القناعة السياسية التي تحرك الفاعلين في المشهد السياسي التونسي اليوم هي نهاية حركة نداء تونس، فالحركة التي تأسست في جوان 2012، لم يعد بمقدورها تقديم اية إضافة للمراهنين عليها غداه تأسيسها، فالأزمات التي عاشتها الحركة طوال السنة والنصف الفارطة أنهتها.
حركت بات خصومها السياسيون يراهنون على كسب المواقع التي خلفتها بسبب انحسار دورها في معالجة أزمتها الداخلية والحفاظ على كتلتها البرلمانية موحدة، وهي مهمة تصبح شبه أصعب يوما عن يوم، فيما تتعدد التحركات في المشهد الحزبي لملء الفراغ القادم. وليس الخصوم وحدهم من يسعون لملء الفراغ، بل الحلفاء السياسيين والمقربين من تخوم الحركة التي قدمت نفسها على أنها تجميع لكل القوى السياسية الديمقراطية، فجعلت لها روافد لم يبق منها شيء، خاصة بعد انشقاقها وتعدد الانسحابات من كتلتها البرلمانية.
كتلة برلمانية تعد الثانية اليوم في المجلس، بـ68 نائبا في انتظار الحسم في بقية الاستقالات، ينظر إليها الجميع على أنها غنيمة يجب الظفر بها حتى قبل الإعلان عن نهاية حركة نداء تونس رسميا. نهاية ينتظرها الجميع ولكنها مؤجلة بسبب المبادرة السياسية الجديدة التي تقف خلفها رئاسة الجمهورية، بعد إن أطلقتها بالتوازي مع إطلاق مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ماي الفارط.
المبادرة التي لم يتضح من معالمها إلا الهدف الرئيسي منها وهو خلق حزام سياسي في شكل جبهة حزبية أو ائتلاف حزبي يتشكل من حزب كبير تدور في فلكه أحزاب صغرى. وما عطل الإطلاق الفعلي للمبادرة من قبل صاحبها، الباجي قائد السبسي، هو البحث عن مخرج يمكن حركة نداء تونس من الاستمرار، وان كان الرئيس يدرك أنها لن تستمر في شكلها الحالي وإنما بشكل جديد يبحث الجميع عن تحديده.
انتظار أن تحسم الأمور في حركة نداء تونس التي يدرك الفاعلون فيها ان المكاسب التي قد يحققونها في المرحلة القادمة وحدها .....