بها المشاكل من كل حدب وصوب واجبرتها على مصارعة المتاعب والانحدار من قسم الاضواء الى الدرجات السفلى.
الاولمبي للنقل وسكك الحديد الصفاقسي واولمبيك الكاف وجندوبة الرياضية ليست الا غيضا من فيض فرق كانت في الماضي رقما صعبا في سباق البطولة غير انها غابت فيما بعد عن قسم النخبة وكأننا بها قنعت بلعب ادوار ثانوية خلف الاضواء وبعضها استمر في الانحدار من قسم الى آخر وهو امر يطرح العديد من نقاط الاستفهام.
في الورقة التالية سنسلط الضوء على بعض الفرق التي كانت في الماضي القريب او البعيد من رموز القسم الاول لكنها حادت عن مسارها وسنحاول التطرق الى بعض الاسباب التي جعلتها تعرف هذا المصير.
اندية في ثوب اشباح
ليس من الصعب ان نتبين تأثير الصعوبات المالية واللوجستية على مصير الاندية فرغم محاولاتها للصمود والمثابرة على البقاء في الاضواء قد تفيض الكأس وتجد نفسها مجبرة على رمي المنديل خاصة في غياب مسؤولين غيورين على تاريخها او مستميتين في الدفاع عن بقائها وقد يكون المآل الاندثار وفي افضل الحالات القبوع في الاقسام السفلى لفترة طويلة الى ان يلفها النسيان من ذاكرة الجمهور الرياضي...
الاولمبي للنقل ناد تونسي تأسس سنة 1966 مقره الملاسين غرب العاصمة التونسية وهو ينشط حاليا ضمن الرابطة الثالثة.في منتصف الثمانينات كان ‘السي أوتي’ من ابرز الفرق في قسم الاضواء خاصة مع تتويجه بكأس تونس لموسم 1987-1988 ومراهنته في نفس الموسم على البطولة حيث انهى السباق في المركز الاول رفقة الترجي غير انه خسر اللقب آنذاك بمعيار فارق الاهداف. وانجب الفريق عدة اسماء على غرار محي الدين هبيطة والمنذر المساكني وعلي الكعبي وعبد المجيد الجلاصي وغيرهم لكن منذ موسم 2003-2004 غادر الفريق الرابطة الاولى نحو القسم الثاني ولم ينجه في الاستقرار فيه لينحدر في موسم 2014-2015 الى الرابطة الثالثة ولا يزال قابعا بها إلى الآن.
اما سكك الحديد الصفاقسي المنتمي حاليا الى الرابطة الثانية فقد تأسس سنة 1920 واحرز سنة 1934 بطولة تونس وكان جميع لاعبيه انذاك من الفرنسيين .تم تجميد نشاطه خلال الحرب العالمية الاولى لتعاد اليه الحياة عام 1946 .وبعد 3 سنوات صعد الى القسم الاول وتمكن من احراز البطولة سنة 1953 .اما اول بطولاته بعد الاستقلال فتعود الى سنة 1968 .غير انه مع دخول البطولة نظام الاحتراف في منتصف التسعينات لم يتمكن من الصمود في قسم الاضواء.
وكان اولمبيك الكاف المنتمي الى الرابطة الثالثة حاليا يعد سابقا من ابرز اندية الصف الاول لكن اخر عهده بالرابطة الاولى كان في موسم 2012-2013 لينزل على اثره الى الرابطة الثانية ليقضي بها 4 مواسم انتهت بتدحرجه الى الرابطة الثالثة في اعقاب موسم 2016-2017.افضل نتائج الفريق في القسم الاول كانت احتلال المركز السادس سنوات 1979 و1995.وهل يمكن ان ننسى ايضا الاولمبي الباجي صاحب كأس تونس سنة 1993 و2010 وكاس السوبر التونسي في 1995 والذي كانت له مشاركات قارية في كأس الكنفدرالية الافريقية سنة 2011 وكأس الكؤوس الافريقية في 1994 وكأس شمال افريقيا للأندية الفائزة بالكأس في2010...وغادر فريق عاصمة السكر الرابطة الاولى في 2017 ويراهن في الموسم الحالي على العودة الى قسم الاضواء.
ولا يمكن المرور دون الاشارة الى الاتحاد الرياضي التونسي الذي تأسس سنة 1917 لكنه اندثر ولم يعد له الا فريق ضمن كرة القدم النسائية.هذا الفريق حصد عديد النتائج الايجابية على غرار بلوغ نهائي كأس شمال افريقيا سنة 1934 كما حصل على بطولة تونس سنوات 1930 - 1931 و 1933 ،وكأس تونس في مواسم 1930 - 1931 - 1933 - 1934 - 1935 كما نال كأس الهادي شاكر سنة 1959.
تهميش قبل وبعد الثورة
اذا كانت بعض الجهات والفرق تعرف اهتماما كبيرا من السلط المختصة فمن الطبيعي أن تدفع بعض الجهات الاخرى بما فيها من فرق ضريبة المركزية من خلال اهمالها وتهميشها وعدم نيل ما تستحقه رغم محاولات المسؤولين غالبا تقديم التبريرات لاسكات غضب جمهور الجهات المهمشة من قبيل الحبوب المسكنة للغضب والوعود الرنانة باصلاح الاوضاع.
وزاد تغيّر الاوضاع بعد الثورة الطين بلّة بالنسبة الى فرق بعض المناطق في ظل غياب التنمية وتدهور حال البنية التحتية والملاعب.المتأمل في الخارطة الكروية التونسية يتبين الفارق الشاسع خاصة في التمثيل بين مناطق الشمال الغربي وبقية الجهات ،في المواسم الأخيرة فإن فرقا مثل الاولمبي الباجي وجندوبة الرياضية واولمبيك الكاف ظلت حبيسة الاقسام السفلى ورغم ما تعيشه من متاعب فإن سلطة الاشراف لا تحرّك ساكنا من اجل انتشالها من الغرق وتوفير الدعم لها بل كل ما تناله مزيد من التهميش واللامبالاة....
الدعم المادي المفقود
ليس من قبيل الصدفة الربط بين الرياضة والاقتصاد فالواقع يثبت ان المناطق التي تعاني تهميشا على المستوى الاقتصادي وغياب الاستثمارات والمشاريع فيها ينعكس الوضع على الفرق المنتمية اليها والتي لا يمكن لها ان تصمد امام تراكم المصاريف والديون لترفع الراية البيضاء ويجرفها التيار الى الاقسام السفلى.
من المضحكات المبكيات ان فريقا في حجم الاولمبي للنقل بات مسؤولوه يستجدون الدعم المادي ولم يعد ينال من شركات النقل العمومية الا اسمها بعد ان نفضت يديها من دعمه،ففي سنة 2015 لم تتجاوز ميزانية 100 الف دينار وهو مبلغ لا يكفي بالنسبة لفريق في الرابطة الاولى لتغطية كلفة الاجور لشهر واحد،وهذه الصعوبات التي يعيشها السي أوتي دفعته الى حل عديد الفروع.