والتي تتزامن هذه المرة مع انقسام حاد في البلاد قد يدفع المنظمة إلى اتخاذ خيارات جديدة.
انقسام عززه الرئيس بمعاداته لكل الفاعلين السياسيين والمنظمات التي لم يترك مناسبة او كلمة دون ان يعلن عن معاداته لها وحربه عليها باسم الحرب على «المنظومة» التي يعتبر ان هدمها لن يتم الا بتغيير نظام الحكم والقانون الانتخابي بما يتماشى مع نظريته للبناء القاعدي.
بناء تحدث عنه الرئيس في كلمته بالمجلس الوزاري الاخير واعتبر ان من له الحق في تقرير الاصلاحات والتعديلات الدستورية هو الشعب الذي سيمنح حق تقرير مصيره عبر استفتاء لمّح الى انه قد يعلن عن تفاصليه في الايام القادمة في اطار تحديد المواعيد التي ينتظرها الشعب.
شعب يتحدث الرئيس عنه وعن ارادته التي سرقت من قبل النخبة وينتصر له بان جعل عيد الثورة 17 ديسمبر عوضا عن 14 جانفي. وان يمنحه حق محاسبة «ممثليه» وإذا اخلوا بتعاقده معهم بان يسحبوا منه « الوكالة «. هذا مشروع الرئيس الذي يلمح الى انه لن «يتراجع» عنه. والقصد هنا وضع حد لهيمنة الاحزاب والاجسام الوسيطة على المشهد السياسي.
تصعيد الرئيس ودفعه بكل الطبقة السياسية الى خانة الاعداء والخصوم، استمر منذ 25 من جويلية وانتهى بان فك ارتباطه بكل من دعمه من احزاب او منظمات. ويبدو انه قد يدفع الاتحاد اليوم الى الابتعاد خطوة عن الرئيس وتصعيد حدة خطابه الناقد لانفراد الرئيس بالراي والقرار.
انفراد ابعد عنه الاتحاد الذي بحث عن تقارب مع الرئيس في مناسبات عدة لكنه قوبل برفض الرئاسة الصريح والمبطن، رفض تعلنه الرئاسة وتشدد عليه في كل مناسبة بإجابتها غير المباشرة عن الدعوات للحوار ولوضع خارطة طريق للمرحلة الاستثنائية وتسقيف المدة.
هذا الرفض يبدو انه وبعد ان باعد بين الرئيس وحركة الشعب آخر الاحزاب التي باتت تنتقد صراحة انفراد الرئيس بالراي والحكم، قد يدفع باتحاد الشغل الى التصعيد اكثر في خطاب اليوم الخاص بإحياء ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد.
تصعيد قد لا يقف عند الخطاب، فالاتحاد سبق له ان وجه انتقادات حادة واكد ان البلاد ليست ملكا لاحد ليقرر بمفرده، وان الانغلاق لن يؤدي الى مزيد من التعقيدات. كل هذا معلوم وآخره كان قبل يويمين، مما يجعل الاتحاد اليوم والبلاد تتجه الى اعلان رئاسي قريب عن قرارات او اجراءات جديدة، بين خيارات محدودة.
هذه الخيارات هي اما القبول بالامر الواقع، وقد بات هذا الامر يتعلق بملفات تهم الاتحاد بشكل مباشر وتؤثر على منظوريه. خطط الاصلاحات الكبرى ومنها التحكم في كتلة الاجور والانفاق العمومي. التي كشفت رئيسة الحكومة قبل يومين عن تفاصيل منها للسفير الياباني في لقائه به.
ليس هذا فقط، فالاصلاحات السياسية التي يعتزم الرئيس انجازها عبر الية الاستفتاء، بدورها باتت قاب قوسين من الصياغة والتنزيل، بما يجعل الاتحاد اليوم أمام هامش ضيق من الوقت ليتحرك إذا اراد تغيير مآلات الوضع ومنع ذهاب البلاد الى المجهول.
ضيق الوقت وتمسك الرئاسة بخيارتها وانفرادها، لم يتركا لاتحاد الشغل إلا خيارات التصعيد الخطابي او التحذير، مما يعنى انه قد يفرض عليه المبادرة بخطوة عملية على ارض الواقع، هذا ما قد يعلن عنه اليوم في كلمة الطبوبي.
بعد أن عادى الرئيس جميع الفاعلين في المشهد: هل يعلن الاتحاد اليوم عن بداية مرحلة جديدة مع الرئاسة؟
- بقلم حسان العيادي
- 10:17 04/12/2021
- 990 عدد المشاهدات
سيكون الحدث اليوم كلمة الامين العام للاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي في احياء ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد