وخرج يجر أذيال خيبة أخرى أضافها الى رصيده المتعثر بعد ثلاث هزائم اثنتان منهما كانتا متوقعتين أمام الدنمارك وكوريا الجنوبية اللذين سيكونان من بين المنتخبات التي ستراهن على اللقب وما لم يكن متوقعا العثرة بفارق عريض أمام منتخب الكونغو والذي كان الجميع يظنون أنه سيكون المفتاح للمرور الى الدور الرئيسي وتحقيق خطوة أولى تاريخية.
فرط المنتخب الوطني في فرصة تاريخية وفي التواجد لأول مرة في الدور الرئيسي من بطولة العالم التي شارك فيها للمرة العاشرة ولم يقدر على تحقيق أهدافه من هذه المشاركة على الرغم من ان الفرصة كانت مواتية جدا أمامه فهو كان مطالب بتحقيق فوز وحيد لكنه لم يقدر على كسبه بعد أن عجز عن مجاراة النسق الذي كان موجودا ونظرا لغياب الخبرة اللازمة على الرغم من تواجد سبع محترفات في القائمة الأساسية وهذا ما بان جليا في لقاء الكونغو الذي انهارت فيه عناصرنا الوطنية من الناحية البدنية ولم تجد حلا لا دفاعا ولا هجوما بما أنها تحولت الى اسبانيا بعد تحضيرات داخلية منقوصة لم تقدر فيها على خوض أي مباراة ودية تساعدها على تحسين مستواها وحتى التربص الذي أجرته في أكتوبر الماضي في فرنسا مع فريق من الدرجة الثانية كان لمجرد «ذر الرماد على الأعين» من الجامعة التي تتحمل المسؤولية كاملة في النتائج الحاصلة فلو أنها أعطت المنتخب الأهمية التي يستحقها ووفرت له الظروف الملائمة لتمكن من كسب بطاقة الدور الرئيسي.
خيبة أمل كبرى
قدم المنتخب اداء طيبا في لقاء كوريا الجنوبية بطل اسيا والعالم والألعاب الأولمبية في المباراة الثانية من الدور الأول وكان قريبا من الفوز لولا بعض الجزئيات لكن ما حصل في لقاء الكونغو كان خيبة امل في حد ذاتها فعناصرنا الوطنية كان من المفروض ان تفوز وتمر باستحقاق مثل ما كان الشأن في المواجهات السابقة مع هذا المنافس لكن اليوم هناك نقاط عديدة يبقى من الضروري مراجعتها قبل «الكان» القادمة التي ستكون المهمة صعبة خلالها بما انه لم يعد هناك منتخب أنغولا العائق الوحيد امام التتويج بل بات هناك الكونغو والسنيغال والكامرون أيضا.
أسوأ مرتبة في الانتظار
يتنافس في مونديال اسبانيا الحالي 32 منتخبا مثل ما كان الشأن مع النسخة الأخيرة من مسابقة الرجال والمنتخب الوطني سيراهن فيه على المركز 25 الذي سيكون الأسوأ في تاريخ مشاركاته بعد المرتبة 24 التي تحصل عليها في النسخة قبل الماضية بما انه تخلف عن نهائيات 2019 بعد اكتفائه بالدور ربع النهائي من «الكان»، مركز يبقى لا يليق على حد السواء بالمنتخب وكرة اليد التونسية التي هي بصدد السير خطوات الى الوراء في الوقت الذي كان يفترض أن تحصد أفضل النتائج بعد خروج جل اللاعبين واللاعبات الى الاحتراف.
حصد المكتب الجامعي الحالي ما زرع وأصبح بحوزته حصيلة مخجلة هي الأسوأ في تاريخ الجامعة بسبب غياب التخطيط الواضح وتغليب ما هو شخصي على مصلحة المنتخبات الوطنية التي بات أمرها ثانويا خاصة بالنسبة لمنتخب السيدات فهو فقط مجرد مطية فقط للظهور للبعض، الجامعة جمدت في وقت سابق نشاط المنتخب عنوة وجعلته دون أهمية في الوقت الذي كان يجدر بها أن تطرق باب أكثر من مستشهر وتوفر له الدعم الاضافي حتى يواصل مشواره ويحمي الجيل الموجود في صفوفه الذي بذلت جهود كبيرة لتكوينه في وقت سابق من الفرق التي هي اليوم ضحية بدورها.
