• في الايام القليلة الفارطة وقع تداول اسمك كمتهمة بتسريب تسجيلات للمدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي، فهل انت من يقف فعليا خلف هذا ام ان الاتهام جاء لاخفاء نوايا اخرى؟
هذه تصفية حسابات والامر واضح وجلي، والتدرج الذي رافق التسريبات وتوجيه الأسماء لثلاث نساء، اولهن كانت صابرين القوبنطيني، ثم وفاء مخلوف وأخيرا ليلي الشتاوي، هذا التدرج يعود لعدة أسباب، أولها ان القوبنطيني في ذلك الاجتماع دافعت عن الحكومة ودافعت عن موقفها الواضح، وذات الأمر كان لوفاء مخلوف في إطار دفاع على الدولة التونسية، وأخيرا حينما تكلمت انا ذكرتهم ان يوسف الشاهد لم يأت من المريخ إنما من نداء تونس، والاشكال الواقع وانقطاع التواصل معه والحديث عن ان رئيس الحكومة لا يتشاور مع الحزب في قراراته علينا ان نحلله، ونفهم ان رئيس الحكومة مطالب باخذ قرارات.
وقلنا في اللقاء ان الحكومة الحالية تحتاج لسند سياسي، وأن التعاطي مع الشان العام بانفعالية يمثل خطرا على تونس، ومنها ما قام به حافظ قائد السبسي عندما نشر تعليقا على التحوير الوزاري انتقد فيه الحكومة وهاجمها، فطالبنا بأن نكون عقلاء وان لا يكون نداء تونس سبب أزمة سياسية جديدة.
كما أظن ان نشر التسريبات والاتهام الموجه الي مرده إلهاء الرأي العام عن التعيينات الجديدة في الحزب.
• انت تلمحين الى ان القرار الصادر ضدك مرده دفاعك عن الحكومة، في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين السبسي الابن والشاهد وبداية مرحلة تصفية أنصار الأخير من الحزب؟
وهذا غير معقول، واذكر اني وجهت في السابق رسالة الي الشاهد عبر إحدى وسائل الإعلام قلت فيها أن مسؤوليته أمام الشعب التونسي وليس أمام حافظ قائد السبسي، وان اراد النجاج في مهامه عليه ان يبتعد عن حافظ، فالأخير اي حافظ ليس بالشخص صاحب المواقف السياسية والأفكار والبرامج، كل ما هو عليه انه في موقع بالحركة تجعله محاطا بالانتهازيين وهؤلاء لكل منهم هدف، ومن اجل تحقيقه بلغ بهم الأمر الى ان ينفخوا في صورته بل والتوجه إليه على انه قادر على ان يكون الرئيس القادم في تونس، وللأسف ان لم يمتلك السياسي وعيا وثقافة فانه يصبح ضحية لمحيطه، ويصبح مثل حصان طروادة يستعمله من يبحث عن افتكاك الحزب من الداخل بعد ان تعذر عليه القيام بذلك من الخارج.
• كيف ذلك؟
انظر للوجوه الموجودة اليوم في الحزب وقارنها بتلك التي كانت في النداء سنة 2014 اثر الانتخابات التشريعية والرئاسية، لن تجد الا وجوها جديدة لقد تم افراغ الحزب من الناس الذين انضموا لنداء تونس وخدموا الحزب دون حسابات ونجحوا في احداث التوازن السياسي.
اليوم فقد النداء كفاءاته ولم يبق اي منها، ورغم احترامي لكل الاشخاص والاسماء الا ان خروج محسن حسن وقوله في الاعلام انه بات مكلفا بالملف الاقتصادي في نداء تونس يؤكد ذلك إذ كان الملف بيد مجموعة كبيرة من الخبراء والكفاءات.
اليوم الوضع في نداء تونس عبارة عن محاولة لملء الفراغ الناجم عن انسحاب البعض بطريقة لا يمكن وصفها إلا بكلمة عامية وهي «عبي بالبالة».
• تصفية الحسابات معك لا تتعلق بدعمك للحكومة فقط بل بمبادرة احداث لجنة بشان شبكات التسفير الى بؤر التوتر وترؤسك لها؟
هذا صحيح، فليس الدافع الوحيد اني دعمت الحكومة بل هناك عدة دوافع منها، مبادرتي التي اقترحتها والي سعيت يومها ان أقدمها على أنها مبادرة الحزب لتحسين صورته والحال اني انا من اشتغل عليها وبذل الجهد لمنع إسقاطها ربما لا يعلم احد انني في فترة الاشتغال على المبادرة وطرحها على المجلس تلقيت اتصالات من أعضاء في الحزب تلومني على المبادرة وتعتبر انها تضع النداء في موقف محرج وان الوقت غير مناسب.
