التي بحثت عن تعزيز صفوفها وتدعيم الرصيد البشري قبل ضربة العودة إلى النشاط والمبرمجة نهاية هذا الأسبوع بإقامة الجولة الثانية إياب للرابطة المحترفة الأولى.
صحيح أن جل فرق الرابطة الأولى تحركت وتعاقدت مع أسماء جديدة لكن بالمقارنة بالسنوات الماضية فإن حصيلة ميركاتو شتاء 2018 لم تكن ثقيلة سواء من ناحية الأسماء التي عززت ملاعب الرابطة الأولى أو من الناحية المادية ليعكس بشكل كبير الواقع المادي الصعب التي تمر بها فرق البطولة التي بحثت عن التعاقد مع لاعبين يحجبون النقائص التي ظهرت في الفترة الأولى من سباق البطولة لتترجم هذه المعطيات حصيلة الميركاتو الشتوي للبطولة التونسية.
الحصيلة الكاملة بلغت 45 زيجة جديدة في الرابطة المحترفة الأولى لفصل الشتاء وهو رقم يعد محترما مقارنة بالسنوات الماضية التي سجلنا فيها أرقاما كبيرة وكان اللاعب المحلي الأكثر تحركا في الميركاتو بما أن 35 صفقة محلية سجلت حضورها فيما دونت سجلات الميركاتو 10 صفقات أجنبية وتحديدا من القارة السمراء.
حنين الرابطة الأولى
لكل ميركاتو عنوان في الرابطة المحترفة الأولى فبعد سياسة التعاقد مع أصحـــاب الجنسية المزدوجــة والتي ميــــــزت السنـــــوات الماضيــــة لتأتي فيما بعد سياسة التعاقد مع العائدين من التجارب الأوروبية يبـدو أن الميركاتــو الشتوي الحالـي اختار عنـوان الحنين إلى أجـواء البطولة حيث سجلنــــا جملة من العائدين إلــى أنديتهم السابقة أو حتــى التعاقد مع أندية أخرى مـن الرابطة المحترفة الأولى...
وبالعودة إلى زيجــات الميركاتو نلاحظ أن النادي الإفريقي كان أول من تعاقد مع لاعبيه السابقين وذلك من خلال الثنائي زهير الذوادي والتيجاني بلعيد اللذين أمضيا مع الأحمر والأبيض عقدا يمتد لغاية 6 أشهر مع إمكانية التمديد لموسمين إضافيين وبذلك يستعيد الثنائي ذكريات البطولة من بوابة النادي الإفريقي...
ثاني الأندية التي تعاقدت مع لاعبيها السابقين النجم الساحلي الذي ابرم اتفاقا مع كل من المدافع عمار الجمل العائد من تجربة قصيرة في دوري النجوم القطري ليجدد العهد مع فريق جوهرة الساحل أم الاسم الثاني فهو متوسط الميدان مرتضي بن وناس بعد تجربة مع النادي البنزرتي بحث عن العودة من جديد لفريقه الأم وهو ما تحقق في هذا الميركاتو الشتوي.
ثالث الأسماء العائدة هو الظهير الأيمن سامح الدربالي الذي أمضى مع الترجي الرياضي لمدة موسم ونصف بعد أن فسخ عقده مع أهلي طرابلس الليبي ليكون الدربالي الاسم الوحيد الذي زين ميركاتو متصدر ترتيب الرابطة المحترفة الأولى.
ولم تقتصر العودة على الثلاثي المذكور فقط بما أن سجلات الميركاتو أفرزت عائدين من جديد إلى أجواء الرابطة المحترفة بما أن هيئة النجم الساحلي منحت الفرصة مجددا لمتوسط الميدان محمد المثناني لاسترجاع ذكريات البطولة التونسية التي غادرها منذ مواسم فيما سيجدد متوسط الميدان الإيفواري «مارسال كواسي» العهد مع الرابطة الأولى وهذه المرة من بوابة مستقبل قابس بعد تجارب مع الملعب التونسي واتحاد بن قردان وغيرهم.
«السي آس آس» سيد الميركاتو
فرض قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على النادي الصفاقسي الوقوف متفرجا في الميركاتو الصيفي وهو ما جعل هيئة فريق عاصمة الجنوب تتحرك بشكل كبير في الميركاتو الشتوي حيث تسيد النادي الصفاقسي سوق الانتقالات الشتوية في الرابطة المحترفة الأولى بعد أن تعاقد مع 9 لاعبين دفعة واحدة وهو رقم كبير قد يفسر بالغياب عن الميركاتو السابق وبذلك يكون فريق عاصمة الجنوب الأكثر تحركا في هذا الميركاتو...
في المقابل جاء الثلاثي الملعب التونسي ونجم المتلوي وأولمبيك مدنين في المرتبة الثانية بما أنهم تعاقدوا مع 5 لاعبين جدد في هذا الميركاتو الشتوي وذلك لتعويض النقص الذي ظهر عليهم في الفترة الأولى من البطولة والتي فرضت عليهم التحرك في هذا الشتاء أما ثالث المتحركين بشكل ظاهر في الميركاتو الشتوي فهو النادي الإفريقي الذي أبرم صفقات كاملة وكانت مرشحة للزيادة بما أن أسم المهاجم الغاني لفريق «اشانتي كوتكو» سقط من سجلات الميركاتو للنادي الإفريقي الذي كان للظروف المادية دور في تعاقداته الشتوية.
