ما بقي من الدربي التونسي المصري لتصفيات «كان 2019»: معلول ينجح في أول امتحان..المساكني فنان وحضور جماهيري لقي الاستحسان

• مصر لا تفوز في تونس.. 15 سنة على آخر انتصار رسمي و«العقدة» التونسية تواصل الظهور


واصل المنتخب الوطني التونسي تأكيد علو كعبه و»عقدته» للكرة المصرية حيث فاز أبناء المدرب نبيل معلول مجددا على الفراعنة في إطار الجولة الافتتاحية لتصفيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2019 في سهرة رمضانية حسمها هدف المهاجم طه ياسين الخنيسي الذي قاد منتخبنا لتصدر المجموعة العاشرة في دربي كروي تونسي - مصري أوفي بوعوده مؤكدا التنافس الكبير بين الكرة التونسية ونظيرتها المصرية.

سهرة رمضانية كانت بحضور جماهيري محترم فاق كل التوقعات وكان محل إشادة من طرف لاعبي المنتخب الوطني والمدرب نبيل معلول الذي راهن على العودة إلى أولمبي رادس بعد فترة ملعب مصطفى بن جنات ونجح في اختياره سيما أن العودة كانت من الباب الكبير بفوز مستحق أمام المنتخب المصري وبحضور جماهيري محترم فاق 50 ألف...

وبالعودة للدربي التونسي المصري فإن الملاحظة الأهم هي تألق كافة العناصر الوطنية خاصة من ناحية حب الانتصار والانضباط التكتيكي الكبير الذي كان وراء الفوز المهم المحقق والذي أعلن تصدر منتخبنا مجموعته لكن من بين اللاعبين الذين كانوا الأفضل بل خطفوا الأنظار المهاجم يوسف المساكني والظهير الأيسر علي معلول الذي كان كلمة السر في مواجهة ليلة الأحد.

معلول والدهاء التكتيكي
نجح المدرب نبيل معلول في كسب أول اختبار وخرج الفائز الأكبر في امتحانه الأول مع النسور والذي كان ثقيلا بما أن هوية المنافس تمثلت في المنتخب المصري أفضل منتخب عربي وإفريقي في تصنيف «الفيفا» إضافة إلى كونه وصيف «الكان» الأخير ويبدو أن الناخب الوطني استعد جيدا للدربي المغاربي بما أن سيناريو المباراة أكد تفوقا تكتيكيا كبير لمعلول على منافسه المدرب الأرجنتيني «هكتور كوبر»... ودرس معلول كافة نقاط قوة المنتخب المصري أولا وحد منها بل أكثر من ذلك بما أنه ألغاها تماما وذلك بإبعاد الثنائي محمد صلاح ورمضان صبحي من سيادة القرار الهجومي للمنتخب المصري مع الضغط العالي على وسط ميدان «الفراعنة» وهو ما جعل المنتخب المصري يختنق ولا يمكنه فعل شيء سوى لعب الكرات العالية التي كانت من نصيب مدافعي المنتخب الوطني... تفوق معلول التكتيكي ساعده فيه الرغبة الكبيرة للاعبي المنتخب والأهم تركيبة وسط الميدان والفورمة التي أظهرها الثنائي يوسف المساكني وعلي معلول دون نسيان اللعب على ضعف الخط الخلفي للمنتخب المصري والثقل الذي يميز الثنائي علي جابر وأحمد حجازي وهو ما أكده هدف الخنيسي في بداية الشوط الثاني.

استثمار نجاحات فوزي البنزرتي
من تابع مواجهة منتخبنا مع نظيره المصري يلاحظ أن المدرب نبيل معلول اختار استثمار نجاحات الترجي في هذا التوقيت معتمدا على نفس النهج والفلسفة الخاصة بالمدرب فوزي البنزرتي من أجل تحقيق أول انتصار حيث عول تقريبا على نفس الخطة التكتيكية سيما في وسط الميدان والهجوم ولولا اختلاف بعض الأسماء لقلنا أن الترجي الرياضي هو الذي خاض المباراة حتى أن التعليقات صبت في هذه الخانة بالتأكيد على أن معلول اختار التعويل على لاعبي الترجي الرياضي... عدة عوامل ساهمت في اعتماد نبيل معلول نفس طريقة المدرب فوزي البنزرتي أولا هو الفورمة التي يمر بها لاعبو الترجي في هذه الأوانه واستغلال أكثرهم في لقاء مصر سيعود بالفائدة على المجموعة خاصة من ناحية التجانس والتفاهم وهو ما تحقق فعلا بما أن المردود العام للمنتخب كان كبيرا...