• اي انك تتعرضين لعقوبة بسبب إحراج حركة النهضة وباعتبارك عنصرا منفلتا؟
ليس بسبب الإحراج فقط ، هم يعلمون إني لا اقبل بالتسويات المشبوهة ان تعلق الامر بصالح تونس، انا لم التحق بنداء تونس الا بهدف خدمة البلاد وخدمة البلاد تستوجب مني ان اكون حريصة على مصالحها وامنها وان لا أساوم في هذا.
• تشيرين الى ان البعض لم ينجح في السيطرة على الحزب من الخارج فلجأ الى الداخل، والحال ان التهم تتوجه لحزب حليف والى رجل أعمال؟
لا أريد ان ذكر أسماء ، فقط أقول ان التونسيين يعلمون ما يحدث وما حدث.
• ما الذي يعلمه التونسيون؟
يعلمون ان محاولة المحافظة على حركة نداء تونس كحزب متنوع يضم جل العائلات السياسية والفكرية في تونس، مستحيل حاليا. فالفكرة الاصلية التي نجح بها النداء لم تعد موجودة.
• من يتحمل مسؤلية هذا، حافظ قائد السبسي؟
ليس حافظ فقط بل هو والمحيطين به ممن تورطوا مع أطراف خارجية
• ما المقصود بأطراف خارجية، هل تقصدين من خارج الحزب ام من خارج البلاد؟
هم مورطون مع أطراف خارج نداء تونس، وهذه الاطراف الخارجية بدورها لها علاقات مع جهات خارج التراب التونسي لا ترغب في استمرار مشروع نداء تونس كحزب متنوع تقدمي حداثي.
• الا تعتبرين انك والنواب الذين رفعوا شعار الإصلاح من الداخل يتحملون مسؤولية تفاقم الازمة؟
نحن نوجه لانفسنا هذا السؤال، لماذا اخذنا القرار بالبقاء في الحزب، وشخصيا وفق ما هو راسخ عندي، كان القرار هو انه لا يمكن ترك المجال لجهات لها مشروع مغاير ان تتغول وتتحكم في نداء تونس فكان القرار هو المقاومة من الداخل وان نصمد ونمنع الانحراف، لكن الحقيقة المرة ان من انسحبوا وان كنت أتفهم أسباب خروجهم، تركونا أقلية لا يمكن لها ان تغير او تصمد من الداخل.
• لكن من انسحبوا اكدوا انه لا يمكن انقاذ حزب ميت في ظل وجود نجل الرئيس، وان مصير الحزب مرتبط «إمّا هم أو حافظ»؟
نحن مقتنعون بان الحرب تخاض من الداخل، ونحن مقتنعون بان انسحابنا سيترك المجال للانحراف بالحزب، ولكن للأسف نحن لم نتمكن إلا من تأخير الانحراف.
• اي أنكم أخرتم التحالف بين النداء والنهضة واليوم بات أمرا واقعا؟
الامر لا يتعلق بالتحالف مع النهضة وإنما الأمر اخطر مما يظنه البعض، فالحزب اليوم يتجه الى ان يكون خاضعا للمافيا واللوبيات.
•تتحدثين عن لوبيات وعصابات قد تتحكم في الحزب، كتعبير مجازي؟
نتحدث عن مصالح ولوبيات استعملت حافظ كحصان طروادة للتسلل إلى الحزب، وقامت بتوريط قادة من الحزب وسلبتهم قدرتهم على التحكم في قراراتهم.
• السؤال المطروح اليوم، هو حركة سياسية كانت الاولى في انتخابات 2014 باتت بعد سنتين تحت سيطرة اللوبيات اين انتم من هذا كنواب؟
للاسف في وقت سابق قال محللون سياسيون ان نداء تونس انتهى وانا اليوم بت أتمنى إن ينتهي نداء تونس الآن وهو على هذا الشكل الذي هو عليه، فهو حزب بات تحت سيطرة اللوبيات وسيتجه الى الانتخابات البلدية والتشريعية ولكم ان تتخيلوا ما سيحدث.
• لماذا لم تقولوا هذا من قبل، هل بسبب الطوباوية وحلم صبياني بالإصلاح أم هو تورط؟
نحن كنا نتحمل مسؤولية إحداث التوازن وهي مسؤولية كلفنا بها من قبل التونسيين، فهم لم يطالبونا بشي غير الحفاظ على التوازن» فذلك هو ما سينقذ البلاد، في ظل الصعوبات الكبرى التي تعيشها تونس. نحن عملنا على إحداث هذا التوازن لكن لم نوفق فيه إلى النهاية، اذ ضرب التوازن منذ مؤتمر 9 جانفي، واستمر تأزم الوضع في ظل عدم قدرتنا على التحالف مع أحزاب تقدمية وديمقراطية.