على مستوى عملية التنظيم وطريقة الانتخابات وخصوصا مضمون اللوائح والنظام الأساسي الجديد للحركة.
يفتتح يوم غد المؤتمر العاشر لحركة النهضة، الذي طال انتظاره من قبل أنصارها وكذلك من قبل الرأي العام السياسي. مؤتمر قد يأتي بالجديد من حيث الانتماء السياسي وأهداف ومبادئ الحزب على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، بعد التغير الملحوظ في نمط حركة النهضة على مستوى البرلمان والحكومة مقارنة بالمجلس الوطني التأسيسي والائتلاف الحاكم السابق (ما يعرف «بالترويكا»). المؤتمر العام كما يحلو لأنصار الحركة تسميته يعتبر أعلى سلطة في الحزب والذي تمت الدعوة إليه في اجتماع مجلس الشورى 40 الذي انعقد في منتصف شهر ديسمبر 2015، حيث يتكوّن من نواب عن المنخرطين حسب نسب وتمثيليّة يحدّدها مجلس الشورى يضاف إليهم رئيس الحزب ورئيس مجلس الشورى وأعضاء المكتب التنفيذي المتخلي، وينعقد بصفة عاديّة مرّة كل أربع سنوات بحضور الأغلبيّة المطلقة من المؤتمرين وفي حالة عدم توفّر النصاب ينعقد صحيحا بعد 24 ساعة بمن حضر.
الإعداد للمؤتمر..
وبالعودة إلى التحضيرات والإعداد لهذا المؤتمر الذي بدا من الواضح أنه يشغل الشركاء في الائتلاف الحاكم الحالي، بالإضافة إلى كافة الأحزاب ذات النشأة الدينية في العالم العربي، فقد اشتغلت على إعداد المؤتمر لجنتان مركزيتان انتخبهما مجلس الشورى، وتتمثل الأولى في لجنة الإعداد المضموني، أما الثانية فهي لجنة الإعداد المادي وتتفرع منهما لجان جهوية تم انتخاب أعضائها من قبل المجالس الجهوية إضافة إلى العديد من اللجان الفرعية والفنية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ ديسمبر 2015 تم عقد 279 مؤتمرا محليا و 24 مؤتمرا جهويا و8 مؤتمرات قطاعية داخل البلاد وخارجها تمّت خلالها مناقشة مشاريع اللوائح وانتخاب نواب المؤتمر العام.
الثوب الجديد لحركة النهضة
انتظارات عدة تسعى إليها القيادات السياسية الكبرى في حركة النهضة وأنصارها عموما، لتخرج الحركة مع نهاية المؤتمر في ثوب جديد يتناسب مع متطلبات المرحلة الجديدة للبلاد التونسية، وذلك من خلال العمل على تجديد مشروعها لتجعل منها حزبا سياسيا منفتحا دون التخلي عن المرجعية الإسلامية، مع التشديد على المحافظة على مكتسبات الشعب، مستفيدة من تجاربها السابقة خاصة منها فترة الحكم.
مؤتمر حركة النهضة من المنتظر أن يأتي بالجديد من حيث الشكل والمضمون، فعلى مستوى الشكل قد تعمد الحركة إلى تغيير اسمها مع الإبقاء على عبارة «النهضة» على أن تقع اضافة لفظ آخر ليتحول اسم الحركة إلى «النهضة الوطنية» أو «النهضة والتنمية». أما على مستوى المضمون فإن النهضة تسعى إلى الفصل التام بين السياسي والدعوي حيث تتجه الحركة الى الاقرار من خلال مؤتمرها العاشر على تحولها الى حزب سياسي.
الجديد في اللوائح والقانون الأساسي
هذه التغييرات المنتظرة تم تقديمها في شكل مقترحات تعرف بما يسمى باللوائح الست ستتم المصادقة عليها خلال المؤتمر لينطلق في ما بعد مؤتمر الهياكل في إعداد التصورات الضرورية حسب تلك اللوائح ، والتي تتمثل بالأساس في اللائحة الاقتصادية واللائحة الثقافية واللائحة السياسية ولائحة الخيار الاستراتيجي ولائحة التقييم.
وفي هذا الإطار صرح نور الدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة لـ«المغرب» أن أهم لائحة بعد اللائحتين الاقتصادية والثقافية تتمثل في لائحة الخيار الاستراتيجي الذي يتحدث عن هوية الحركة، مشيرا إلى أن المشروع الأساسي سيساهم في تحويل حزب حركة النهضة إلى حزب مفتوح للجميع كمسألة الانخراط في الحركة التي كانت من قبل على درجتين، لكن الآن فإن المنخرط الجديد سيكون على نفس المستوى وله نفس الحقوق والواجبات بالنسبة للمنخرطين القدامى على أن تكون الغاية متمثلة في حق المنخرطين الجدد في تحمل المراكز القيادية. وبالنسبة للائحة السياسية ستهتم بقراءة الوضع السياسي باعتبار أن المرحلة تتطلب مزيد الوحدة لان في إضعاف الأحزاب إضعافا للدولة، وذلك من خلال العمل على فتح المشاركة أمام الجميع في الائتلاف الحاكم. القانون الاساسي الجديد لحركة النهضة الذي سيضم 136 فصلا بعدما كان أقل من 50 فصلا، سيكون مغايرا تماما وذلك بعد اضافة أبواب جديدة تتعلق بعلاقة الكتلة بالحركة وكذلك بالنسبة للانتخابات البلدية والمحلية وأبواب أخرى تتعلق بعلاقة الجالية التونسية بالحركة وغيرها من الآليات الجديدة التي تجعل من الحزب على حد تعبير القياديين حزبا جديدا منفتحا على الجميع.
لأول مرة التصويت إلكترونيا
أشغال المؤتمر عموما، ستنطلق يوم غد الجمعة برادس حيث يتم انتخاب رئيس المؤتمر لأول مرة علنيا أمام الحضور وحتى.....