في نهائي كأس العرب 2021 وقد حفلت النسخة الحالية التي تستضيفها قطر تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بإثارة وندية منقطعتي النظير وها قد وصلنا إلى المحطة الأخيرة للكشف عن بطل النسخة المميزة من البطولة وعن الذي يطمح لتسيد العرب والحصول على مبلغ 5 ملايين دولار أقرته اللجنة المنظمة للنسخة العاشرة من مونديال العرب.
ولن تكون أمسية اليوم السبت موعدا لإعلان البطل الجديد للعرب فقط بل ستعلن رسميا عن الترتيب النهائي للرباعي الأفضل في النسخة الاستثنائية لتجمع العرب الكروي كما تقرر أن يكون اليوم الختامي لكأس العرب محتضنا للمباراة الترتيبية بين الثنائي الذي عجز عن التأهل إلى النهائي والحديث هنا عن المنتخب القطري ونظيره المنتخب المصري.
19 يوما من المنافسة بين منتخبات عرب إفريقيا وعرب آسيا ووصل إلى النهاية ثنائي من شمال إفريقيا في المشهد الختامي في حوار لن يكون سهلا وخارج التوقعات بين نسور قرطاج ومحاربي الصحراء لعدة عوامل أولها أنه دربي يلعب على جزئيات ثانيها الأوراق مكشوفة بين المدربين وآخرها تاريخ مواجهات المنتخبين.
الطريق إلى النهائي
اختارت القرعة أن تضع المنتخب الوطني التونسي في المجموعة الثانية رفقة منتخبات موريتانيا وسوريا والإمارات حيث كانت البداية مثالية بفوز كبير على موريتانيا بخماسية مقابل هدف ليسقط بعدها نسور قرطاج في فخ الهزيمة أمام منتخب سوريا بثنائية نظيفة أعلنت عن صفارات التحذير للعناصر الوطنية التي حققت المطلوب في أخر مواجهة أمام الإمارات بالفوز بهدف يتيم لينهي منتخبنا دور المجموعات متصدرا لمجموعته برصيد 6 نقاط حيث سجل 6 أهداف وقبل 3.
في الدور ربع النهائي وجد منتخبنا نفسه في حوار خليجي ضد منتخب عمان ليحقق زملاء المساكني الانتصار بهدفين مقابل هدف ويضربوا موعدا في نصف النهائي أمام المنتخب المصري الذي انحني لرغبة نسور قرطاج في بلوغ النهائي بهدف قاتل في الوقت البديل جاء عبر«نيران صديقة» ليصل منتخبنا إلى ملعب البيت لخوض نهائي كأس العرب.
أما المنتخب الجزائري فقد وجد نفسه في المجموعة الرابعة رفقة منتخبات مصر ولبنان والسودان ليؤكد عن نواياه منذ البداية بعد الفوز على السودان برباعية نظيفة وبأداء متميز أكده في ثاني الجولات بانتصار جديد على لبنان بثنائية ليعبر رسميا قبل مواجهة مصر لتحديد متصدر المجموعة الرابعة والتي حسمت لصالح مصر بعد التعادل الإيجابي وذلك بفضل قاعدة اللعب النظيف ليحقق محاربو الصحراء 7 نقاط مع تسجيل 7 أهداف وقبول هدف واحد.
وقد وجد المنتخب الجزائري نفسه أمام منافس عنيد في الدور ربع النهائي تمثل في الجار المغرب لينتهي الدربي بالتعادل بهدفين من الجانبين وتبتسم ضربات الحظ في وجه زملاء البلايلي للصعود إلى نصف النهائي ومواجهة منتخب قطر الذي انحني لرغبة المنتخب الجزائري بالتواجد في النهائي بعد انتصار الجزائر بنتيجة هدفين مقابل هدف ليصعد إلى ملعب البيت مسرح نهائي كأس العرب دون أية هزيمة على عكس منتخبنا الذي تكبد هزيمة وحيدة في دور المجموعات.