ثاني العوامل التي جعلت معلول يختار هذه الفلسفة هو ضيق الوقت الذي ميز التحضيرات لمواجهة المنتخب المصري فهو غير قادر على اعتماد أسلوب تكتيكي جديد في ظرف أسبوع ليكون الاختيار على الطريقة التي يعرفها أكثر من عنصر في المنتخب بما أن قرابة 90 من التشكيلة تدربوا عن فوزي البنزرتي فباستثناء على معلول فإن البقية يعرفون أفكار مدرب الترجي الرياضي.

الحصيلة كانت موفقة للمدرب نبيل معلول لذلك فإن التأكيد على نجاحه فنيا وتكتيكيا في مواجهة مصر يبدو ضروريا ومنطقيا.

المساكني قائد لأول مرة
شهدت مواجهة المنتخب الوطني التونسي ونظيره المصري حادثا جديدا لنجم المنتخب ومهاجمه الأول وكلمة السر في أفكاره الهجومية محترف لخويا القطري يوسف المساكني الذي نال ليلة الأحد لأول مرة في مسيرته مع المنتخب الوطني لقب قائد نسور قرطاج حيث منح المدرب نبيل معلول شارة القائد إلى المساكني ليكون ربان الفريق وملهمه في تحقيق الانتصار والأكيد أن الناخب الوطني يعي أن تحميل المساكني هذه المسؤولية قد يجعله يخرج أفضل ما لديه ومعلول بارع في ذلك فهو يعرف كيف يخرج أفضل ما لدى اللاعبين...

«النمس» وهو كنية يوسف المساكني كان كلمة السر في مواجهة المنتخب المصري حيث صال وجال وكان الأفضل ليتوج مردوده الكبير بتمريرة الهدف الوحيد في المواجهة دونه المهاجم طه ياسين الخنيسي وعرفت مردودا لافتا لقائد المنتخب الوطني رغم ابتعاده منذ مدة عن أجواء الملاعب في ظل توقف الدوري القطري إلا أن ذلك لم يمنع المساكني الفنان من التألق حتى أنه كان محل إشادة من جل «البلاتوهات» التلفزية الرياضية المصرية مؤكدين أنه كان كلمة السر في فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري.

حضور جماهيري كبير
صحيح أن عملية بيع التذاكر لم تكن موفقة للجامعة التونسية لكرة القدم حيث أكدت مصادرنا أن ألف تذكرة فقط تم بيعها رسميا وهو ما أثار الرعب والخوف في نفوس القائمين على المنتخب الوطني خاصة مع قرار اللعب في أولمبي رادس ليلتجئ المكتب الجامعي إلى فتح أبواب الملاعب دون قيود أو أموال أمام الجميع مؤكدا أن الدربي التونسي المصري سيكون بالمجان وأمام كل الفئة العمرية لينعكس هذا القرار إيجابيا على الحضور الجماهيري الذي فاق التوقعات بما أن قرابة أكثر من 50 ألف متفرج واكبوا المواجهة وساهموا في الانتصار المحقق من طرف زملاء المتألق علي معلول...

المستوي الذي قدمه نسور قرطاج أمام المنتخب المصري كان محل إشادة من الجماهير الحاضرة التي استمتعت بما قدمه المنتخب وهو ما جعلها تتفاعل مع كل تحركات لاعبي المنتخب الوطني وتتفاعل أكثر مع الهدف الذي دونه ياسين الخنيسي ليبقي السؤال هل يتواصل الود بين المنتخب وجماهيره سيما أن كتيبة معلول مقبلة على استحقاق أهم في شهر أوت حين يستضيف منتخبنا الوطني نظيره الكونغو الديمقراطية في إطار الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم روسيا 2018.

تونس «عقدة» مصرية
هللت الصحف المصرية كثيرا بعد الفوز المحقق قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 وأعلنت نهاية «العقدة» التونسية التي ترافق الكرة المصرية منذ وقت طويل وبالعودة إلى أرشيف المباريات الرسمية بين المنتخب الوطني التونسي ونظيره المصري نتفهم الفرحة المصرية حيث فوجئنا بمعطيات غريبة عن الدربي التونسي المصري... صحيح أن أرقام المواجهات قريبة بين المنتخبين بما أن مباراة الأمس كانت رقم 39 منها 23 رسميا في مختلف المسابقات و16 ودية كان كعب تونس الأعلى بـ16 فوز أثر انتصار الأحد و12 لمصر و11 تعادل هنا الأرقام عادية لكن ما يؤكد أن الكرة التونسية «عقدة» لنظيرتها المصرية هو أن أخر انتصار رسمي للفراعنة يعود إلى 15 سنة تحديدا «كان 2002» فيما لم تفز مصر على تونس أبدا عندما يلتقي في تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115