وعاد المركز الرابع لثلاثي قام بالتعاقد مع 3 لاعبين في هذا الميركاتو والحديث هنا عن كل من النجم الساحلي والترجي الجرجيسي ومتذيل ترتيب البطولة اتحاد بن قردان.
ثلاثي الأقل تحركا
دائما ما تنعكس الظروف المالية على الميركاتو وهو العنوان الأبرز الذي وجده مسؤولو النادي البنزرتي الذين وجدوا صعوبة كبيرة في هذا الميركاتو الشتوي حيث تعاقد النادي البنزرتي مع لاعب وحيد ليعزز صفوف قرش الشمال في هذا الميركاتو الشتوي وذلك في إطار صفقة الحمدوني حيث جاء أسامة العمدوني فيما يؤكد المسؤولون أن الرصيد الحالي ليس في حاجة لتعاقدات جديدة خاصة أن الفريق سيعرف مشاركة الثنائي وسام بوسنينة وحسام الحباسي اللذين تعاقدا مع فريق عاصمة الجلاء في الصائفة إلا أن العقوبة أجلت الظهور إلى الميركاتو الشتوي الحالي... الثنائي الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري اختارا أن يكون الميركاتو هادئا بل أكثر من ذلك بما أن القناعة لدى المسؤولين والمدرب أن المجموعة الحالية لا تحتاج أسماء جديد سيما أن التحركات كانت كبيرة في الميركاتو الصيفي حيث جاء الميركاتو الشتوي الحالي باسم واحد لكليهما حيث تعاقد الترجي مع ظهيره الأيمن السابق سامح الدربالي لعله يعوض إصابة إيهاب المباركي فيما تعاقد فريق عاصمة الرباط مع محمد حسان السديري القادم من الدوري المصري وتحديدا من الاتحاد السكندري.
ويأتي ثنائي مدينة قابس في المركز الثالث بما أنهم اختار أن يعزز الرصيد بلاعبين فقط حيث تعاقد مسؤولو «الجليزة» مع ثنائي يعرف الرابطة المحترفة الأولى بما أن سليم المحجبي سبق أن لعب مع الصفاقسي ومستقبل المرسي فيما يملك الإيفواري «مارسيال كواسي» عدة تجارب في الرابطة المحترفة الأولى في المقابل تعاقد مسؤولو «الستيدة» مع ثنائي شاب تمثل في خليل البلدي من الترجي الرياضي ومحمد أمين الحمروني بنظام الإعارة من النادي الصفاقسي.
الجالية الإيفوارية في الخدمة
كما أشرنا بلغت نسبة التعاقدات مع اللاعبين الأجانب في هذا الميركاتو الشتـوي 10 صفقات وكلها مع لاعبي جنوب القارة السمراء فيما غاب اللاعبـون الجزائريون والليبيون على المشهـد رغم أن التحركات كانت تصب في التوقيع مع بعض اللاعبيـن الجزائريين خاصة إلا أن الأمور المادية عطلت الاتفاقات وبذلك يقتصر الميركاتــــو على لاعبـي جنوب القارة الإفريقية.
وبالعـودة إلى الجنسيات اللاعبين الذين عززوا أندية الرابطة الأولى في هذه الفترة نلاحظ أن الجالية الإيفوارية كانت الأكثر حضورا بـ4 لاعبين سيتواجـــدون في كل من النادي الصفاقسي والنـادي الإفريقي ومستقبل قابس والملعب التونسي فيما تأتي المدرسة النيجيرية في المركز الثاني بما أن ثنائي نيجيري سيكون حاضرا من بوابة النادي الصفاقسي والترجي الجرجيسي في المقابل فإن بقية الجنسيات التي سجلت حضورها هي كل من بوركينافاسو والكاميرون ومالي والكونغو الديمقراطية دون نسيان طابع المدارس الأخرى التي ضمنت حضورها منذ الفترة الأولى من البطولة على غرار المدرسة الجزائرية والمصرية.
سقوط في آخر اللحظات
دائما ما يشعل الميركاتو الصيفي أو الشتوي بعدة أسماء سوق الانتقالات لكن في الأخير لا يكتب لهذه الزيجات النجاح وتبقى مجرد أخبار وميركاتو شتاء 2018 كان شاهدا على عدة أسماء كانت مرشحة لتكون أسماء رئيسية في هذا الميركاتو والحديث هنا عن الثنائي إدريس المحيرصي الذي كان قريبا من العودة إلى الرابطة المحترفة الأولى سواء من بوابة النجم الساحلي أو النادي الصفاقسي إلا أن بعض الجزئيات حسمت عدم عودته للبطولة وبذلك يسقط أسم المحيرصي من حسابات الميركاتو الشتوي على أن يكون مرشحا بقوة لتواجد في الميركاتو الصيفي.
الاسم الثاني الذي كثر عنه الحديث في أخر أيام الميركاتو مهاجم النادي الصفاقسي السنغالي «محمد واليو اندوي» الذي سيواصل التجربة مع فريق عاصمة الجنوب بعد أن كان مرشحا للخروج والتعاقد مع النادي الإفريقي أو النجم الساحلي لكن كالعادة الأمور المادية أسقطت الزيجة.
ومن بين الأسماء أيضا التي كانت محور الميركاتو الشتوي الثنائي الغاني «ايمانويل أوكران» الذي أمضي مع الإفريقي لكن الزيجة سقطت فيما لم يتمكن النادي الصفاقسي من ترويض متوسط الميدان «سارج أكا».
