اجتماع ساخن لتنسيقية الأحزاب الحاكمة: النهضة: «الكتلة الكبيرة» استهداف لنا ...

في السياسة كل فعل له دلالته، كهوية الوفد الذي ترسله للقاءات، أو كأن تستضيف اللقاء في مقرك وتاتي بعد ضيوفك. كل شي له معاني ودلالات لا يمكن ان تخفيها التصريحات المقتضبة. القائلة بان كل شيء بخير في الائتلاف الرباعي وان الحياة جميلة وان العلاقات

بين مكوناته تمر بأفضل أيامها.

الوجوه واجمة متوجسة التعابير جافة مترقبة تنتظر ان يقدم الاخر على فتح الموضوع الاساسي الذي من اجله تجتمع تنسيقية الاحزاب الحاكمة. اللقاء الثنائي بين النهضة والنداء يوم الاثنين الفارط هو الملف الذي انتظر فتحه 14 مشاركا في الاجتماع الدوري للتنسيقية بمقر حزب آفاق تونس بالعاصمة مساء امس.

لقاء سبقته حمى تصريحات وتصريحات مضادة، حديث عن شك في استمرارية الائتلاف الحاكم بشكله الحالي مقابل التشديد على ان القاطرة الندائية النهضاوية باتت متماسكة وتستعد لقيادة البلاد، وتوجيه انتقادات حادة للحزب الرابع في الائتلاف الحاكم حزب آفاق تونس واتهامه بانه هدد وحدة الحكومة وتماسكها.

هذه الاتهامات التي قيلت في الاجتماع السابق للتنسيقية، الذي كان فيه آفاق تونس متهما من قبل النهضة والنداء بالتامر عليهما وعلي الحكومة، التي حضر رئيسها الاجتماع وغادره وهو مدرك لحجم الهوة التي باتت تفصل مكوناته. ثلاثة احزاب تتهم رابعها بالتآمر والرابع يتهم البقية بانهم يخفون حقيقة الخلاف باستعمال ورقة قانون البنك المركزي.

الخلاف الفعلي الذي يقره قادة آفاق تونس في المحادثات الجانبية ويتجنبون الخوض فيه في التصريحات الاعلامية، هو مبادرة الكتلة الكبيرة والخصم في الخلاف هي حركة النهضة وجزء من حركة نداء تونس يدافع عن تعزيز التقارب مع النهضة. اما باقي الخلافات فهي فقط من اجل الاخراج والتسويق. وتهمة التامر هي التي تكشف هذا الخلاف تلميحا وليس صراحة.

في ظل هذه الازمة التي عصفت بالرباعي الحاكم ودفعت بحركتي النداء والنهضة الى اتخاذ قرار استباق تاسيس الكتلة الكبيرة بالاعلان عن «القاطرة» وعقد لقاء ثنائي ونشر صوره على الشبكة الزرقاء في رسالة الى الحلفين مفادها نحن الحركتان الكبيرتان في الائتلاف وما عليكم الا الاتباع.

عنف الرسالة وحدتها استقبله حزب آفاق تونس بموقفين، الاول تصريحات تجعل من حق الحزبين الالتقاء وتمنع عنهم ان تكون محاور اللقاء ما يهم الاحزاب الاربعة. حيث اكد فوزي عبد الرحمان انه من غير الاخلاقي ولا السياسي فعل ذلك من قبل الحركتين، دون ان يغفل عن توجيه سهام النقد بقوله «ان كان الطرفان يبحثان عن جد مشترك فلهما ذلك ».

تلميح عبد الرحمان الى ان النهضة والنداء باتا حليفين يقابله اقرار من رياض الموخر بانهما باتا «ثنائي متجانس» وان علاقتهما باتت كالعلاقات الاسرية، وهذا من حقهم ولكن من حق حزبه ان يكون له رد فعل عما وقع.

ولتجنب حدة رد الفعل حرص ممثلو النهضة، راشد الغنوشي ونور الدين العرباوي ولطفي زيتون، على ان تكون كلماتهم قبل اللقاء وفيه اقل حدة ومستلطفة ومثمنة لدور كل الاحزاب في التنسيقية، حيث نفي نور الدين العرباوي ان تكون العلاقة بين الاحزاب الاربعة فاترة او متازمة بل هي بخير. لكن لطفي زيتون الذي سبق له ان صرح بان الائتلاف الرباعي يعيش هزات ناقض « اخوه » وقال ان هناك ازمة سيقع العمل على حلها.

ومن اجل ذلك شارك زيتون، مستشار راشد الغنوشي في اللقاء يوم امس وتكلم ليشرح موقفه وتصريحاته السابقة، ،يبدو انه تمكن بقدر من امتصاص الغضب، حيث اكد عبد العزيز القطي، المشارك في وفد النداء الذي ضم، رضا بلحاج وحافظ قائد السبسي وفوزي اللومي، ان زيتون تناول .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115