والذي يُعتبر من اهم مقترحات ومشاريع القوانين الموجودة في البرلمان نظرا لانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية في ظرف أدت فيها الجائحة الى تخلف آلاف اصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة عن الإلتزام بخلاص شيكات الضمان بدرجة أولى رغم ان شيك الضمان غير قانوني. ومن المنتظر ان تعود اللجنة لمناقشة مقترح القانون في بداية الاسبوع المقبل.
تستأنف لجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب بداية من يوم الثلاثاء المقبل النظر في مقترح القانون المتعلّق بتعديل احكام الشيك دون رصيد من المجلة التجارية في فصلها 411، الذي يُوصف بالاهمّ في البرلمان نظرا لانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية في ظل أزمة الكوفيد 19 التي انتجت تخلف خلاص شيكات الضمان بدرجة اولى رغم ان شيك الضمان غير قانوني، والزجّ باصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة في السجن.
وستعود لجنة التشريع العام الى مناقشة فصول مقترح القانون المتعلق بتنقيح أحكام الشيك دون رصيد الواردة في الفصل 411 من المجلة التجارية في صيغته الجديدة، والمرور إلى التصويت عليها فصلا فصلا قبل التصويت على مقترح القانون برمّته وتمريره لمكتب المجلس لتحديد جلسة عامة للتداول في تعديل أحكام الفصل 411 من المجلة التجارية المتعلق بأحكام اصدار الشيك دون رصيد.
مقترح القانون لتنقيح أحكام الشيك دون رصيد في المجلة التجارية يهدف في عمقه الى الغاء العقوبات السجنية في جرائم الشيك دون رصيد وتعويضها بعقوبات مالية وتجارية وادارية مع إمكانية التضييق على المتهم في تحركاته الداخلية والحدوديّة وغيرها من التضييقات التي تعوض العقوبة السجنية خاصة بالنسبة للشيكات المؤجلة وشيكات الضمان رغم انها غير قانونية، مع طرح رقمنة المعاملات بالشيكات مما يجعل إصدار شيك دون رصيد أمرا مستحيلا نظرا إلى امكانية التثبت الحيني لمتلقي الشيك من وجود رصيد مقابل له من عدمه.
اختلاف في وجهات النظر
لجنة التشريع العام عقدت جلسات استماع ماراطونية لكل الاطراف المعنية والمتداخلة في الملفّ نظرا لأهميّة الموضوع الذي يمسّ كل التونسيّين تقريبا بصفة مباشرة وغير مباشرة، حيث يعني ملف الشيكات دون رصيد بصفة مباشرة المؤسسات الصغرى والمتوسّطة التي تمثّل حوالي 80 % من النسيج الإقتصادي في البلاد وقد اغلقت حوالي 54 % منها بسبب ازمة الكوفيد 19 فيما تُهدّد البقية بالإفلاس.
وبعد الإستماعات والنقاشات خلصت الى 3 وجهات نظر، وهي إلغاء العقوبة السجنية كليّا كوجهة نظر الجهة المبادرة فيما يتمثل الرأي الثاني في الإبقاء على العقوبة السجنية مع التخلي عن إقرارها مع النفاذ العاجل لمنح من أصدر الشيك دون رصيد أكثر فرص للخلاص وحين يُصبح الحكم باتا ونهائيّا يقع المرور الى تنفيذ العقوبة السجنية خاصة انه حاليا يقع إيقاف حتى من لم يصدر في حقه حكم إبتدائي وتتم إحالته في حالة إيقاف مما يمنع خلاص الشيك.
ويتمثّل الرأي الثالث والذي طرحه ممثلو أصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسّطة وهو يفيد بأن إشكال الشيك دون رصيد هو إشكال بين الشركات والمواطن التونسي ولا دخل للدولة فيه للحكم عليه بالسجن وإيقافه دون منحه أي فرصة للعمل على خلاص الشيك، ومنه طرحوا عدم تدخل الدولة بالطريقة الحالية وفسح المجال أمام التقاضي للحكم على صاحب الشيك دون ودفع القيمة المالية للشيك على أقساط وفي حال التخلّف عن دقع قسط يقع حينها المرور الى العقوبة السجنية وتصبح حينها الجريمة ليست إصدار شيك دون رصيد إنما عدم دفع قسط.
صياغة جديدة للمبادرة
بعد سلسلة الجلسات والنقاشات ورفض عديد الاطراف الإلغاء الكلي للعقوبة السجنية من الفصل 411 من المجلة التجارية خاصة دون ضمانات كافية لردع المتخلفين عن خلاص الشيكات التي أصدروها، خلصت جهة المبادرة الى ان مقترح القانون بصيغته التي كانت عليه خلال الفترة الماضية لا يُمكن ان يمرّ، وهو ما دفعها إلى طلب العودة به الى داخلها لتحيين نسخة مقترح القانون والى حدود مساء أمس لم تُعده جهة المبادرة الى اللجنة من جديد وفق ما أكده رئيس لجنة التشريع العام لـ«المغرب».
هذا ويتضمن مقترح القانون المتعلق بتعديل احكام الشيك دون رصيد من المجلسة التجارية فصلا ينص على الاثر الرجعي للتعديل بمعنى انه يُنتج إخلاء سبيل مساجين الشيك دون رصيد في حال ذهب التنقيح في اتجاه إلغاء العقوبة السجنية.
من أكثر مقترحات القوانين التي لها انعكاس اقتصادي واجتماعي: لجنة التشريع العام تستأنف يوم الثلاثاء المقبل مناقشة تعديل أحكام الشيك دون رصيد في المجلة التجارية
- بقلم مجدي الورفلي
- 11:26 12/04/2021
- 1160 عدد المشاهدات
طيلة الفترة الماضية توقفت لجنة التشريع العام عن مناقشة مقترح قانون تعديل احكام الشيك دون رصيد من المجلة التجارية