تاريخ المواجهات بين النسور والمحاربين
لم يسبق أن تواجه منتخبنا الوطني مع نظيره الجزائري على صعيد البطولة العربية قبل اليوم رغم أنهما التقيا في العديد من البطولات المختلفة وقد التقى المنتخبان رسميا في 21 مباراة فاز نسور قرطاج بـ9 مباريات فيما حقق محاربو الصحراء الانتصار في 5 مواجهات وانتهت بقية الحصيلة بالتعادل ليعلن منتخبنا عن أفضليته في المواجهات الرسمية في حين يحفظ التاريخ عدة مباريات بين الجارين والحديث هنا عن 47 مبارة في مختلف المسابقات حيث تعود أول مواجهة بين الكرة التونسية والجزائرية إلى سنة 1963 في إطار ودي وانتهت بالتعادل السلبي دون أهداف وأقيمت في تونس آخر مواجهة جمعت الجزائر مع تونس كانت في إطار ودي أيضا في جوان 2021 وانتهت بفوز الخضر بهدفين نظيفين أما المباراة الرسمية الأخيرة بينهما فكانت في كأس أمم إفريقيا 2017 وانتهت بفوز منتخبنا بهدفين لهدف.
سجل حصاد الأرقام انتصار الجزائر في 17 مباراة فيما فاز منتخبنا في 16 مواجهة وانتهت 14 مباراة بالتعادل وهي أرقام تؤكد التقارب الكبير بينهما خاصة بالنظر لحصيلة الأهداف المسجلة حيث سجلت الجزائر 48 هدفا فيما سجل منتخبنا 46 هدفا.
طموح الأولى وحلم الثانية
تعتبر هذه المشاركة الثالثة في تاريخ الكرة الجزائرية في البطولات العربية حيث شارك محاربو الصحراء في نسخة سنة 1988 بعد أن غابوا عن أول أربع نسخ من البطولة العربية ولم تكن المشاركة الأولى موفقة بما أن منتخب الجزائر ودع التظاهرة من دور المجموعات.
ثم عادت الكرة الجزائرية للظهور مجددا في خريطة الكرة العربية من بوابة النسخة السادسة سنة 1998 وخرج المنتخب الجزائري كالعادة من دور المجموعات وبالتالي استطاع المنتخب الجزائري تحقيق إنجاز كبير له في النسخة العاشرة من البطولة الحالية بوصوله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه ومن المتوقع أن يقاتل على اللقب حتى النهاية للتتويج به لأول مرة.
تعد هذه المرة الثالثة التي تتواجد فيها الكرة التونسية في البطولات العربية على غرار منافس اليوم المنتخب الجزائري حيث افتتح منتخبنا الوطني حضوره في أقوى محافل الكرة العربية في أول نسخة والتي نظمت سنة 1963 واحتضنها لبنان ليعلن نسور قرطاج عن أنفسهم بقوة في هذه الدورة واستطاع منتخبنا التتويج باللقب للمرة الوحيدة في تاريخه.
ثم غابت الكرة التونسية عن البطولات العربية في الثلاث نسخ التي تلت أول بطولة عربية وعاد للمشاركة من بوابة النسخة الخامسة التي أقيمت في سنة 1988 وخرج منتخبنا من دور المجموعات لتكون اسوا نتيجة له في تاريخ مشاركاته في البطولات العربية ولم يشارك منتخبنا في آخر أربع نسخ من البطولة.
ونجح المنتخب الوطني في تحقيق إنجاز جديد بالوصول إلى المباراة النهائية في النسخة الحالية لبطولة العرب حيث يطمح نسور قرطاج إلى حصد اللقب الذي سيكون الثاني في سجلات الكرة التونسية لتتساوي كرتنا مع نظيرتها في السعودية بالتتويج ببطولتين عربيتين.
الكبير وبوقرة تفوق المدرب الوطني
لا شك أن المدرب الوطني وجه الضربة القاضية للمدرب الأجنبي في النسخة العاشرة من كأس العرب خاصة أن نهائي اليوم سيكون بعنوان ثنائي وطني يتمثل في منذر الكبير ممثل المدرسة التونسية ومجيد بوقرة ممثل المدرسة الجزائرية في حوار سيكون مثيرا تكتيكيا بين الثنائي الذي كان الأفضل طيلة هذه المسابقة بحكم تواجدهما في المشهد الختامي لكأس العرب.
