الأطفال، وتُثار هنا وهناك نقاشات حول أنماط العيش، وبناء العلاقات، وطرق العمل والدراسة في مرحلة ما بعد كورونا' تعيش تونس على وقع موجة رابعة لجائحة كورونا باتت تثير مخاوف التونسيين، وخاصّة أبناء الولايات والمعتمديات التي تعاني من مشكلات على مستوى تأمين العلاج الضروري للمصابين الجدد. وتأتي الموجة الرابعة في سياق اتّسم بالتوتّر والقلق بعد ارتفاع أسعار عدد من المواد، وتنبيه عدد من المسؤولين التونسيين إلى ضرورة التأقلم مع الوضع لاسيما وأنّ القرارات «الموجعة» ستدخل قريبا حيّز التنفيذ.
تأتي هذه القرارات في إطار اتّسم بامتناع رئيس الحكومة عن التواصل المباشر مع عموم التونسيين الذين يطالبون بالحقّ في معرفة ما يجري بكلّ شفافيّة ، والحقّ في أن تقدّم المعلومة في الوقت المناسب لا بعد دخول السياسات حيّز التنفيذ ، وكأنّه ليس المطلوب من المواطنين الفهم بل التنفيذ والامتثال للقرارات. والحكومة إذ تنتهج هذا التمشّي تثبت وفاءها لقاعدة ، Top and Down، أي تنزيل الأوامر العليّة بطريقة فوقيّة تتجاهل ردّ فعل الجموع التي يُنظر إليها على أنّها لا تملك إلاّ خيار الامتثال إذ الوضع «صعب» و«خطير» و«كارثي» ...
يُتمثّل المواطن/ة على أنّه عاد إلى طبيعته المسالمة ولذلك فأنّه سيقبل بالأمر الواقع وسيكابد من أجل لقمة العيش وسيرضى بالمكتوب فالزمن زمن محن وكم مرّ من حدث عجيب وغريب خلال هذه السنوات الأخيرة ومع ذلك مال التونسيّ إلى «إبقاء الحال على ما هو عليه» إذ ليس أمام المؤمن إلاّ المرور بالاختبار.
ويتمثّل آخرون التونسيّ/ة على أنّه قابل للتعبئة فيحفّزونه على قلب الأمور رأسا على عقب : احتجاجات عارمة تفضي إلى إسقاط الحكومة، وحلّ البرلمان، وتنصيب حكومة تكنوكراط، والاستعداد للانتخابات الجديدة. وهكذا تتواتر تصريحات بعض قيادات الأحزاب التي تزعم أنّها تعرف ما يريده الشعب وترغب في توظيف الأزمات لصالحها، والكلام نيابة عن الشعب الراضخ لسياسات التجويع والذي «ملّ وتعب وغضب وقريبا سينفجر».
وبين هذه التصوّرات المتباينة التي تراهن على معرفتها بالشعب وقدرتها على التنبّؤ بتفاعله مع الأوضاع و«المستجدّات» يستمّر التونسيون في معاينة واقعهم إذ تتقلّص فرص العثور على عمل، ويتضاعف عدد المعطّلين، وخاصّة المعطلات عن العمل، وتخرج نسبة أكبر من النساء من سوق العمل، فيصبحن غير نشيطات ملتزمات بالقيام بأدوارهنّ التقليديّة، متحمّلات مشاكل نفسيّة وصحيّة واجتماعية لا تعدّ ولا تحصى، ويصبح البحث عن القوت ضرورة حتمية لشرائح واسعة من التونسيين، ويغدو التفكير في مواجهة مطالب الأطفال، وضغوط المدرّسين الخصوصين، ومصاريف العلاج و.... الشغل الشاغل للمكدودين.
سمّه كسادا اقتصاديّا وتحدّث عن انخفاض وزيادة، ومنتوج خامّ وصادرات وواردات ، وانهيار في سوق الأسهم،وتراجع أسواق النفط...لا يهمّ... إن هي إلاّ تفاصيل ومصطلحات لا يفقه كنهها إلاّ المختصّون والمتابعون للشأن العامّ فما يعني التونسيين اليوم، هو اقتراح الحلول التي من شأنها أن تساعدهم على التكيّف مع الواقع بطريقة سلسة، إذ لا تقاس قوّة الحكومة، في نظر هؤلاء، إلاّ بمدى قدرتها على مواجهة الأزمات وتعزيز التماسك الاجتماعيّ وإقناع الناس بأنّها في خدمتهم.
غير أنّ حكومة هشّة تجاهلت العقد الاجتماعيّ وما يتضمّنه من قيم ومبادئ، واعتادت التمييز بين مواطنيها، وتقديم مصالح فئات على حساب الآخرين، وتبرير أخطائها وسياساتها الارتجالية بطريقة سخيفة لا يمكن أن تكون في مستوى توقعّات التونسيين الذين يملكون وحدهم، تقرير مصيرهم.
واهم من يعتبر أنّ الجماهير لازالت قطيعا يساق سوقا إلى مصير مجهول أوعقولا ناقصة يمكن التلاعب بها وتوجيهها على اليمين أو على اليسار ....وقديما قال طرفة بن العبد: «ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلا».
ما يتوقّعه البعض من التونسيين
- بقلم امال قرامي
- 10:15 05/06/2021
- 1046 عدد المشاهدات
في الوقت الذي تظهر فيه بوادر الانتعاش الاقتصادي في بعض البلدان، وتتكثّف حملات اللقاح لتشمل شريحة عمريّة جديدة: