«مجهولون خربوا حواجز سكة القطار» هذه كلمات وزير النقل التونسي أنيس غديرة ساعات بعد فاجعة مقتل 5 مواطنين تونسيين وجرح 54 لايزال28 منهم تحت الرعاية الطبية، وهم ضحايا حادث تصادم قطار وحافلة نقل عمومية، جدّ يوم أمس صباحا بمنطقة جبل الجلود. في محاولة لجعل المسؤولية تقع على المواطن.
تبرير لا يحجب حقيقة تقصير وزارته وإهمالها، فوفق المعطيات الأولية الحادث نتج عن غياب تجهيزات سلامة ووقاية كان يفترض ان تكون متخذة لمنع حوادث تقع في مستوى تقاطع الطريق والسكة الحديدية .
حادث يوم أمس، يشترك في أسبابه مع العشرات من الحوادث المسجلة سنويا في تونس، غياب او تعطل الحاجز الفاصل بين الطريق و سكة القطار، وغياب إشارة ضوئية وصوتية، وهي الإجراءات المتبعة للحيلولة دون مرور العربات والشاحنات بالتزامن مع مرور القطار.
إجراءات يفرضها قانون السكة الحديدية ولكنها غير مطبقة، وهو ما اكّده مرة أخرى حادث يوم أمس بمنطقة جبل الجلود، فالتقاطع الذي وقع فيه حادث التصادم يشكو من عطل أصاب حواجزه فتسبب في الفاجعة، وهذا ما أعلنه معز بوراوي مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، بعد إجراء المعاينات الميدانية الأولية.
إقرار بان العطب في الحواجز هو سبب الحادث، يحدث لأول مرة في تونس، التي فقدت سنة 2015 حوالي 30 تونسيا وجرح حوالي 180 آخرين في حوادث قطارات نجمت عن إهمال وزارة النقل في تحديث إجراءات السلامة والوقاية في القطارات والمجرورات والسكة الحديدية، في مخالفة للقانون الأساسي للسكك الحديدية الذي يلزمها بضمان شروط السلامة والوقاية للمسافرين والمواطنين.
ووفق احصائيات الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات فانه في سنة 2014 تم تسجيل 97 حادثا على علاقة بالقطارات نتج عنها 31 قتيلا وأكثر من 100جريح، وفي ذات السياق تشير الإحصائيات الى ان ذات السنة شهدت ارتفاعا في عدد حوادث القطارات بنسبة 30 بالمائة تقريبا مقارنة بسنوات 2010، و2011، 2012، و2013 . علما أن عدد الحوادث المسجلة خلال الفترة من 2004 إلى 2009 لم تنزل عن مستوى ما فوق الـ100 حادث سنويا وتراوحت بين 106 و119 حادثا.
وبحسب معطيات إحصائية من الشركة الوطنية التونسية للسكك الحديدية فأن حوادث القطارات التي حصلت بتقاطعات (سكة/طريق) مجهزة بإشارات ضوئية، وهي 34 تقاطعا من جملة 1126 تقاطعا، تمثل أدنى نسبة حوادث من جملة الحوادث المسجلة سنويا. إذ لم تتجاوز نسبة 5 بالمائة من جملة الحوادث سنة 2014 . ورغم أن التقاطعات المجهزة بحواجز أوتوماتيكية تمثل 20 بالمائة تقريبا من جملة التقاطعات، (معظمها واقعة في مناطق حضرية) إلا أن نسبة الحوادث المسجلة فيها تعتبر مرتفعة نسبيا وتتراوح بين 45 و55 بالمائة من جملة الحوادث المسجلة خلال الـ10 سنوات الأخيرة.
أما الحوادث المسجلة بتقاطعات مجهزة بعلامات مرورية(X) أو ما يعرف ب(Croix Saint André) وتتراوح نسبتها بين 30 و50 بالمائة، خلال الـ10 سنوات الأخيرة علما أن معظم هذه الحواجز (708 من جملة 849) تقع بمناطق ريفية.