديدة بين الحكومة والاتحاد بشأن حزمة من الإصلاحات والقوانين.

اعتذار عن تقديم أية تصريحات لعدم صياغة موقف نهائي ورسمي للبعض وتجنب الرد على السؤال والاتصالات للبعض الأخر، هي....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115