مفاجأة من العيار الثقيل بصدد الطبخ هذه الأيام: قيادة جديدة للحكومة وللحزب الأول (نظريا) في البلاد...
الحديث عن تعويض الحبيب الصيد ليس جديدا.. فهو يعود إلى شهر جوان الماضي ولولا الهجمة الإرهابية على نزل بسوسة لكان التغيير قد حصل منذ تلك الفترة ثم عاد الحديث عن هذا التغيير في مناسبات عدة وفي كل مرة تشفع أحداث البلاد أو أزمة الحزب الحاكم لصاحب القصبة فيتم تثبيته إلى أن اعتقد الجميع بأن هذا الموضوع لن يطرح من جديد إلا بعد الانتخابات البلدية في مارس 2017..
ولكن تفاقم الأزمة السياسية في البلاد وفي الحزب الأول وضعف سند الحبيب الصيد داخل دوائر القرار في قرطاج وفي النداء أعاد هذا الموضوع على الطاولة ومصادر مطلعة تؤكد لنا بأن الأمر قد حُسم: الحبيب الصيد سيغادر القصبة قبل شهر رمضان وسيتم تعويضه، على الأرجح، بأحد الندائيين الشابين: سليم العزابي، مدير الديوان الرئاسي، أو يوسف الشاهد وزير الشؤون المحلية.
و»المفاجأة» لا تشمل فقط منصب رئيس الحكومة بل وكذلك المنصب الأول في حزب نداء تونس الشاغر حاليا بعد استقالة رضا بلحاج وقد يكون خلفه، حسب معلومات جيدة هو وزير التربية الحالي ناجي جلول...
والخيط الرابط بين هذين التغييرين هو أن الأزمة السياسة للبلاد هي بالأساس أزمة قيادة في الحكومة وفي الحزب الأول في نفس الوقت وأنه للخروج منها وللاستعداد الجيد للمواعيد الانتخابية والاجتماعية القادمة لا بد من قيادة سياسية شابة وجديدة في نفس الوقت... قيادة ترجع نداء تونس إلى موقعه الطبيعي، أي قيادة هذه الخماسية التي انقضى منها الثلث وأنه ليس من المعقول أن تعطى القيادة لشخصية خارج النداء ثم يُحاسب هذا الحزب على نتائج هذه المرحلة...
والذي يتضح من نوعية هذه الأفكار، التي لم تتحوّل بعد إلى قرارات، هو الإعداد لا فقط للمرحلة القادمة الآنية بل لإعداد نخبة سياسية شابة لقيادة الحزب والدولة.. تحت أعين وإشراف.. الباجي قائد السبسي...
أحد أهداف هذا التغيير على رأس الحكومة هو القفز على الجيل الخمسيني وخاصة الستيني فيوسف الشاهد يبلغ من العمر 41 سنة وسليم العزابي 38 سنة فقط وهما يمثلان جزءا من الطبقة السياسية الصاعدة في نداء تونس وخارجه.. الجيل الأربعيني مسك بزمام الأمور في جلّ الديمقراطيات العصرية بينما بقيت البلاد بعد الثورة محصورة بالأساس فيما فوق أصحاب السبعين سنة...
ولكن تعويض الحبيب الصيد بأحد الشباب الندائيين الموالين بالكلية للباجي قائد السبسي سوف يضع هذا الأخير .....