تفوق المدرب المحلي في كأس العرب يقيم الدليل على ضرورة منح الفرصة للمدرب الوطني خاصة أن النسخة الحالية لكأس العرب أبرزت تفوق المدرب الأجنبي مقارنة بالمدرب العربي خاصة المحلي حيث تواجد خماسي عربي فيما قاد ثلاثي فقط منتخبه الوطني والحديث هنا عن الكبير مع تونس وبوقرة مع الجزائر وعموتة مع المغرب وتمكن هذا الثلاثي من التواجد في ربع النهائي فيما أعلن ثنائي تونس والجزائر الحضور في النهائي والتفوق على 11 مدربا أجنبيا شاركوا في النسخة العاشرة من كأس العرب قطر 2021.
صراع البرونزية العربية
يلاقي منتخب مصر نظيره المنتخب القطري اليوم في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع وقد انهزم منتخب مصر في مباراة نصف النهائي على يد منتخبنا بينما خسر المنتخب القطري من نظيره المنتخب الجزائري ويأمل الفراعنة في حسم المركز الثالث من أجل مصالحة الجماهير ورفع الحالة المعنوية قبل خوض منافسات كأس أمم إفريقيا في الكاميرون في المقابل تمثل البرونزية أهمية كبيرة لقطر حيث لن يتنازل العنابي عن نصيب من الكعكة بعد أن ودع البطولة بسيناريو مثير في ملعبه وبين جماهيره أمام الجزائر.
وتعد المباراة بين مصر وقطر العاشرة في تاريخ مواجهات المنتخبين لكنها الأولى التي تحمل طابعا رسميا إذ أن كافة المباريات السابقة كانت ودية وتميل كفة الانتصارات إلى الفراعنة حيث فاز منتخب مصر في 5 مباريات بينما فاز العنابي مرتين فقط وتعادلا في مباراتين وخلال المباريات التسع الماضية نجح الفراعنة في إحراز 23 هدفا في الشباك القطرية بينما أحرز العنابي 10 أهداف فقط.
البطولة التونسية الأكثر تمثيلا في النهائي
فرضت الرابطة المحترفة الأولى نفسها بقوة في نهائي النسخة العاشرة من كأس العرب قطر 2021 ورغم توقف نشاطها بسبب التزامات نسور قرطاج إلا أنها كانت مادة إعلامية مثيرة بما أنها البطولة الأكثر تمثيلا في النهائي العربي الذي سيدمع اليوم المنتخب التونسي بجاره المنتخب الجزائري حيث سيكون لاعبو البطولة التونسية حاضرين بكثرة في المنتخبين بما أن العدد وصل إلى 15 لاعبا ينشطون في مختلف الأندية التونسية من بينهم 9 لاعبين مع منتخبنا الوطني و6 لاعبين في المنتخب الجزائري وهو ما يؤكد ثقل الرابطة المحترفة رغم الانتقادات الكبيرة التي تعرفها البطولة التونسية في الأوانه الأخيرة.
ورغم أن منتخبها غادر السابق مبكرا من دوري المجموعات إلا أن البطولة السعودية جاءت في المركز الثاني بـ9 لاعبين من بينهما ثنائي تونسي ينشط في الدوري السعودي و7 لاعبين جزائريين يلعبون في مختلف الأندية السعودية وعاد المركز الثالث للدوري الجزائري بتواجد 6 لاعبين من الدوري المحلي في تشكيلة المنتخب الجزائري وحل الدوري القطري رابعا بحضور 5 لاعبين منهم ثنائي تونسي وثلاثي جزائري (رغم أن أخر الأخبار تؤكد رحيل البلايلي عن نادي قطر)وجاء الدوري المصري في المركز الخامس بحضور 4 لاعبين ينشطون في مختلف الأندية المصرية والحديث هنا عن الرباعي التونسي ليأتي بعد ذلك دوري الإمارات بحضور لاعبان فقط وهما ثنائي المنتخب الوطني التونسي.
ولم يتوقف الحضور عند البطولات العربية رغم أن معظم اللاعبين ينشطون في الدوريات المحلية والعربية حيث يتواجد أيضا ثنائي الدوري الإنقليزي حنبعل المجبري ومحمد دراغر ومدافع الدوري الروسي منتصر الطالبي.
برنامج اليوم الختامي لكأس العرب:
المباراة الترتيبية ملعب 974 الساعة 11:00
قطر - مصر
النهائي ملعب البيت الساعة 16:00
تونس - الجزائر