«البروموسبور» مهدّد في الصميم ...

لا احد ينكر ما لعبه البروموسبور من ادوار وفرت المخرج للرياضة التونسية من أزمات مالية عديدة ورغم ما تردد حوله من حديث فساد فان البروموسبور صمد وتحدى كل المطبات وان عطلت حركته البطولة التي ترفض الاستجابة لادنى الطلبات وهي الايفاء بالوعد لا غير

ومع ذلك نجد الايدي ممدودة الى البروموسبور من الكبار والصغار من اجل «جرعة اوكسيجين» واخر العينات تمثلت في ضخ 200 الف دينار للهواة إضافة إلى ابرام اتفاق شراكة مع الحكام. إلا ان البروموسبور أصبح مهدّدا في الصميم بسبب ما استشرى من رهان مواز بحكم عدم «قانونيته» فشركات المراهنات الإلكترونية بصدد استنزاف اقتصادنا الوطني... فهي ليست مرخص لها وبالتالي لا تؤدي واجب الجباية كما انها باب من ابواب فتح باب «المرشي نوار» للعملة الصعبة... فالتعامل معها لا يكون الا بالاورو او الدولارومن هنا ياتي القلق من الاقبال المتزايد للتونسيين على المواقع الإلكترونية العالمية المتخصصة في المراهنات الرياضية. ولا يمكن ان نكتفي بالفرجة او الوقوف عند السؤال التقليدي: ما الحل ؟

الحلول ليست ردعية فقط بل هناك ما هو تحفيزي فالحلم بالربح هو وليد الخصاصة في جلّ الأحيان... وتجدنا هنا إزاء حلول اجتماعية تيسر انتصاب الشباب بشكل مستقل دون علل البيروقراطيّة... ومن يجرّب طَرق أبواب الإدارة فإنه سيدرك جنس العسر الذي يضاعف العزوف ولا يؤدي الى تحقيق ذرة اقبال... فمن هو أب أطفال راغبين في الانتصاب غاص في تجارب تشبه «الهبال» في إدارة شعارها «ارجع غدوة» وإلا «المسؤول في اجتماع» مع فرض الشروط المستحيلة أحيانا... مما يجعل حديث الانتصاب للحساب الخاص اقرب الى النظريات... والحالة تلك من الطبيعي ان يكون البحث عن الحظ من خلال ألعاب «بلانت وين» و«بي وين» و«ويليام هيل» وهي الأكثر انتشاراً في تونس وعدم شرعيتها لم يمنع من الانتصاب لتكون لها محلات خاصة بالرهانات الإلكترونية، فهو ما يكبد «البروموسبور» خسائر فادحة. ويكفي فتح حساب إلكتروني خاص وتحويل الدينار التونسي إلى عملة اليورو للانخراط في أحد مواقع الرهان بشكل مقنن... وهنا ياتي دور البنك المركزي في مراقبة التحويلات ومواطن صرفها.

فالظاهرة خطيرة على اقتصادنا الوطني في غياب الرقابة سيما لما نعلم ان حجم التحويلات اليومية من جانب المراهنين تصل إلى 200 ألف دينار (100 ألف دولار) واضافة الى نزيف العملة الصعبة فهناك خسارة للجباية المتأتية من ألعاب الرهان الداخلي بحكم تردي رقم معاملاته. ولما كان الرهان الرياضي محل ارتهان قصر قرطاج الذي كشف في خصوصه القضاء انه كان يستحوذ على 20 % من مداخيله بشكل سري فان الخسارة زادت في السنوات الاخيرة بحكم تراجع المداخيل بشكل اصبح يبعث عن القلق سيما في ظل المنافسة غير الشرعية المستشرية في الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث ترتفع نسبة البطالة بالتوازي مع غياب شبه تام لوسائل الترفيه... وهو ما يعود بنا من جديد الى حديث الحلول ذات التوجه الاجتماعي والثقافي بالاساس وهي حلول جل معضلات تونس.

لكن على البروموسبور ان لا يكتفي بـ«العويل» فهو مطالب من جهته بتنويع منتوجه من خلال تقديم انواع جديدة من الرهان كتجربة مباريات كرة اليد وغيرها وهي التي تعلم ان الرهان الموازي يشمل التنس وسباق السيارات ولما نعلم أن 50 % من إيرادات شركة المراهنات الرياضية الحكومية تذهب لخزينة الدولة فإننا ندرك حجم الخسائر ليبقى الحل محمولا على الدولة اذا رامت فمثل هذه الحلول غير شعبية ولا يمكن ان ننتظر منها فتح باب الاحتجاج والتظاهر إذ لا يعقل ان يحول الرهان الموازي 40% من حرفاء البروموسبور ولو ان الدولة ساهمت في تهريب نسبة هامة منهم من خلال خصم 25 % من أرباح المشاركين في مسابقات الشركة الحكومية، نحو فضاءات افتراضية أكثر أمانا لحكم عدم خضوع الأرباح المتأتية منها لأي خصم ضريبي... واصل الخطا قانون المالية لسنة 2016، الذي فرض على التونسيين الفائزين في ألعاب الرهان والحظ ضريبة قدرها 25 % من المبلغ المتحصل عليه... والحال ان الدولة لها خبراء في الجباية يدركون ان الحلول غير الشعبية تضر بالاقتصاد ولا تنفعه بالمرة بل تفتح باب المشاحنات... ومع ذلك فالدولة تصدر القوانين وكانها من «بلانات» غير «البلانات» التي نعيش فيها... والمتامل في الأرقام يعلم ان نسبة % 60 من عائدات الجباية متاتية من السجائر والخمر والرهان فان «البروموسبور» يبقى مجالا تنمويا لا يستحق المزيد من الإرهاق الجبائي وان كنا مع المجمعين حول الجباية كمجال من مجالات خلاص البلاد...

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115