أحداث مباراة اتحاد تطاوين والنادي البنزرتي زادت في إعلان صافرة الإنذار وأشعلت كل الأضواء الحمراء وفرضت تدخلا عاجلا حتى لا نقع في المحظور فالدكتور مهتم بحرب التصريحات والصراعات الجانبية والعائدات المالية لمكتبه الجامعي ومتغافل عن أهم القضايا التي قد تصل بكرتنا إلى المحظور وهي التي تعاني منذ عصور لتصل في هذا التوقيت إلى الحضيض بما أنها ابتعدت عن هدفها الحقيقي وباتت ترسم ملامح جديدة من جهويات وتقسيمات وعنف وفوضى فيما النتائج كارثية من المنتخب الوطني إلى الأندية المشاركة في المسابقات القارية.
صحيح أن بلادنا لا تتحمل فتح ملف جديد خاصة يتعلق بكرة القدم لكن الخوف من الكارثة يفرض التحرك والوقوف على الأحداث وتحليلها خاصة أن الاحتقان الكبير أصبح سمة كرتنا من رابطة أولى بمرحلتها سواء للتتويج أو النزول مرورا بالرابطة الثانية وصولا إلى الرابطة الثالثة.
على مشارف الكارثة
ما حدث في ملعب تطاوين عشية الأربعاء كان قريبا من الأحداث التي جدت في بورسعيد المصرية في 2012 وملعب «تيزي وزو» في الجزائر سنة 2014 خاصة أن كل الصور أظهرت رمي بالحجارة واجتياح الملعب وإصابات في صفوف الفريق الضيف في مقدمتهم المدرب لسعد الدريدي و4 لاعبين من النادي البنزرتي لكن لحسن الحظ لم تستمرالكارثة...
المتسبب الرئيسي في هذه الأحداث هو نقض قرار «الويكلو» إضافة إلى الأجواء المشحونة في تطاوين في هذا الظرف لتكون الحصيلة عدة إصابات في صفوف النادي البنزرتي أعاد إلى الأذهان سيناريو اللاعب الكامروني لشبيبة القبائل «إيبوسي» الذي توفي متأثرا بإصابة في رأسه من الجماهير الغاضبة لفريقه شبيبة القبائل ليفارق بعدها الحياة في حادثة شهدت تعاطف الجماهير الرياضية التونسية لكن الواقع أكد أن كرتنا أيضا تقدم النشاز فالحادثة نفسها تكررت لكن من ألطاف الله أنها لم تكرر سيناريو الموت الذي كان قريبا في أمسية ملعب نجيب الخطاب.
الاحتقان بات كبيرا في كرتنا سواء بين فرق الرهان على الصعود أو النزول وهو ما قد يجعلنا لا ننسى سيناريو 1 فيفري 2012 في ملعب بورسعيد المصري الذي شهد كمصيبة موت 72 محبا من الأهلي المصري بعد اجتياح جماهير المصري البورسعيدي الملعب بأسلحة بيضاء فرضت مجزرة لازالت تلقي بظلالها على الكرة المصرية إلى اليوم...
نحن على مشارف الكارثة في ظل الأجواء المشحونة والظروف المتوترة بين الجميع وهذا ما يفرض التدخل العاجل حتى لا نندم أين لا ينفع الندم.
شبح «الويكلو» مجددا
علم «المغرب» أن الأحداث الأخيرة التي شهدها ملعب نجيب الخطاب وشوارع العاصمة بين فئة من جماهير النادي الإفريقي والترجي الرياضي زادت في قناعات ضرورة العودة إلى نقطة فرض الويكلو على المباريات خاصة أن الأجواء مشحونة أكثر ما هو مطلوب حيث تؤكد الأخبار بحوزتنا أن سلطة الإشراف بالتنسيق مع السلطات الأمنية انطلقت في مفاوضات من أجل التجهيز لقرار صمت الملاعب وهو ما فرضته الأحداث الأخيرة في تدابير يرى الباحثون عن «الويكلو» أنها ستحمي الملاعب التونسية من سيناريو كارثي على غرار ما حدث في بورسعيد أو الجزائر والأكيد أن الواقع يجعل موقفهم الأقوى خاصة أن الأمور تسير إلى الأسوأ والخوف يطلّ برأسه على مباريات البطولة سواء في الرابطة الأولى أو الثانية خاصة أننا اقتربنا من المرحلة الحاسمة والتي قد تتسارع فيها الأحداث وتكون فيها المنافسة أشرس.
القرار لم يتخذ بعد لكن تحركات الكواليس بدأت من أجل إقرار الويكلو على بقية الموسم فهل يكون هذا الحل الأنجع أم أنه القرار الأسهل لإنهاء صداع التوترات؟