مستوى البطولة من الأسباب المباشرة
لن يصلح حال المنتخب وكرة اليد النسائية التونسية على حد السواء ان لم يكن هناك اصلاح من داخل الجامعة وان لم يتم التخلي عن السياسة التي تنتهجها صحبة الادارة الفنية، اليوم بات هناك مع مطلع كل موسم تغيير للنظام وفرق تحقق الصعود دون عناء وأخرى يتم الحاقها بقسم دون سواه تجنبا لأي شوشرة أو لتفادي قرارات قد تصدر عن سلطة الاشراف لا تخدم مصلحة الجامعة وما حصل مع النسائية بالمهدية أبرز دليل على ذلك وهناك أيضا أندية تضاف ارضاء لبعض الأعين ولو كان ذلك على حساب الفرق والمنتخب الوطني الذي يبقى المتضرر بدرجة أولى من السياسة المتبعة فالبطولة التي يعتمد على أكثر من النصف من لاعباتها بات المستوى فيها ضعيفا ولا يساعد على تكوين مجموعة تكون قادرة على خوض اي رهان لا قاري ولا عالمي وهذا في حد ذاته عائق.
تتحمل الجامعة المسؤولية في ما يوجد اليوم من نتائج والأمر ذاته بالنسبة للفرق التي التزمت الصمت في أكثر من مرة في الوقت الذي كان يجب أن تقول لا وتدافع عن مصلحتها ومصلحة لاعباتها فهي التي جعلت المكتب الجامعي يقرر مصيرها كيف يريد هو وأبقت على دورها كمصلحة يتم اللجوء اليها كل ما كانت هناك انتخابات لكسب أصواتها لا غير وان تواصل الأمر على حاله فان المنتخب قد لا يقدر مستقبلا حتى على تجاوز الدور الأول من «الكان» في ظل التطور السريع الذي تعرف منتخبات القارة السمراء.
مؤشرات ايجابية رغم الحصيلة السيئة
يوجد في المنتخب رغم نتائجه المتواضعة مجموعة قادرة مستقبلا ان توفرت الأرضية الملائمة للعمل على قيادته الى تحقيق ما هو أفضل سواء بالنسبة للمحترفة أو لتلك التي تنشط في البطولة الوطنية وهذه نقطة ايجابية لا بد من استغلالها من طرف الجامعة ان أرادت التكفير عن أخطائها، المنتخب تمكن من بلوغ نهائي «الكان» الأخيرة رغم تجميد نشاطه لقرابة الثلاث سنوات بفضل المجهود الذي قام به الاطار الفني بقيادة معز بن عمر الذي أثبت جدارته بالمهمة رغم كل الصعوبات.
يبقى من الضروري اليوم حماية الجيل الموجود في المنتخب وأن تعطى الفرصة لمعز بن عمر لمواصلة الاشراف عليه فالاستمرارية مطلوبة وباعتباره أثبت أنه من الكفاءات الوطنية القادرة على تحمل المسؤولية في انتظار خطوة ايجابية من الجامعة وتخليها عن سياسة اللامبالاة.. تقييم موضوعي لا بد أن يتم قبل فوات الأوان وقبل أن تضيع فرصة الانقاذ لجيل يظل يستحق الأفضل رغم «لا» الجامعة.
كرة اليد: منتخب الكبريات يفرط في فرصة تاريخية.. في انتظاره أسوأ مرتبة
- بقلم سيدة المسعي
- 10:34 08/12/2021
- 468 عدد المشاهدات
اكتفى المنتخب الوطني للسيدات مجددا بالدور الأول من بطولة العالم في نسختها الحالية التي تتواصل منافساتها في اسبانيا الى 19 ديسمبر الجاري