أو أحداث مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي حين قتل مشجعان من جماهير الرجاء إثر صراع بين مجموعتين من «الألتراس»... مشاهد «فيراج» الترجي ليلة الثلاثاء أعادت إلى الأذهان تلك الصور, حتى أن صور الإصابات التي تعرض لها عدد من جماهير الأحمر والأصفر أصابت الجميع بالهلع والخوف لبشاعة ما حدث.
صحيح ان ما حصل ليس جديدا على الملاعب التونسية التي دونت حالات مشابهة , منها ما حصل في مجموعات النادي الإفريقي يوم دربي العاصمة ليتجدّد السيناريو لكن بصور أبشع تحتّم إعلان ضرورة التدخّل العاجل حتى لا نقع في المحظور ونندم حين لا ينفع الندم خاصة أن المؤشرات سلبية في ظل الاختلافات الكبيرة بين مجموعات ‹الألتراس›.
تعرف «الالتراس» والمبادئ الأساسية لها
«الألتراس» أو «الأولتراس» هي كلمة لاتينية تعني ‹المتطرفين› وتظهر بصورة مجموعات مشجعي الفرق الرياضية والمعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وتتواجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأمريكا الجنوبية وحديثا في دول شمال أفريقيا...
ومثلت بلادنا البوابة الأولى لهذه الظاهرة وتعد مجموعة «أفريكان وينرز» التابعة للنادي الإفريقي التي ظهرت عام 1995 أول مجموعة في تونس والعالم العربي لكنها كانت رابطة للمشجعين ولم تكن تتبنى فكر الألتراس لتكون ألتراس المكشخين» أول مجموعة في تونس والعالم العربي وذلك سنة 2002. ومن مبادئ الألتراس
لا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة ومهما كانت النتيجة...يمنع الجلوس أثناء المباراة...حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والإياب) بغض النظر عن التكاليف أو المسافة...يظل الولاء قائما للمجموعة المكونة (عدم الانضمام لأخرى).
حياد عن المبادئ الأساسية
بالعودة إلى المبادئ الأساسية لفكر ‹الألتراس› والذي خلق دينامكية في الملاعب التونسية من خلال الدخلات العديدة التي زينت مدارج بطولاتنا وجعلتها تحظى بمتابعة إعلامية كبيرة والكل يتذكر دخلات أولمبي رادس والمنزه وسوسة والطيب المهيري وغيرها والتي جعلت الجميع ينادى بضرورة اعادة الجماهير الى الملاعب لكن ما يحصل في ملاعبنا أقام الدليل على ضرورة مراجعة قرار اللعب بحضور الجماهير سيما أن الشغب بات من نفس مشجعي الفريق الواحد لتحيد مجموعات الألتراس عن مبادئها الأساسية وتؤسس لمشاهد العنف والشغب وصور الدربي لجماهير الإفريقي والمباراة الأخيرة للترجي الرياضي وأزام أكبر دليل على حياد مجموعات الألتراس على مبادئها.
المغرب تضرب المثل
شهدت مباراة الرجاء البيضاوي المغربي و شباب الريف الحسيمي حالة شغب في مجموعات جماهير الرجاء أودت بحياة مشجعين وهو ما فرض على السلطات المغربية التدخل العاجل حيث أقرت الحكومة المغربية حل كل روابط ‹الالتراس› في البلاد وهو ما استجابت له المجموعات التي أقرت بذنبها في بيانات نشرت على صفحاتها الرسمية ورغم طلبها الاعتذار للعودة من جديد إلى المدراج إلا أن السلطات المغربية رفضت ذلك مؤكدة أنها لن ترجع عن قرار حل كل روابط مشجعي الالتراس في المغرب وذلك خوفا من حدوث كارثة تجعلها في قفص الاتهام خاصة أن القرار كان بيدها.
أين القرار التونسي؟
من الواضح أن مجموعات الألتراس حادت عن أهدافها وباتت تشكل صداعا كبيرا ومصدرا للخوف من كارثة في ملاعبنا لذلك أصبح من الضروري التحرك لإيقاف هذا النزيف من الشغب والعنف غير المبرر ولم لا النسج على المنوال المغربي حين قررت السلطات حل كافة مجموعات ‹الألتراس› خاصة أن الحلول الترقيعية التي أعتمدها المسؤولون على الرياضة في بلادنا لم تأت أكلها بل أن ظاهرة العنف والشغب في الملاعب وصولات وجولات مجموعات الألتراس تضاعفت وباتت تنبىء بالكارثة خاصة أن المواعيد القادمة في بطولتنا ستكون مصيرية وحتمية التدخل الوقائي قد يجنبنا الوقوع في المحظور...
لكن يبقي السؤال هنا هل توجد الرغبة و المسؤول الحقيقي لاتخاذ القرار الحاسم لإيقاف نزيف الشغب القادم من مجموعات الألتراس؟